في وقت يتسارع فيه التأثير الصيني على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، تبرز الحاجة إلى تعزيز التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة هذا التحدي المشترك، إذ يمثل الجانبان معاً القوى الاقتصادية الأكبر في العالم، ومن خلال تحالفهما، يمكن لهما تشكيل جبهة موحدة لمواجهة السياسات الاقتصادية الصينية المهيمنة.
النزعة التجارية الصينية
ويقول الباحثان كوش أرها وجورن فليك في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية إن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارهما الاقتصادين الحرين والمنفتحين الوحيدين القادرين على مواجهة النزعة التجارية الصينية، هما شريكان لا غنى لأحدهما عن الآخر في التغلب على الصين.
ويضيف الباحثان أن حصة الاتحاد الأوروبي من الناتج المحلي الإجمالي العالمي أكبر قليلاً من حصة الصين. وتبلغ قيمة الاستثمارات المتكاملة عبر الأطلسي أكثر من 5 تريليونات دولار، مع أكثر من 2.7 تريليون دولار من الاستثمارات الأمريكية في أوروبا، وأكثر من 2.4 تريليون دولار من الاستثمارات الأوروبية في الولايات المتحدة.
وتشكل اقتصادات ضفتي الأطلسي أكبر وأقوى تجمع اقتصادي في العالم، وتحتاج إلى الاستفادة من ميزتها الجماعية في مواجهة الخصوم العالميين المشتركين الذين يسعون بعزم إلى تقسيمهما.
توحيد الجهود
ويقول الباحثان إنه ينبغي على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي توحيد جهودهما لتعزيز مصالحهما المشتركة، غير مبالين بمحاولات خصومهما المشتركين لإلهائهما. ويعكس التصويت الأخير لدول الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية الرخيصة التي تغزو الأسواق الأوروبية، إدراك التهديد الصيني والتحديات التي تواجه توحيد الدول الأوروبية المختلفة لاتخاذ إجراءات حاسمة. ويجب على الولايات المتحدة أن تعي هذا التقارب عبر الأطلسي وأن تركز على الجهود المشتركة والمنسقة لدعم هذا التحالف المتزايد، رغم هشاشته.
وتتبنى الصين استراتيجية مشابهة لروسيا، لكنها تمتلك أدوات اقتصادية أكبر بكثير. وتهدف بكين إلى خلق انقسامات، ليس فقط بين دول الاتحاد الأوروبي، بل أيضاً بين الولايات المتحدة وأوروبا. وسيكون تجاهل أو دعم خطط الخصوم لتفريق الصف تصرفا غير حكيم. وعلى العكس، ينبغي على القادة الأمريكيين والأوروبيين إظهار فهم وصبر استثنائيين تجاه التحديات الداخلية لكل جانب لضمان تعزيز التضامن عبر الأطلسي في مواجهة الخصمين المشتركين، الصين وروسيا.
ويقول الباحثان إن اتخاذ إجراء جماعي ضد الصين في أوروبا أثبت أنه أشبه بمحاولة "جمع القطط"، كما يظهر من التصويت الأخير حول فرض رسوم جمركية محتملة على السيارات الكهربائية الصينية.
وعلى الرغم من أن التصويت قد أقر في المفوضية الأوروبية، فإن غالبية دول الاتحاد الأوروبي إما امتنعت عن التصويت "12 دولة من أصل 27" أو كما في حالة خمس دول بقيادة ألمانيا والمجر، عارضت الإجراء. وصوتت عشر دول فقط، بما في ذلك دول البلطيق وبولندا وبلغاريا والدنمارك وهولندا وإيطاليا وفرنسا وإيرلندا، لصالح القرار.
كيف تتم المواجهة ؟
وامتنعت دول بارزة في حلف الناتو عن التصويت، مثل رومانيا وجمهورية التشيك، إلى جانب الأعضاء الجدد في الناتو فنلندا والسويد، كما فعلت إسبانيا والبرتغال واليونان وعدد من الدول الأصغر مثل كرواتيا وقبرص والنمسا وبلجيكا ولوكسمبورج. ويعطي هذا النمط في التصويت أربع رؤى رئيسية للقادة الأمريكيين، لا سيما أولئك الذين يركزون على الصين.
أولاً وقبل كل شيء، يمتلك الاتحاد الأوروبي وحده، وليس أي دولة أوروبية منفردة، القوة الاقتصادية الكافية لمواجهة الصين. ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هي القائدة الأوروبية الوحيدة التي زارت بكين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري