بعد مرور أكثر من ثمانين عاماً على إنتاج أول فيلم كرتون طويل "سنو وايت والأزام السبعة"، ما زالت ديزني تصنف على أنها أعظم إمبراطورية لصناعة الرسوم المتحركة عبر التاريخ، فما الدافع وراء هذه الإمبراطورية، وفيما كان يفكر مؤسسها؟

ارتبطت طفولة الكثيرين منا بعالمه الساحر حيث تدب الحياة في أبطال قصص حكايات قبل النوم مثل أليس وبياض الثلج "سنو وايت" وذات الرداء الأحمر وغيرهم، بالإضافة إلى الطيور والحيوانات القادرة على الكلام، التي باتت دمى تُمثل أصدقاءنا، كما ارتدينا الملابس التي حملت صور تلك الشخصيات، وكانت أيضا على حقائب المدرسة والأدوات الدراسية، إنها شخصيات كوكب ديزني الذي يحلق في فضاء خيال الطفولة، والذي يسع المجرة بأكملها.

في 21 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1937 أنتج والت ديزني أول فيلم كرتوني طويل بعنوان سنو وايت "بياض الثلج" والأقزام السبعة، فما هي قصة هذا الرجل الذي أحب الأطفال في كل أنحاء العالم واسمه "ديزني"؟

وُلد والت ديزني في 5 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1901 في شيكاغو بولاية إلينوي الأمريكية، وتوفي في 15 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1966 في بوربانك بولاية كاليفورنيا.

كان منتجا أمريكيا للأفلام السينمائية والتلفزيونية، واشتهر كرائد في صناعة أفلام الرسوم المتحركة ومبتكر لشخصيات كرتونية مثل ميكي ماوس ودونالد داك (بطوط) .

كما خطط وبنى ديزني لاند، وهي مدينة ملاهي ضخمة افتتحت بالقرب من لوس أنجلوس في عام 1955، وقبل وفاته بدأ في بناء حديقة ثانية من هذا النوع بالقرب من أورلاندو في ولاية فلوريدا، وأصبحت شركة ديزني التي أسسها وتحمل اسمه، واحدة من أكبر تكتلات الترفيه في العالم.

قصص مقترحة نهاية

الحياة المبكرة كان والتر إلياس ديزني الابن الرابع لإلياس ديزني، النجار المتجول والمزارع، وزوجته فلورا كول، التي كانت معلمة في مدرسة عامة.

كانت حياة التقشف هي التي تخيم على الأسرة في شيكاغو، ونتيجة لذلك، مُنع والت وإخوته من الاستمتاع بالملذات البسيطة لأي طفل، مثل وضع الزبد على الخبز أثناء وجبة الإفطار، وكانت مقولة "لا تهدر، لا تطلب" من المبادئ الأساسية في الأسرة.

عكّر صفو حياة الأسرة الهادئ، حادث مقتل صبيان في شيكاغو خلال تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، إذ قرر والد والت حينها أنه حان الوقت لنقل عائلته الصغيرة إلى الريف لبدء حياة جديدة فانتقلت العائلة - وكان والت ما يزال طفلا - إلى مزرعة فواكه بالقرب من مارسيلين بولاية ميسوري حيث أنفق والداه ما لديهما من مدخرات على المزرعة.

وفي ذلك الملاذ الريفي ترسخت عناصر العديد من أفلام ديزني حيث كان والت محاطًا بالثعالب والسناجب والطيور، وكان يستخدم الطبيعة كمهرب من نوبات العنف اللفظي والجسدي المنتظمة التي كانت تنتاب والده.

وكان والت يرى لمحات من عنف والده في نفسه أحيانًا، فذات يوم، رأى بومة فتسلق شجرة ليقترب منها وعندما رفرفت بجناحيها في ذعر، ألقى البومة على الأرض وداس عليها وقتلها.

وقد انتاب والت الإحساس بالذنب، وقال إنه ظل يعاني من كوابيس حول الحادث لبقية حياته، لكن ومنذ تلك اللحظة، تدفق حنانه تجاه الحيوانات، وبدى ذلك واضحاً في جميع أفلامه.

ويقال أيضا إن بلدة مارسيلين بولاية ميسوري كانت مصدر إلهامه لشارع مين ستريت في ديزني لاند، فهناك بدأ والت دراسته وأظهر لأول مرة ذوقًا وموهبة في الرسم والتلوين باستخدام أقلام التلوين والألوان المائية.

وسرعان ما تخلى والده عن العمل في مجال الزراعة وانتقل بالعائلة إلى مدينة كانساس سيتي بولاية ميسوري حيث عمل في توزيع الصحف الصباحية وأجبر أبنائه الصغار على مساعدته في توصيل الصحف.

وقال والت لاحقًا إن العديد من عاداته والأشياء التي كرهها نابعة من الانضباط والأمور المُزعجة الناجمة عن مساعدة والده في توزيع الصحف، وفي مدينة كانساس سيتي، بدأ والت الصغير في دراسة الرسوم الكاريكاتورية بالمراسلة ثم أخذ دروسا في معهد كانساس سيتي للفنون والتصميم.

وفي عام 1917، عاد آل ديزني إلى شيكاغو، ودخل مدرسة ماكينلي الثانوية، حيث التقط الصور ورسم الرسومات لصحيفة المدرسة، ودرس الرسوم الكاريكاتورية في الوقت نفسه لأنه كان يأمل في الحصول على وظيفة رسام كاريكاتير في إحدى الصحف.

الحرب العالمية والبدايات انقطع مسار والت المهني بسبب الحرب العالمية الأولى حيث شارك كسائق سيارة إسعاف للصليب الأحمر الأمريكي في فرنسا وألمانيا.

وعاد إلى مدينة كانساس سيتي في عام 1919 ووجد عملاً كرسام في استوديوهات الفن التجارية، حيث التقى أوب إيوركس، وهو فنان شاب ساهمت مواهبه بشكل كبير في نجاح والت المبكر.

وبسبب عدم رضاهما عن التقدم الذي أحرزاه، بدأ ديزني وإيوركس في إنشاء استوديو صغير خاص بهما، وهو استوديو نيومان لاف-أو-غرامز في عام 1922 واشتريا كاميرا أفلام مستعملة صنعا بها أفلاماً إعلانية متحركة مدتها دقيقة ودقيقتين لتوزيعها على دور السينما المحلية .

كما أنتج ديزني وإيوركس الفيلم التجريبي أليس في أرض الكارتون، الذي كان بداية لسلسلة من القصص الخيالية مدتها 7 دقائق، وجمعت بين الحركة الحية والرسوم المتحركة.

وقد خدع موزع أفلام في نيويورك المنتجين الشابين، فاضطر ديزني إلى إشهار إفلاسه في عام 1923، وانتقل إلى كاليفورنيا لمتابعة مهنته كمصور سينمائي، لكن النجاح المفاجئ لفيلم أليس أجبر ديزني وشقيقه روي، الذي أصبح شريك أعمال والت مدى الحياة، على إعادة افتتاح استوديو في هوليوود.

ومع تولي روي منصب مدير الأعمال، استأنف ديزني سلسلة أليس، وأقنع إيوركس بالانضمام إليه والمساعدة في رسم الرسوم المتحركة.

واخترعا شخصية أوزوالد الأرنب المحظوظ، كما تعاقدا على توزيع الأفلام بمبلغ 1500 دولار لكل فيلم.

وفي 25 يوليو/ تموز من عام 1925 تزوج والت ديزني من ليليان ماري بوندس.

ميكي ماوس ودونالد داك كانت الانفراجة الكبيرة التي حققها والت في هيئة فأر صغير حلم به أثناء رحلة قطار عائداً من نيويورك، حيث أنهى رحلة عمل بشكل سيء عندما علم أنه تم استبعاده من مشروع لشركة يونيفرسال لإنشاء رسوم متحركة تظهر أوزوالد الأرنب المحظوظ، وكان عازماً على ابتكار شخصية أخرى.

وكان الفأر خياراً طبيعياً، فقد أحب والت الفئران وغالباً ما كان يمسكهم في علبة ويحاول تدريبهم أو إطعامهم بأصابعه، وفي البداية، عُرف الفأر الكرتوني باسم مورتيمر، لكن زوجته ليليان اقترحت عليه اسم ميكي.

في عام 1927، قبل الانتقال إلى الصوت في الأفلام، جرب ديزني وإيوركس شخصية ميكي الفأر المرح والمفعم بالحيوية.

لقد خططا لفيلمين قصيرين لهذا الفأر هما بلين كريزي وغالوبين غوشو، وكان من المقرر أن يقدماه عندما أدخل فيلم ذي جاز سينجر، وهو فيلم سينمائي بطولة المغني الشهير آل جولسون، الصوت إلى السينما.

وإدراكاً منها للإمكانيات التي يوفرها الصوت في أفلام الرسوم المتحركة، أنتجت ديزني بسرعة فيلماً ثالثاً مصوَّراً لميكي ماوس مزوداً بالأصوات والموسيقى، بعنوان ستيمبوت ويلي، وتم استبعاد الفيلمين الكرتونيين الآخرين الخاليين من الصوت، وعندما ظهر ستيمبوت ويلي في عام 1928، كان حدثاً مثيراً.

وسرعان ما أصبحت شخصية ميكي المبهجة ظاهرة ورمزاً للمرونة في أمريكا التي أصابها الكساد، وكما كتب نيل غابلر في كتابه "والت ديزني: انتصار الخيال الأمريكي"، "أصبح ميكي ماوس يُمثل السعادة التي لا تقهر حتى في مواجهة اليأس الوطني".

في عام 1931 تعرضت زوجته ليليان للإجهاض فأصيب والت بالحزن الشديد، وكان بكي كثيراً أثناء المكالمات الهاتفية مع زملائه، وكان التأثير على صحته العقلية كبيراً لدرجة أنه في مرحلة ما أصبح مقتنعاً بأن هناك طفيلياً معوياً يأكله حياً.

مع ذلك، فإن الشعبية المتزايدة لميكي ماوس وصديقته ميني، شهدت على ذوق الجمهور الذي أحب خيال المخلوقات الصغيرة التي تتمتع بالقدرة على الكلام والمهارات والسمات الشخصية التي يتمتع بها البشر، وقد أدى ديزني نفسه صوت ميكي حتى عام 1947.

وأصبح ميكي ماوس ظاهرة تجارية، وسرعان ما ظهر وجه الفأر على الصابون والحلوى والأحذية وكل شيء تقريباً، وبحلول عام 1934، أدخلت بضائع ميكي قرابة 600 ألف دولار سنوي لاستوديو والت ديزني، وقد أعطى هذا والت المال الذي يحتاجه لبدء العمل في أول فيلم روائي طويل له: سنو وايت والأقزام السبعة.

كما أدت شعبية ميكي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ ساعة
منذ 5 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ ساعتين
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 19 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 12 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 8 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 6 ساعات
بي بي سي عربي منذ 22 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 4 ساعات