من الواضح أن التحولات العارمة، وليست كلها إيجابية، التي عصفت بالمنطقة منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 لم تقنع جماعة "أنصار الله" الحوثية، حتى اللحظة، استيعاب أن ما تصفه بعمليات مؤلمة ضد إسرائيل تحت شعار "إسناد غزة" لم تقدم أي دعم حقيقي نافع للفلسطينيين، فلا الاحتلال الإسرائيلي توقف عن قتل سكان غزة ولا عن تدميرها المنهجي، ولا انتهى التهجير اليومي من منطقة إلى أخرى داخل غزة، بل زاد البطش والتنكيل وامتد إلى مناطق في الضفة الغربية.
من المنطقي والإنساني والأخلاقي أن يدعم ويساند كل مؤمن بالإنسانية والحريات مقاومة أهل غزة خصوصاً فلسطين وكل أرض محتلة عموماً ومساعدتهم بكل ما في مقدور أي إنسان، إنما لا يتحتم أن يسبق على الدعم والمساندة والمطالبة بالتعامل الإنساني والأخلاقي داخل الوطن الذي تنطلق منه هذه الحملات. حين يكون المواطن مقهوراً في بلده ومحروماً من أبسط حقوقه، ولا يكاد يمتلك أدنى مقومات الحياة تصبح مسألة دعوته للمساندة والدعم دافعاً للتشكيك في النيات الحقيقية للداعين.
صحيح أن العمليات التي يقوم بها الحوثيون هي الأولى من نوعها في تاريخ الصراع العربي مع إسرائيل، ومقبول أنها أقلقت دولة الاحتلال، وسليم أنها تمكنت من اختراق خطوط الدفاع، ولكن الصائب أيضاً أنها لن تغير المعادلة العسكرية والاستراتيجية في المنطقة. السبب أن الحكومة الإسرائيلية إلى جانب تفوقها العلمي والتقني والعسكري، تعتمد على دعم خارجي مذهل يغطي كل التكلفة والخسائر، بينما سيكون من العسير إن لم يكن مستحيلاً تعويض الخسائر التي تطاول البنى التحتية، التي يمتلكها كل اليمنيين، جراء الاعتداءات الأميركية والبريطانية والإسرائيلية.
قلت مراراً إنه من الصعب إدانة العمليات التي تمارسها جماعة الحوثيين، لكن هذه الأعمال لا تحقق الهدف الذي تقول إنها تتوخاه. الأمر هنا يحتاج إلى جردة حساب بسيطة عما قدمته كل هذه العمليات لوقف عملية الإبادة المستمرة والتدمير المادي والنفسي للفلسطينيين. ثم ماذا حقق الاستدعاء الإجباري للمواطنين الجوعى والمقهورين للخروج في تظاهرات دعماً وإسناداً، بينما من المحرم عليهم التظاهر احتجاجاً واعتراضاً على سوء أحوالهم وضنك عيشهم وقهر السلطات لهم ونهب ممتلكاتهم. هذا التناقض لا تفسير له إلا ازدواجية النظرة إلى المواطن البسيط أمام تضخم الذات عند قائد الجماعة ورغبته في أن.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية