يواصل المدير الفني لوتشيانو سباليتي العمل لإيجاد أفضل توليفة مناسبة لمنتخب إيطاليا، محاولا إعادة البناء وتجديد البناء بعد خروج مخيب في الصيف الماضي من ثمن نهائي بطولة كأس أمم أوروبا "يورو 2024" في ألمانيا، ولعل المهاجم ماتيو ريتيغي هو أحد أهم العناصر في هذا العمل.

مسيرة ساورتها الشكوك وواجهتها الانتقادات، ولكنه الآن أصبح أحد هدافين مسابقة الدوري الإيطالي، وصار الخيار الأول لسباليتي في مركز رأس الحربة لمنتخب "الآزوري"، فكيف كان الطريق نحو تلك اللحظات المميزة؟

ريتيغي يهزم الشكوك عندما تم استدعاء ماتيو ريتيغي للمرة الأولى إلى المنتخب الإيطالي لكرة القدم، أثار قدومه الشكوك في وقت كان يحترف خلاله في الدوري الأرجنتيني.

ولكن بعدها، أثبت هداف أتالانتا الإيطالي الحالي تفوقه في المسابقة المحلية، وهو ما يدفع مشجعي منتخب إيطاليا حاليا إلى التساؤل بإيجابية حول ما إذا كان فريقهم قد وجد أخيرا الهداف الذي يبحث عنه منذ أعوام؟

يظل الأيقونة جيجي ريفا هو الهداف الأفضل في تاريخ إيطاليا بـ35 هدفا، ورغم تألق كل من أليساندرو ديل بييرو وكريستيان فييري، إلا أنهما لم يتمكنا من معادلة هذا الرقم، بينما يقدم ريتيغي أرقام مميزة في المسابقة الإيطالية، تجعله مرشحا لتهديد ذلك الرصيد الخالد.

منذ بداية الموسم الحالي، سجل ريتيغي البالغ من العمر 25 عاما، 11 هدفا خلال 12 مباراة مع أتالانتا في مسابقة الدوري الإيطالي، كما سجل هدفين بألوان "الآزوري" في الاستحقاقات الدولية.

ويظل تألقه مع أتالانتا مُلفتا رقميا كذلك، فمن 14 تسديدة له على المرمى، نجح في هز الشباك المنافسين خلال 11 مناسبة.

مواضيع ذات صلة رحلة من الأرجنتين إلى إيطاليا يقدّر الهداف السابق كريستيان فييري ما يقوم به اللاعب المولود في سان فرناندو، حيث يوضح في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: "يملك ميزة كبرى، فهو يقف دوما في المكان المناسب وفي الوقت المناسب".

بدوره، يعتقد مدرب المنتخب لوتشانو سباليتي أن "ماتيو أصبح قويا، سيصبح لاعبا كبيرا".

قبل 18 شهرا، كان متصدر ترتيب هدافي الدوري الإيطالي في الموسم الحالي يحمل ألوان تيغري الأرجنتيني، آخر الفرق الثلاثة التي استعارته من بوكا جونيورز العريق حيث لم ينجح بفرض نفسه.

تغيرت مسيرته بفضل مكالمة من الدولي السابق مواطنه خوان سيباستيان فيرون إلى روبرتو مانشيني مدرب إيطاليا آنذاك.

مدركا المصاعب الهجومية لبطل العالم 4 مرات، اقترح فيرون على مدربه السابق في نادي إنتر ميلان ضم ريتيغي ذي الجذور الإيطالية، إذ وُلد جده لوالده في "سيستري ليفانتي" في ليغوريا، قبل أن يهاجر نحو الأرجنتين.

ثبّت اللاعب أقدامه سريعا في ملاعب إيطاليا، ولكنه لم يكن بنفس التوهج خلال الموسم الماضي.

ومع انتقاله إلى أتالانتا الصيف الماضي قادما من جنوى مقابل 22 مليون يورو، بدأ نجمه يلمع في صفوف تشكيلة المدرب الفذ جانبييرو غاسبيريني.

يشرح مدرب أتالانتا الخبير: "ما يذهلني هو تطوره.. نأمل أن يتطور كل اللاعبين الجدد على غرار ما قام به على مختلف الأصعدة".

سلسلة من الصدف قبل أيام من مباراة هامة ضمن تصفيات "يورو 2024" ضد إنجلترا في مارس من العام الماضي، راجع مانشيني وطاقمه المباريات الأربع الأخيرة لريتيغي في الدوري الأرجنتيني، وبشكل مفاجئ قرروا استدعاءه.

واستهل المهاجم المغمور بنظر زملائه الجدد والجماهير الإيطالية، المباراة أساسيا، وعلى الرغم من خسارة إيطاليا 1-2، لكن ريتيغي لم يخيب الآمال بعد نجاحه بهز الشباك.

سُلّط الضوء مرة أخرى على الـ"أوريوندي"، أو اللاعبين المولودين خارج إيطاليا، ومعظمهم من أميركا الجنوبية، الذين حملوا ألوان المنتخب الأزرق.

تدين إيطاليا بلقبها الأول في كأس العالم عام 1934، إلى 4 من الـ"أوريوندي"، بينهم الأرجنتيني رايموندو أورسي. كما برز أخيرا ماورو كامورانيزي، بطل العالم 2006، بجانب أسماء ذات جذور برازيلية مثل تياغو موتا وجورجينيو.

قال ريتيغي مؤخرا بعد تألقه: "تاريخي هو سلسلة من الصدف، كما لو أن شخصا ما كتبها لي".

يمكن لابن سان فرناندو الذي نشأ وهو يمارس الهوكي على الحشيش، أن يفتح بسرعة صفحة جديدة في مشواره اللافت، إذ بدأ بالفعل بإثارة شهية بعض كبار الأندية الإنجليزية.

ولا يمكن إنكار الصعود السريع لريتيغي على الصعيد الدولي، فقد سجل 6 أهداف في 17 مباراة دولية خلال أقل من 18 شهرا، مع تنبؤات بالمزيد من التألق.

(وكالات)

هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد