عبدالله عبدالسلام يكتب: قم للتلميذ وَفِّهِ التبجيلا

مثل مهن كثيرة تغيرت نظرة المصريين لها على مدى السنين، عانت مهنة التدريس فى المدارس من تحولات سلبية خطيرة هزت الثقة فى المعلم وجعلت انتقاده بل والسخرية منه تبدو وكأنها هى الأصل. نسينا تماما نظرة الاحترام والتبجيل التى كان يكنها الآباء والأجداد للمعلم الذى تغير لقبه من الأفندى إلى الأستاذ ثم «المستر». لم يحظ بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقى بالتندر والسخرية كما كان الأمر مع: « قم للمعلم وَفِّهِ التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا».

دخلتُ المدرسة الابتدائية قبل أكثر من نصف قرن فى إحدى قرى الدلتا. كانت مسافة الاحترام للمعلم، حتى لو كان من الأقارب، لا يمكن تجاوزها. عندما يمر مدرس بينما تلاميذه يلعبون فى الشارع، كان اللعب يتوقف فورا، ونقف صامتين إلى أن يغيب عن الأنظار. المدرس كان دائما على حق. الأب إذا سمع أن ابنه أخطأ فى حق معلمه، كان يأخذه ويعتذر للمدرس ويطلب منه تأديبه بالوسيلة التى يرضاها ثم يتلقى الابن بعد ذلك جزاءه من أبيه. تبدو تلك السلوكيات وكأنها من ماض سحيق، والأخطر أنه يتم النظر إليها الآن على أنها ساذجة وميراث لعصر من تحكم الكبار.

جاءت نظريات التربية الحديثة لتُعطى التلاميذ «حقوقا» كثيرة على حساب المدرس الذى تراجعت مكانته لأسباب اجتماعية واقتصادية. كانت التحذيرات لا تتوقف مُطالبة المدرس بعدم استخدام العصا أو حتى اليد لعقاب التلاميذ. الضرب ممنوع. الثواب والعقاب أصبح معنويا. مارست الصحف التشهير ضد المعلم الذى يتم ضبطه مستخدما الضرب. زاد الهجوم العام ضد المدرسين.. مشغولون بالدروس الخصوصية وضد التطوير والتغيير أو غير قادرين عليهما. فى الوقت نفسه تضاعفت جرأة التلاميذ. انتشرت سلوكيات لم تكن معروفة من قبل. اعتداء جسدى على المدرس. شتائم وبصق فى الوجه وقذف بالكراسى. لم يعد خبر على شاكلة: تلميذ بمدرسة إعدادية بمحافظة أسوان يطعن معلمه فى الظهر بآلة حادة، والذى وقع الشهر الماضى، من الأخبار المثيرة. مر كما تمر مئات الأخبار دون أن يقف المجتمع والحكومة لدراسة هذا الوضع الخطير.

للأمانة لا تنفرد مصر بهذه السلوكيات وهذه التغيرات فى مكانة المعلم. استطلاع للرأى أجرته هيئة الإذاعة البريطانية على ٩ آلاف مدرس،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة المصري اليوم

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة المصري اليوم

منذ 5 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 7 ساعات
صحيفة اليوم السابع منذ 9 ساعات
صحيفة المصري اليوم منذ ساعتين
صحيفة المصري اليوم منذ 7 ساعات
جريدة الشروق منذ ساعة
صحيفة اليوم السابع منذ ساعتين
صحيفة اليوم السابع منذ 14 ساعة
صحيفة المصري اليوم منذ 13 ساعة