في أواخر عام 2023، كشف مؤسس أمازون والملياردير جيف بيزوس عن انتقاله من مدينة سياتل في ولاية واشنطن الأميركية إلى ولاية فلوريدا من خلال منشور مؤثر على إنستغرام، مصحوبًا بفيديو يتضمن صورة والده في أول "مكتب" مؤقت لأمازون.

وشارك بيزوس رغبته في أن يكون أقرب إلى والديه، اللذين عادا مؤخرًا إلى ميامي، وسلط الضوء على الأهمية المتزايدة لقاعدة كيب كانافيرال الجوية في فلوريدا لشركته لاستكشاف الفضاء، بلو أوريجين.

وفي حين رسم الإعلان صورة للدوافع الشخصية والمهنية، كانت إحدى الفوائد غير المعلنة هي التوفير الضريبي الكبير الذي استلزمه هذا الانتقال. وتتناقض فلوريدا، المعروفة بعدم وجود ضريبة دخل على مستوى الولاية، بشكل حاد مع الأعباء الضريبية الأعلى في واشنطن، ما يسمح لبيزوس بتجنب الضرائب الكبيرة على ثروته.

ومن الممكن أن توفر هذه الخطوة الاستراتيجية نحو مليار دولار من الضرائب عليه، ما يوضح ميزة مالية تكمل اعتباراته الشخصية والتجارية.

13.6 مليار دولار باع جيف بيزوس، ثاني أغنى شخص في العالم، أسهمًا في أمازون بقيمة 13.6 مليار دولار هذا العام، ما يمثل أكبر عملية بيع بقيمة دولارية من قبل أي ملياردير أميركي معلن في عام 2024.

وتأتي هذه الصفقة المهمة بعد فترة توقف دامت عامين امتنع خلالها بيزوس عن بيع الأسهم. وكان توقيت توقفه عن البيع جديرًا بالملاحظة، حيث بدأ في يناير/ كانون الثاني 2022، تزامنًا مع تنفيذ ولاية واشنطن لضريبة بنسبة 7% على مكاسب رأس المال الطويلة الأجل التي تتجاوز 250 ألف دولار.

وتنطبق الضريبة على أصول مثل أسهم أمازون التي احتفظ بها بيزوس لأكثر من عام، ما قد يفرض عبئًا ماليًا كبيرًا على أي مبيعات تتم في أثناء إقامته في الولاية.

وجاءت مبيعات الأسهم هذا العام بعد انتقال بيزوس إلى فلوريدا، وهي ولاية لا تفرض ضريبة دخل أو ضريبة مكاسب رأس مال، ما يسمح له بتجاوز الضريبة الإضافية وتعظيم عائدات معاملاته.

الانتقال إلى فلوريدا في النصف الأخير من عام 2023، اتخذ بيزوس خطوات مهمة لترسيخ انتقاله إلى فلوريدا، ما يشير إلى نيته الواضحة في إنشاء إقامة قانونية في الولاية. وقد استثمر مبلغًا قدره 234 مليون دولار في شراء ثلاثة قصور في إنديان كريك، وهي جزيرة صناعية حاجزة تُلقب بـ "ملجأ المليارديرات" في فلوريدا بسبب سكانها الحصريين والأثرياء.

وبصرف النظر عن مشترياته العقارية البارزة، سجل بيزوس أيضًا للتصويت في فلوريدا وقدم إعلانًا للإقامة، وهي وثيقة قانونية تؤكد أن فلوريدا هي محل إقامته الأساسي. وتعد هذه الإجراءات ضرورية لتأسيس الإقامة في الولاية، التي تقدم مزايا ضريبية كبيرة، بما في ذلك عدم وجود ضرائب على الدخل أو مكاسب رأس المال أو ضرائب التركة، ما يجعلها وجهة مفضلة للأفراد الأثرياء للغاية الذين يسعون إلى تقليل الالتزامات الضريبية.

وقبل عام 2022، كانت واشنطن من بين الولايات القليلة التي لا تفرض ضريبة على مكاسب رأس المال، لكنها فرضت ضريبة بنسبة 7% على مكاسب رأس المال الطويلة الأجل التي تتجاوز 250 ألف دولار، ما يجعلها واحدة من ولايتين فقط (الأخرى مينيسوتا) تفرضان ضريبة على مكاسب رأس المال بمعدل أعلى من الدخل العادي.

وقد أثارت هذه الخطوة جدلاً كبيرًا وتحديات قانونية، وطعنت العديد من المجموعات، بما في ذلك مؤسسة الحرية - وهي منظمة ممولة جزئيًا من قبل عائلات مليارديرة بارزة مثل عائلة كوك وديفوس - في دستورية القانون.

ووصلت المعركة القانونية إلى المحكمة الأميركية العليا عندما قدمت المؤسسة استئنافًا في أغسطس/ آب 2023. ومع ذلك، في يناير/ كانون الثاني 2024، رفضت المحكمة العليا الاستماع إلى القضية، ما أدى فعليًا إلى تأييد الضريبة وتعزيز مكانتها كسابقة جديدة في ولاية واشنطن.

وفي 7 فبراير/ شباط، وبعد ثلاثة أسابيع فقط من تأييد المحكمة العليا للضريبة في واشنطن، بدأ بيزوس في بيع أسهم أمازون بكميات كبيرة، بدءًا من 8.5 مليار دولار في فبراير/ شباط وحده.

وبحلول مارس/ آذار، قدم خطة تداول إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات لبيع 25 مليون سهم إضافي، تمثل نحو 3% من قيمة أسهمه في أمازون.

واستمرت هذه المعاملات خلال الأشهر التالية، وبلغت ذروتها بإكمال الخطة في الشهر الماضي، ما أدى إلى تحقيق 5.1 مليار دولار إضافية في العائدات الإجمالية. وهذا يمثل إجمالي 13.6 مليار دولار من مبيعات الأسهم لهذا العام، وهي مناورة مالية ملحوظة تزامنت مع انتقاله مؤخرًا إلى فلوريدا، وهي ولاية لا تفرض ضرائب مكاسب رأس المال.

تنويع ثروته باع بيزوس، المعروف بتاريخه في بيع الأسهم، عددًا أكبر من أسهم أمازون بالدولار هذا العام مقارنة بأي وقت آخر. ومن الممكن أن يساعد هذا في تنويع ممتلكاته، إذ ترتبط ثروته المقدرة بنحو 245 مليار دولار ارتباطًا وثيقًا بحصته البالغة 9% في أمازون، التي تمثل نحو 210 مليارات دولار من ثروته.

وقد يقوم بيزوس أيضًا بتصفية الأسهم لتمويل التزامات واستثمارات مالية أخرى. وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، أنفق 500 مليون دولار على ثمانية عقارات فاخرة، واستثمر نصف مليار دولار آخر في يخته، كورو، ووجه مئات الملايين إلى بلو أوريجين.

بالإضافة إلى ذلك، كان بيزوس مستثمرًا نشطًا في رأس المال الاستثماري، مع استثمارات في أكثر من 125 شركة ناشئة، بما في ذلك شركات بارزة مثل شركة صناعة الرقائق Tenstorrent وشركة الروبوتات Figure AI، ما يُظهر تنويعًا استراتيجيًا لثروته خارج أمازون.

ماذا لو استمر بيزوس في واشنطن؟ في حال استمر بيزوس في الإقامة في ولاية واشنطن، فإن مبيعات أسهمه في عام 2024 كانت ستتسبب في فاتورة ضريبة مكاسب رأس المال بقيمة 954 مليون دولار بموجب ضريبة الولاية بنسبة 7% على مكاسب رأس المال الطويلة الأجل التي تتجاوز 250 ألف دولار.

وكان من شأن هذه الدفعة الضريبية الفردية أن تتجاوز إجمالي عائدات ضريبة مكاسب رأس المال في واشنطن للسنة المالية السابقة بأكملها، التي بلغت 848.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من فوربس الشرق الأوسط