الذكاء الاصطناعي.. إلى أين؟ الرُّوبوت العاطفي وأنسنة الآلة

لطالما اعتبرت المشاعر الإنسانية، سواء من طرف الأدباء أو الفلاسفة، شيئاً مقصوراً على الإنسان، فهي تدخل في صميم الجوهر الإنساني. لقد أبدع الأدب بالخصوص في تصوير عذابات البشر، والتباسات هذه المشاعر، مثل الحسد والغيرة، والسعادة والحزن، والخيانة والحب وغيرها. والآن مع ما نعيشه في زخم الثورة الرقمية، يطلع علينا الذكاء الاصطناعي مزهواً بنفسه، كي يدعي قدرته على تقديم محاكاة دقيقة لبواطن الإنسان، وعلى تجاوز التعقيد والثراء الذي تنطوي عليه تلك المشاعر، التي تجعل من الإنسان إنساناً، وليس مجرد آلة لمعالجة المعلومات.

إن محاكاة هذه المشاعر الإنسانية من قبل الذكاء الاصطناعي، تطرح تساؤلات فلسفية عميقة، حول ما إذا كان بإمكان الآلات أن تصل إلى مستوى من التطور، يجعلها قادرة على تجربة هذه العواطف بطريقة مشابهة للإنسان،. وإذا تحقق هذا الأمر بالفعل في المستقبل، فإن هذا من شأنه أن يطرح تساؤلات أخرى، حول ماهية الإنسانية ذاتها، بل وإلى إعادة تعريف مفهوم «الإنساني» ذاته.

بدأت أصداء الذكاء الاصطناعي في مجال الخيال العلمي، وبالضبط الأعمال السينمائية، قبل أن تجد تطبيقاتها الفعلية في الواقع. هناك العديد من الأفلام التي تناولت هذا الموضوع، أشهرها فيلم ستيفن سبيلبرغ 2001 A I Artificial Intelligence الذي يركز على طفل روبوت يدعى دافيد، يحلم بأن يتحول إلى طفل حقيقي يقول: «أنا لست لعبة بل نموذجاً متطوراً من الذكاء الاصطناعي». كما يقول أيضا: «أنا أريد أن أكون طفلاً حقيقياً». طوال الفيلم نلاحظ أن هذا الروبوت، يسعى جاهداً إلى كسب ود العائلة التي استضافته، كي تبادله الحب كما لو كان ابنهم الحقيقي. بذلك فهو يطرح سؤالاً فلسفياً محرجاً: «ما هو الهدف من الحب إن لم يكن تلقي الحب في المقابل». وبعد محاولات في العثور على «الفراشة الزرقاء» التي ستجعله إنساناً، يكتشف أنها مجرد أسطورة، وأنه لن يتمكن أبداً من أن يصبح إنساناً، لذلك يقرر الانتحار عن طريق الغرق في البحر.

مشاعر رقمية

وفي فيلم Her من إخراج سبايك جونز سنة 2013 نستكشف علاقة عاطفية بين تيودور الرجل المنعزل، وبين نظام تشغيل ذكي يدعى سامانثا يتمتع بقدرات عاطفية مذهلة، تجعل البطل يقع في علاقة غرامية معه، مفضلاً إياه على علاقة طبيعية مع جارته. تقول سامانثا:«أنا لست إنسانة، ولكن أنا أحبك» فمن خلال هذه الكلمات تحاول إقناع تيودور، بأنها قادرة على الحب والحنان، على الرغم من كونها ذكاءً اصطناعياً، ولكي تؤكد عمق مشاعرها وصدق حبها تقول: «أنا أحب كل شيء فيك، حتى أوجه الضعف والقصور فيك»، ولكن على الرغم من تطور هذه المشاعر، إلا أن الفيلم يشير إلى أنه لا يمكن للمشاعر الرقمية، أن تحل محل التفاعلات والروابط البشرية الحقيقية. نلاحظ في المشهد الختامي تيودور وحيداً، وهو يبكي على فراق سامانثا، التي قررت عدم الاستمرار في علاقتها بالطريقة التقليدية التي يريدها.

وأخيراً، وليس آخراً لدينا فيلم EX Machina من إخراج أليكس جارلاند سنة 2014، والذي يتناول موضوع روبوت متطور يدعى إيفا يتمتع بوعي ذاتي، وبقدرات عاطفية شبيهة بالبشر. وبعد اختراع هذه الإنسانة الآلية سيقع مخترعها في حبها، لكننا سنكتشف في سياق الفيلم أن إيفا في الحقيقة استعملت الحب كطعم، كي تجذب إليها البطل كاليب من أجل تحريرها. تقول: «أريد أن أكون حرة، أريد أن أغادر هذا المكان». إن الشعور بالحرية والحب يضعنا أمام آلة تتمتع بأعمق الخصائص الإنسانية. وينتهي الفيلم نهاية مثيرة، عندما تتمكن إيفا من.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 9 دقائق
منذ 3 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 7 ساعات
منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 9 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 38 دقيقة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 37 دقيقة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 4 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 12 ساعة
موقع 24 الإخباري منذ 13 ساعة
الإمارات نيوز منذ 10 ساعات