أكّد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كانت واضحة جدًا للتأكد من تنفيذ الميزانية وفقًا لما خصصت له، والتأكد من تنفيذها بكفاءة عالية، مشيرًا إلى تصريح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الذي تحدث فيه عن دور الميزانية لتقديم الخدمات للمواطنين، وتحسين هذه الخدمات، ورفع فرص الأعمال والوظائف للمواطنين والمواطنات، وتمكين القطاع الخاص، والتأكد من وجود برامج واضحة جدًا لتنفيذ الإستراتيجيات.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده معاليه اليوم في الرياض بمناسبة إعلان الميزانية العامة للدولة للعام المالي 1446 / 1447هـ (2025م)، مبينًا أن سمو ولي العهد أكد وبوضوح على قدرة الاقتصاد السعودي وبكفاءة عالية جدًا على مواجهة التحديات التي نشاهدها حولنا في العالم وبكفاءة عالية.
وقال معاليه: "شاهدنا كما ذكره سموه ولي العهد نموًا مميزًا في الاقتصاد غير النفطي رغم كل التحديات الجيوسياسية حول العالم، وأكد سموه على أهمية دعم المالية العامة واستدامتها, وأهمية إدارة الدين العام وبحصافة ونجاح خطط المملكة خلال السنة الحالية والسنوات السابقة في الوصول إلى تغيرات هيكلية رائعة جدًا في الاقتصاد".
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي والتطورات الاقتصادية، أضاف الجدعان " أن المؤشرات الاقتصادية على المدى المتوسط مؤشرات تدعو إلى التفاؤل وتبني على ما سبق، حيث تحدثنا في المؤتمر الماضي عن الناتج المحلي الإجمالي الإسمي وما وصل إليه من مستويات متميزة بنمو كبير جدًا خلال الفترة من 2016 إلى نهاية 2023، حيث تواصل النمو بنسبة 64% إلى أربعة تريليونات ومئة تقريبًا في الناتج المحلي الإسمي".
وأشار معاليه إلى أن الناتج المحلي الحقيقي رغم الانخفاض الكبير جدًا في الناتج المحلي النفطي، إلا أن الناتج المحلي غير النفطي ساعد على نمو واستمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي وسيستمر هذا النمو في العام القادم لمستويات 4.6 % وبمتوسط في هذه الحدود على المدى المتوسط إلى 2027 وما بعدها بإذن الله تعالى.
وأكد معالي وزير المالي أن التضخم في المملكة تحت السيطرة رغم ارتفاعه عالميًا، واستمرار ذلك التضخم، حيث وصلنا إلى 1.7 هذا العام، من المتوقع أن يستمر مستوى التضخم في الأعوام القادمة على المدى المتوسط لأقل من 2 %.
وركز معاليه على التغيير الهيكلي لأهميته القصوى ومساهمة الاستثمار الخاص في الناتج المحلي حيث أن تغييره في كل الدول يأخذ وقتًا طويلًا جدًا ويتغير ببطء ومن الصعب تغييره في فترة قصيرة، مبينًا أن في الفترة من 2016 من انطلاق رؤية المملكة 2030 إلى اليوم حدث تغير مميز في هذه النسبة بنسبة 52%، لتصل في منتصف عام 2024 إلى 24.7% من الناتج المحلي الإجمالي وهذا التغير الهيكلي يعكس ثقة القطاع الخاص فيما يحدث في اقتصاد المملكة.
وأوضح أن التوقعات للناتج المحلي غير النفطي لعام 2024 بنهاية السنة يتوقع أن يصل إلى 3.7 % وهذه التغيرات تكشف نتائج عمل لمدة ست أو سبع سنوات ماضية لإستراتيجيات يتم تنفيذها بكفاءة لمبالغ كبيرة جدًا يتم إنفاقها من المالية العامة ولإنفاق كبير جدًا من القطاع الخاص أيضًا لاستغلال الفرص الاقتصادية التي نتجت عن رؤية 2030 وما تبع ذلك من فرص في الاقتصاد.
وفيما يتعلق بتوقعات إقفال العام 2024، أفاد معالي وزير المالية أنه يتوقع أن ننتهي بمستوى إنفاق في حدود التريليون وثلاثمئة وخمسة وأربعين مليارًا، ومستوى إيرادات في حدود تريليون ومئتين وثلاثين مليار ريال، وبعجز يقدر تقريبًا بمائة وخمسة عشر مليار ريال، وتعني هذه الأرقام أن الحكومة استمرت في إنفاقها التوسعي المركز على القطاعات ذات الأثر أولًا التي تلامس المواطنين، وثانيًا الأثر المباشر على الاقتصاد بما يخلق فرص عمل وفرص أعمال للمواطنين والمواطنات، حيث شاهدنا قفزات كبيرة جدًا.
وقال معاليه: " إننا لو ننظر إلى إحصاءات المنشئات أو الإحصاءات المنشورة من هيئة الإحصاءات العامة، لوجدنا قفزات كبيرة جدًا في حجم المنشئات الصغيرة والمتوسطة التي استغلت الفرص التي تخلقها هذه الدورة الاقتصادية والإنفاق الحكومي وهذه الأرقام تعكس حقيقة أخرى وهي أن أرقام الميزانية تستمر أرقامًا متحفظة, للسنة الرابعة والخامسة على التوالي، ننتهي بإيرادات إجماليها أعلى من المخطط له في الميزانية عندما أعلناها في العام الماضي، يدل ذلك على أن الحكومة دائمًا تأخذ جانب التحوط عند تقدير الإيرادات، سواء الإيرادات النفطية وغير النفطية، وأن نتائج الإنفاق خلال السنة تعزز أيضًا من الدورة الاقتصادية وبالتالي تنمي الإيرادات غير النفطية".
وأضاف "نستمر في ذلك أيضًا إن شاء الله في ميزانية العام القادم ونرى بإذن الله تعالى نموًا يتزايد سواء في الإيرادات النفطية أو غير النفطية أو في المؤشرات الاقتصادية".
وفيما يتعلق بالعام القادم، أكد الجدعان أن ميزانية 2025 تزيد في جانب الإنفاق عن ما أعلن في ميزانية 2024 نحو 2.7 % وإجمالي الإنفاق المتوقع سيكون في حدود تريليون ومئتين وخمسة وثمانين مليارًا، متوقعًا أن تكون الإيرادات في حدود التريليون ومئة وأربعة وثمانين مليارًا، وأن يكون العجز في حدود 101 مليار ريال حيث تعني هذه الأرقام استمرار نهج توسعي مخطط له من الحكومة لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين, ورفع مستوى وجودة الخدمات, وتوسيع هذه الخدمات, والتركيز على إستراتيجيات ذات أثر اقتصادي مؤثر على الوظائف وعلى فرص الأعمال وعلى استدامة الاقتصاد السعودي, وإكمال المشاريع التي بدأت في السنوات السابقة بإذن الله لربط المنظومة الاقتصادية معًا، سواء من الناحية التقنية أو من ناحية البنية التحتية.
وأوضح معالي الجدعان أن الإنفاق على القطاعات وما يبرز فيه أن 526 مليارًا من ميزانية العام القادم ستكون في الإنفاق على قطاع التعليم، الصحة, والتنمية الاجتماعية, والخدمات البلدية، الذي يعد محور ارتكاز بتوجيهات قيادة هذه الدولة.
وأبان معاليه أن توزيع القطاعات يأخذ في الاعتبار أين تركيز الإستراتيجيات والمشاريع ذات الأثر على الوطن, على المواطن، على فرص الأعمال وعلى استدامة هذا الاقتصاد بإذن الله تعالى.
فيما يتعلق بجانب الإيرادات على المدى المتوسط, ذكر معاليه أن جانب الإيرادات في إعلانات الحكومة في الميزانية دائمًا يأخذ الجانب المتحفظ، ونتوقع إيرادات للعام 2026 في حدود التريليون ومائة وثمانية وتسعين مليارًا، ونتوقع إيرادات لعام 2027 في حدود التريليون ومئتين وتسعة وثمانين مليار ريال، وسنستمر نهجنا في استخدام هذه الإيرادات بما يعود بالفائدة على هذا الوطن، وعلى مواطنيه، وعلى الخدمات المقدمة لهم, وعلى فرص الأعمال التي تُخلق من قبل الاقتصاد، وعلى فرص العمل التي أيضًا يخلقها الاقتصاد بأشمله.
وفيما يتعلق بالنفقات، ذكر معاليه أنّه من المتوقع أنْ تنمو النفقات على المدى المتوسط لتصل إلى تريليون و429 ريالًا في العام 2027م, حيث إنّ هذا جزء من التخطيط المالي طويل المدى عملت عليه الحكومة على مدى شهور وسنوات لتصل إلى تخطيط مالي أقرب إلى الدقة، عالي الكفاءة يصل إلى مرحلة من النضج في ما يتعلق بأولويات الإنفاق, وكفاءة الإنفاق، وتمويل الإستراتيجيات ذات الأثر الفاعل على الاقتصاد والمستدام.
ونوّه معاليه أنّ الاستثمار في المواطنين والخدمات المقدمة يعد استثمارًا في الاقتصاد، واستثمار في مستقبل أبناء المملكة لاستدامة اقتصادها.
وفيما يتعلق بعجز الميزانية، أشار معالي الجدعان إلى استمرار العجز المخطط له في الميزانية على المدى المتوسط، ليصل إلى نحو 140 مليار ريال في سنة 2027م، منوهًا إلى الأخذ في الاعتبار أنّ وزارة المالية متحفظة في تقديرها للإيرادات، حيث وضعت في بيان الميزانية المنشور على موقع الوزارة مجموعة سيناريوهات لتقديرات الإيرادات، قد ينخفض فيها العجز في حالة تحقق بعض السيناريوهات، لكن من باب الاحتياط دائمًا تأخذ الجانب المتحفظ في تقدير الإيرادات وبالتالي تقديرات العجز.
وتحدث معاليه عن عدد من النقاط المهمة التي لم تُطرح سابقًا في عروض الميزانية، مشيرًا إلى تغييرات هيكلية في الاقتصاد، تتطلب سنوات لرؤية نتائجها، والتي بدأت تظهر بالفعل، مفيدًا أن الإنفاق يتزايد بنحو 33% سنويًا على المشاريع النوعية، والإستراتيجيات ذات الأثر، وبرامج تحقيق رؤية المملكة 2030، مفيدًا أنّ الإنفاق على هذه المجالات شهد ارتفاعًا بنسبة 38% سنويًا منذ انطلاق الرؤية، ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو، حيث يُخصص الجزء الأكبر من الإنفاق التوسعي لهذه المشاريع والإستراتيجيات.
وبيّن معاليه أن هذا التوسع في الإنفاق أسهم في زيادة نسبة إسهام الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، من نحو 47% في عام 2016 إلى نحو 52% بحلول النصف الأول من عام 2024.
وأوضح أن هذه التغيرات الهيكلية، مثل بناء المدن الاقتصادية ومشاريع البنية التحتية الكبرى، تستغرق سنوات لتظهر نتائجها بشكل كامل، حيث لا تزال بعض المشاريع في مرحلة الإكمال.
وتحدث معاليه عن زيادة الإيرادات غير النفطية بنسبة 154% منذ عام 2016م، لتصل إلى 472 مليار ريال، منوهًا إلى أن هذه الزيادة تعني أن الاقتصاد السعودي بات أقل تأثرًا بتقلبات أسعار النفط مقارنة بالسابق، مما يضمن استقرار الإنفاق واستدامة النمو الاقتصادي.
وأكد معالي الجدعان على الدور المحوري للاستثمار الخاص الذي ارتفعت مساهمته في الناتج المحلي إلى 24%، مقارنة بمساهمة القطاع النفطي البالغة 28%، مشيراً إلى أهمية الصادرات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة