تلعب المؤسسات الثقافية في الإمارات دوراً لافتاً في دعم حراك الترجمة، إذ تعد ركيزة أساسية من ركائز نهضة الأمم، وتحضر الإمارات في هذا المجال حضوراً بارزاً عبر العديد من المبادرات والمشاريع، وهو ما يصنع جسوراً مضيئة وفاعلة بين الثقافات.
وهو ما تؤكد عليه الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، والباحثة في الأمن الاجتماعي والثقافي، بقولها، إن صناعة الترجمة تعد رافداً أساسياً للحركة الثقافية والفكرية في أي مجتمع، وذلك لما لها من دور محوري في نقل الأفكار والمعارف بين الشعوب وتوسيع أفق التفاهم الحضاري، وأصبحت جزءاً من القوة الناعمة للدول التي تزيد من رقعة حضورها العالمي. ففي الماضي، لعبت الترجمات العربية لأعمال الفلاسفة والعلماء اليونانيين، مثل ترجمة ابن رشد لفلسفة أرسطو، دوراً كبيراً في إرساء أسس الفكر الغربي الحديث، حيث كانت تلك الترجمات نافذة أثرت في تطور الحضارة الغربية في مختلف المجالات الإنسانية. مضيفة: ومن هذا المنطلق، تعتبر الترجمة ركناً أساسياً في بنية المجتمع الثقافية والمعرفية، فهي لا تقتصر فقط على نقل الأفكار من اللغات الأخرى إلى لغتنا، بل تشمل كذلك ترجمة الفكر والأدب المحلي إلى لغات العالم، لتعريف الثقافات الأخرى بنتاجاتنا الفكرية والأدبية، ويتطلب تحقيق هذا الهدف مؤسسات ثقافية قوية تقدم الدعم والمساندة لحركة الترجمة بكل أركانها.
وتابعت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان: «في الإمارات، تشهد حركة الترجمة نمواً ملحوظاً بفضل الدعم المؤسسي الذي توفره الدولة، فقد أطلقت مبادرات وطنية لدعم الترجمة، من أبرزها «مشروع كلمة للترجمة» التابع لدائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، كما يتم العمل على ترجمة الأدب الإماراتي إلى لغات متعددة لنشر الثقافة الإماراتية عالمياً. ويعتبر هذا الجهد جزءاً من استراتيجية ثقافية تقوم على بناء مؤسسات منفتحة على الثقافات العالمية، قادرة على دعم الترجمة كمحور رئيسي لتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي بين الإمارات والعالم، وهذا ما جعلنا نقوم في مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان بدورنا كمؤسسة ثقافية وطنية في دعم حركة الترجمة من ترجمة أعمال كثيرة من لغتنا إلى لغات أخرى، ومناقشة الأعمال المترجمة ضمن أنشطة مجلس الفكر والمعرفة، دعماً لرؤية الترجمة، وتماشياً مع التوجهات الثقافية التي تصب في عمق التواصل، وتجعلنا قريبين من الآخر».
الترجمة والتنمية
وحول دور المؤسسات الثقافية في دعم حراك صناعة الترجمة محلياً، يقول عبد الله ماجد آل علي، مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية: «أرى الترجمة والتنمية فعلين متلازمين، فالترجمة تؤدي إلى التنمية والتطوير وهي غاية الإنسان، كما أنها عامل أساسي من عوامل النهوض الحضاري، وهي إحدى الوسائل المهمة في تحقيق التنمية الشاملة، إذ تلعب دوراً مهماً في نقل المعارف ونتاج الفكر العلمي والأدبي والثقافي بين الحضارات وفي بناء واقع فكري من شأنه التغيير المستمر نحو الأفضل».
ويضيف آل علي: «إيماناً من الأرشيف والمكتبة الوطنية بالدور الذي تؤديه الترجمة على صعيد التنمية والتطوير، كان مؤتمر الترجمة الدولي الذي ستنعقد نسخته الخامسة في أبريل 2025، وأملنا كبير بأن يواصل دوره محلياً وعربياً وعالمياً، لما له من أثر علمي وفكري وثقافي على الأوساط الثقافية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية