بعد أسبوعين من المفاوضات المكثفة، جرى التوصل الأحد إلى اتفاق تاريخي في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب 29) في باكو عاصمة أذربيجان، يوفر تمويلاً سنوياً بقيمة 300 مليار دولار لصالح الدول النامية، التي كانت تطالب بمبالغ أكبر بكثير لمكافحة التغير المناخي.
ورغم مناقشات ساخنة استمرت ليلتين، وافقت الدول الفقيرة على هذا الالتزام المالي من الدول المتقدمة حتى عام 2035، في خطوة وصفت بأنها "أساس يمكن البناء عليه" من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
من جانبه، أشاد المفوض الأوروبي للمناخ فوبكه هوكسترا باتفاق باكو واصفاً إياه بـ "بداية حقبة جديدة" لتمويل المناخ، مؤكداً أهمية التعاون الدولي في هذا المجال.
وأضاف هوكسترا، المسؤول عن مفاوضات المناخ في الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "عملنا بجدّ معكم جميعاً لضمان توفير مزيد من الأموال على الطاولة. نحن نضاعف هدف المئة مليار دولار ثلاث مرات، ونعتقد أن هذا الهدف طموح. إنه ضروري وواقعي وقابل للتحقيق".
ومع ذلك، لم يكن جميع المشاركين راضين عن الاتفاق. فقد نددت الهند بتجاهل مخاوفها خلال المفاوضات، مشيرة إلى أن القضايا التي تهمها لم تحظَ بالاهتمام الكافي.
قصص مقترحة نهاية
وفي ذات السياق، اعتبر ممثل أفقر دول العالم إيفانز نجيوا أن الاتفاق لا يرقى إلى مستوى الطموحات المطلوبة لمكافحة تداعيات التغير المناخي بشكل فعال، وهو ما اتفقت معه فرنسا أيضاً.
وأضاف في الجلسة العامة "هذا الهدف ليس ما كنا نأمله بعد سنوات من المناقشات".
واعتبرت الحكومة البريطانية أن الاتفاق "خطوة إلى الأمام"، فيما عبّرت المجموعة الأفريقية عن أسفها للالتزام المالي "الضعيف والمتأخر للغاية"، بحسب وصفها.
وحثت أذربيجان الدول على مواصلة السعي، فيما حددت المسودة هدفاً أوسع لجمع 1.3 تريليون دولار في تمويل المناخ سنوياً بحلول عام 2035، بما يشمل التمويل من جميع المصادر العامة والخاصة.
وعلق محمد رياض حميد الله، مسؤول وزارة الخارجية في بنغلاديش قائلاً: "نحن بعيدون كل البعد عن 1.3 تريليون دولار".
وأضاف أن محاولة التوافق على رقم يرضي الأطراف، "يشبه إلى حد ما المساومة في سوق السمك، وهو ما نفعله غالباً في منطقتنا من العالم".
هذا الرقم يتماشى مع توصية من خبراء الاقتصاد، بأن تتمكن الدول النامية من الوصول إلى تريليون دولار على الأقل سنوياً بحلول نهاية العقد.
ووصفت رئاسة أذربيجان لمؤتمر المناخ نص الجمعة بأنه "انعكاس أولي" لما قالته الدول في المشاورات، معربة عن أملها في أن يتوصل المفاوضون قريباً إلى اتفاق.
وقال المفاوض الأذربيجاني يالتشين رافييف إن مسودة الاتفاق "لا تتوافق مع هدفنا العادل والطموح" لكن بها مجال للتحسين، مع مواصلة التعامل مع الأطراف المعنية.
"لا أحد يشعر بالارتياح" خلال المفاوضات، طالب تحالف الدول النامية المعروف بـ "مجموعة 77" الذي يضم أكثر من 134 دولة، طالب الاتحاد الأوروبي واليابان والولايات المتحدة أن تُخصص ما لا يقل عن 500 مليار دولار سنوياً للمناخ بحلول 2030.
ويرى مفاوض أوروبي أن الرقم الوارد في مسودة الاتفاق التي أصدرتها رئاسة القمة مرتفع أكثر من اللازم، ولا يكفي لتوسيع دائرة عدد الدول المساهمة في التمويل. وقال المفاوض لوكالة رويترز "لا أحد يشعر بالارتياح إزاء الرقم؛ لأنه مرتفع ولا يوجد أي شيء تقريبا لزيادة قاعدة المساهمين".
وأوضحت ألمانيا، الرائدة في قضية المناخ، أن الحكومات لا تستطيع تحمل هذه التكاليف بمفردها، مع وضع هيكلة الديون والأدوات المالية الأخرى في الاعتبار.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك للصحفيين إن أوروبا تريد "الوفاء بمسؤولياتها، لكن بطريقة لا تقدم من خلالها وعوداً لا تستطيع الوفاء بها".
ودعت المسودةُ الدول النامية إلى المساهمة طواعية، مؤكدة أن مشاركة تلك الدول في تمويل المناخ لن يؤثر على وضعها كدول "نامية" لدى الأمم المتحدة، وهو ما يعد خطاً أحمر بالنسبة لدول مثل الصين والبرازيل.
في حين قالت ممثلة ألمانيا جنيفر مورغان إنه على الرغم من عدم الوصول إلى اتفاق شامل، "لكننا على الأقل لسنا معلقين في الهواء بدون خارطة".
"إعادة عقارب الساعة إلى الوراء" يطالب المفوض الأوروبي وبكي هوكسترا مع زملائه الأوروبيين بمزيد من التعهدات لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة من الدول المنتجة للنفط التي يرى البعض أنها تلجم الجهود مثل المملكة العربية السعودية.
وقال ممثل السعودية البراء توفيق للموفدين في أذربيجان إن "المجموعة العربية لن تقبل بأي نص يستهدف أي قطاعات محددة كالوقود الأحفوري"، بعد عام على اختتام مؤتمر "كوب 28".....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي