شهد عام 2024 سلسلة من الإضرابات العمالية البارزة التي أثرت بشكل ملحوظ على الاقتصاد العالمي.
والإضرابات العمالية هي توقفات منظمة للعمل ينفذها الموظف بهدف الدعوة إلى تحسين الأجور أو ظروف العمل، أو حقوق أخرى.
ويُمكن أن يكون لهذه الإضرابات آثار كبيرة على الاقتصاد العالمي، ما يؤثر على الإنتاج وسلاسل التوريد والتجارة.
وغالباً ما تؤدي الإضرابات إلى خسائر مالية للصناعات، وتأخير في السلع والخدمات، والضغط على الحكومات لمعالجة مطالب العمال.
ورغم أنها تُبرز الأسباب الجوهرية العمالية، فإن الإضرابات العمالية المطوّلة قد تضع ضغوطاً إضافية على اقتصاديات الدول وتخلق تحديات للشركات.
وفي ما يلي أبرز الإضرابات التي حدثت في عام 2024:
موظفو ستاربكس
يتجه اتحاد عمال ستاربكس للإعلان عن إضراب شامل عن العمل، وذلك بعد فشل المفاوضات حول اتفاق نهائي بشأن الأجور، في خطوة تهدف إلى الضغط على شركة المشروبات سريعة التحضير للموافقة على مطالب نقابة العمال.
قالت نقابة اتحاد عمال شركة ستاربكس Starbucks، أمس الثلاثاء 17 ديسمبر كانون الأول، إن 98 في المئة من عمال المقاهي التابعة للشركة صوتوا لصالح تفويض الإضراب أثناء سعيهم للحصول على عقد جديد مع عملاق القهوة.
وقالت نقابة العمال المتحدة، التي تمثل عمال 525 متجراً لستاربكس في الولايات المتحدة، إن Starbucks لم تُقدم بعد حزمة اقتصادية شاملة على الطاولة، في حين لا تزال مئات النزاعات القانونية بشأن ممارسات العمل غير العادلة دون تسوية.
وفي بيان عبر البريد الإلكتروني، قالت شركة ستاربكس إن تحرك النقابة للسماح بالإضراب كان مخيباً للآمال، وإنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق إطاري نهائي.
بوينغ
في عام 2024، واجهت شركة بوينغ تحديات كبيرة أثرت على عملياتها واستقرارها المالي.
بدأ نحو 33 ألف عامل في مصنع بوينغ إضراباً في سبتمبر الماضي، وهو الأول منذ عام 2008، الأمر الذي تسبب في تعطيل إنتاج نماذج الطائرات الرئيسية، بما في ذلك 737 و777 و767، وكلف الشركة ما يقدر بنحو 50 مليون دولار يومياً.
وانتهى الإضراب في 5 نوفمبر 2024، بعد أن قبل العمال عقداً يعرض زيادة في الأجور بنسبة 38 في المئة على مدار أربع سنوات ومكافأة تصديق قدرها 12000 دولار
وقالت شركة بوينغ إنها استأنفت إنتاج جميع برامج الطائرات التي توقفت بسبب إضراب عمالي بمواقعها في شمال غرب الولايات المتحدة.
وأكدت شركة صناعة الطائرات الأسبوع الماضي أنها استأنفت إنتاج طائرتها الأكثر مبيعاً 737 ماكس في أوائل ديسمبر كانون الأول، بعد نحو شهر من انتهاء إضراب دام سبعة أسابيع.
عمال الموانئ الأميركية
بدأ ما يقرب من 45 ألف عامل رصيف من رابطة عمال الموانئ الدولية (ILA) في أكتوبر 2024، إضراباً في 36 ميناء أميركياً، بما في ذلك الموانئ الرئيسية من مين إلى تكساس.
وأدى هذا الإضراب إلى توقف نحو نصف الشحن البحري في البلاد، ما أثر على تدفق السلع مثل المواد الغذائية والسيارات.
وانتهى إضراب عمال الموانئ في الولايات المتحدة بعد ثلاثة أيام، عندما توصلت رابطة عمال الموانئ الدولية (ILA) والتحالف البحري الأميركي إلى اتفاق مبدئي، يتضمن زيادة في الأجور بنسبة 62 في المئة على مدى ست سنوات.
قطارات ومطارات ألمانيا
شهدت ألمانيا في عام 2024، إضرابات كبيرة لعمال المطارات وقطاعات السكك الحديدية.
وعصفت الإضرابات بأكبر اقتصاد أوروبي في ثلاثة قطاعات مختلفة، مارس الماضي، إذ توقف سائقو القطارات، وأفراد أمن المطارات، وموظفو الطواقم الأرضية في شركة الطيران لوفتهانزا عن العمل، ما تسبب في مزيد من المتاعب لملايين المسافرين.
وجاءت هذه الإضرابات بعد موجة تحركات عمالية شهدتها ألمانيا، حيث أدى ارتفاع معدلات التضخم، ونقص القوى العاملة إلى فشل عمليات التفاوض بشأن الأجور في أقسام رئيسية من قطاع النقل، من بينها السكك الحديدية، والسفر الجوي، والمواصلات العامة.
وانتهت إضرابات عمال المطارات والقطارات في ألمانيا، بعد مفاوضات ناجحة بين النقابات وأصحاب العمل، باتفاق على تحسين الأجور وظروف العمل.
وعلى نحو مماثل، تم حل إضراب عمال القطارات، الذي أثر على خدمات السكك الحديدية في جميع أنحاء البلاد، باتفاقية عمل جديدة تناولت مطالب الرواتب وساعات العمل.
فولكس فاغن
اندلعت إضرابات في عدة مصانع لشركة فولكس فاغن في ألمانيا، في ديسمبر الجاري، حيث أضرب موظفو الشركة عن العمل في تسعة مواقع في ألمانيا، بينما سار العديد منهم حاملين الأعلام والصفارات إلى ساحة في فولفسبورج، حيث يقع مقر الشركة الرئيسية لصناعة السيارات، للاستماع إلى زعماء النقابات، وفقاً لرويترز.
وضربت أزمة فولكس فاغن ألمانيا في وقت من عدم اليقين والاضطرابات السياسية الداخلية في أكبر اقتصاد في أوروبا، فضلاً عن الاضطرابات الأوسع بين شركات صناعة السيارات في المنطقة.
وتصر فولكس فاغن على أن خفض الطاقة الإنتاجية والأجور أمر ضروري، لأن الطلب على السيارات في أوروبا انخفض، بينما تجعل التكاليف المرتفعة في سوق العمل الألمانية التنافس مع المصنعين الأجانب أمراً مستحيلاً.
إضرابات فرنسا
تشهد فرنسا موجة توترات اجتماعية بسبب دعوات للإضراب في قطاعات حيوية مثل الزراعة والسكك الحديدية والطيران، وسط مطالبات بإصلاحات اقتصادية وسياسية.
ففي القطاع الزراعي، دعا تحالف FNSEA-JA في نوفمبر الماضي، إلى الإضراب بعد موسم البذر الشتوي، بسبب عدة قضايا، أبرزها أسعار المنتجات الزراعية التي لا تغطي تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى تدابير الحكومة لتقليص الدعم في الوقود الزراعي، فضلاً عن المنافسة غير العادلة من المنتجين الأجانب الذين لا يخضعون للقواعد التنظيمية نفسها.
وفي قطاع السكك الحديدية، بدأت نقابات العمال في شركة SNCF إضراباً مفتوحاً في 11 ديسمبر للمطالبة بوقف تفكيك قسم الشحن وحماية وظائف العمال.
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية