لبنان يبحث عن جثامين مفقوديه وينتظر الانسحاب الإسرائيلي

إن سألت أي عائد إلى مناطق جنوب لبنان المتاحة بعد نزوح قسري دام أكثر من شهرين، هل انتهت الحرب؟ سرعان ما يجيب: لن تنتهي الحرب قبل الانسحاب الإسرائيلي المفترض من المناطق الجنوبية الحدودية التي توغل إليها بعد مرور 60 يوماً على قرار وقف إطلاق النار، وقبل توقف الخروق الإسرائيلية المستمرة يومياً بشهادة الـ"يونيفل" و"الجيش اللبناني" وعملية تدمير المنازل وجرف البساتين واعتقال بعض المواطنين، والسماح بعودة سكان مناطق جنوبي الليطاني وتحديداً سكان القرى الحدودية والحافة الأمامية.

على أعتاب بلوغ شهر على وقف إطلاق النار المعلن صباح الأربعاء الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لم ينسحب الجيش الإسرائيلي وبعد طول "مراوغة" سوى من مدينة الخيام جارة مرجعيون عاصمة القضاء، القريبة من الحدود في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، وبدأت فوراً عملية البحث عن مقاتلين مفقودين من "حزب الله" يفترض أنهم قضوا في المواجهات مع الجيش الإسرائيلي التي استمرت نحو شهرين متواصلين، حاول خلالها الإسرائيليون التقدم لاحتلال المدينة أكثر من مرة وعلى محاور مختلفة ولم يتمكنوا من السيطرة عليها كاملة إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار.

عشرات المفقودين جنوباً

وترددت معلومات عن سقوط عشرات المقاتلين في مدينة الخيام وحدها، لكن التدمير العنيف وشبه الزلزالي الذي تعرضت له بعد مئات الغارات التي نفذتها الطائرات الحربية والمسيرة والمدفعية الثقيلة منذ ما قبل الحرب المعلنة في الـ23 من سبتمبر (أيلول) الماضي، يعوق عملية البحث عن مفقودين محتملين تحت الأنقاض. ويتخوف عديد من ذوي المفقودين من أن يكون الجيش الإسرائيلي قد قام بسحب جثث أبنائهم بعد دخوله إلى البلدة في أعقاب وقف إطلاق النار، بما يشبه "اعتقال الجثامين" ونقلها إلى الداخل الإسرائيلي.

لم يعلن "حزب الله" بعد قرابة شهر على وقف إطلاق النار عن حصيلة قتلاه النهائية على نحو ما كان يفعل قبل الحرب الأخيرة، أي في معارك الإسناد مع غزة، لكن في عديد من البلدات الجنوبية أبلغ ذوو المفقودين من عناصره باحتمالية سقوط أبنائهم وأن البحث جار بين أنقاض القرى والبلدات التي يخليها الإسرائيليون، ودعا ذوو هؤلاء إلى إجراء فحوص للحمض النووي "DNA" تحضيراً لاحتمالية أن تكون بعض الجثث قد تحللت بفعل مرور الوقت أو تحولت إلى أشلاء بسبب القصف العنيف وأعمال التجريف في أعقاب دخول الجيش الإسرائيلي إلى قرى الحافة الأمامية وتعمده تفخيخ ما تبقى من منازل وتفجيرها.

صعوبات البحث عن مفقودين

تكمن صعوبة البحث عن المفقودين وبحسب مصادر متابعة في أن عناصر "حزب الله" ومناصريه في معارك المواجهات فقدوا اتصالاتهم بالقيادة الخارجية، وكانوا يتنقلون ويتحركون بين بيوت القرى التي سلمت من الغارات بناء على قرارات ذاتية بعدما أحكم الإسرائيليون سيطرتهم الجوية على كامل المنطقة جنوب نهر الليطاني، وأن جميع من كانوا في مناطق المواجهات باتوا في حكم القتلى بعد مرور شهرين من المعارك وشهر من وقف إطلاق النار، أي بعد ثلاثة أشهر متتالية، وهذا ما يدفع إلى البحث عن جثامينهم في جميع الأماكن المدمرة والمحتملة، بعد الانسحاب الإسرائيلي من عشرات القرى التي لم تتخل عنها تنفيذاً لبنود الاتفاق المبرم بين لبنان وإسرائيل برعاية أميركية وفرنسية.

اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وإذا ما تابعنا بيانات المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان التابعة لوزارة الداخلية، نجد أنها باشرت عملياتها للبحث عن الجثث في الـ17 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وتمكنت فرقها بالتنسيق مع الجيش اللبناني خلال أسبوع كامل فقط من سحب ثماني جثث بينها جثة مواطنة سورية سقطت تحت ركام أحد معامل المدينة للألبان والأجبان.

وبعد شيوع معلومات عن أن فرق الدفاع المدني باشرت في البحث عن قتلى محتملين تحت أنقاض المنازل في بلدتي العديسة والطيبة (في قضاء مرجعيون) سارعت المديرية العامة إلى نفي الخبر مؤكدة أن "عناصرها لم يباشروا عمليات البحث ورفع الأنقاض في بلدتي الطيبة والعديسة، خلافاً لما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام". ومرد ذلك إلى أن الإسرائيليين لم ينسحبوا بصورة كاملة من بلدة العديسة ويطوقون بالنيران الطيبة المجاورة التي يتردد أن أكثر من 20 عنصراً من مقاتلي "الحزب" وربما أكثر بكثير، سقطوا فيها جراء الغارات العنيفة التي تعرضت لها والمواجهات التي حصلت على تخومها.

لا أحياء بين المفقودين

وينفي النائب في البرلمان اللبناني عن "كتلة الوفاء للمقاومة" التابعة لـ"حزب الله" علي فياض (ابن بلدة الطيبة الجنوبية) أي "رقم مبالغ به لعدد المفقودين، مؤكداً أنه لا يوجد لديه عدد تفصيلي لكن الأرقام الكبيرة التي تتداولها بعض وسائل الإعلام غير دقيقة، ولا يمكن معرفة عدد المفقودين قبل إزالة الردم. مستدركاً "لكن وبعد هذا الوقت الطويل الذي فقد فيه الاتصال مع هؤلاء المقاتلين، أنا شخصياً أستبعد وجود أحياء بينهم، مع العلم أنه بعد الحرب كان هناك قسم كبير ممن كانوا مفقودين يعتقد أنهم قضوا في خلال المعارك عادوا بعدما كانوا موجودين في الوديان والمغاور وأماكن معزولة، بعضهم كان قد جرى نعيه".

يؤكد النائب السابق عن كتلة "حزب الله" نزيه منصور أن "أبناء الطيبة لم يعودوا بعد إلى بلدتهم كي تبدأ عملية إزالة الركام لمعرفة الضحايا والمقاتلين الذين قضوا جراء الغارات على المباني والمنازل التي تعرضت لها البلدة، فابن شقيقي مثلاً، طبيب.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 40 دقيقة
منذ 6 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 19 ساعة
بي بي سي عربي منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 19 ساعة
صحيفة الشرق الأوسط منذ 15 ساعة
قناة العربية منذ 12 ساعة
قناة العربية منذ 3 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 21 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ ساعة