الاقتاد العالمي يستعد لعام 2025 بصحبة ترامب بعد عام حافل بالتطورات الهامةص

كان 2024 عاماً غير عادي للاقتصاد العالمي الذي شهد أحداثاً هامة متلاحقة كان من شأنها تغيير ملامح المشهد الاقتصادي على مستوى العالم، سواء الاقتصادية منها أو السياسية أو غيرها من التطورات ذات الصلة بالتوترات الجيوسياسية التي سيطرت على عدة مناطق حول العالم وما صاحبها من زيادة القلق في أسواق المال العالمية.

وتضمنت تلك الأحداث الكثير من التطورات بالغة الأهمية، أبرزها تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط واتساع نطاق حرب غزة إلى لبنان وإيران وتبادل الهجمات العسكرية بين عدد من القوى في المنطقة. كما تضمنت أيضاً ظهور نجوم جديدة في سماء الاقتصاد وأسواق المال على مستوى قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة.

كما بدأت البنوك المركزية الرئيسية، في مقدمتها بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة، تغيير اتجاه السياسة النقدية من النهج التشديدي الذي يعتمد على رفع الفائدة لمواجهة الارتفاعات الحادة في معدلات التضخم إلى التيسير الكمي الذي يعتمد على خفض الفائدة بعد أن توقعت السلطات النقدية المزيد من هبوط تضخم الأسعار مقارنة بالقفزات التي شهدها الاقتصاد العالمي قبل سنوات قليلة.

وأبى عام 2024 أن يغادر إلا بعد أن غير ملامح الاقتصاد العالمي تماماً، إذ شهد فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة ليعود إلى المكتب البيضاوي بسياساته التي تنطوي على الكثير من المخاطر على مبادئ التجارة الحرة والسياسة النقدية والحفاظ على استقرار الأسعار.

قصص مقترحة نهاية

السياسة النقدية والدولار الأمريكي شهدت السياسة النقدية المعنية بضبط سعر الصرف، وتحقيق استقرار الأسعار، وتهيئة الأوضاع الاقتصادية لتحقيق الحد الأقصى من توظيف العمالة تغييراً جذرياً في اتجاهها الذي كان يعتمد حتى الأشهر الأولى من 2024 على التشديد الكمي الذي يتضمن رفع الفائدة من أجل مواجهة مستويات التضخم بالغة الارتفاع. وتحولت البنوك المركزية الرئيسية الواحد تلو الآخر إلى التيسير الكمي الذي يعتمد على خفض الفائدة بعد أن بدأت تلاحظ اتخاذ التضخم في دول الاقتصادات الرئيسية المسار الذي حددته له البنوك المركزية.

وكانت البداية من سويسرا، واحدة من أهم المراكز المالية العالمية، عندما خفضت الفائدة في مارس/ آذار الماضي، وحلت كندا في المركز الثاني بعد أن بدأت خفض الفائدة في أبريل/ نيسان الماضي. وخفض البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا الفائدة بعد دورة من رفعها استمرت لأكثر من عامين في يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب الماضيين على الترتيب.

أما البنك المركزي الأهم على الإطلاق على مستوى العالم، بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يضبط السياسة النقدية للولايات المتحدة أكبر اقتصادات العالم فبدأ خفض الفائدة في سبتمبر/ أيلول الماضي بخفض من العيار الثقيل، 0.5 في المئة، بعد أن كانت الأسواق تتوقع أن يخفض بربع في المئة فقط، مما ألقى الضوء على أن البنك المركزي لديه قناعة بأن مخاطر ارتفاع التضخم تتراجع وأنه يقترب من تحقيق الهدف الرسمي المحدد بـ2.00 في المئة.

ويشير التيسير الكمي إلى خفض الفائدة الذي يؤدي بدوره إلى خفض تكلفة الاقتراض، مما يزيد من قدرة الشركات على الاقتراض بفائدة أقل وتحقيق نمو مالي أكبر. لذلك تُعد البيئة الاقتصادية التي توفر معدلات منخفضة للفائدة مثالية لعمل الشركات وتحقيق النمو الاقتصادي في البلاد، وهو ما ينعكس إيجاباً على أداء الأسهم.

لكن ذلك في نفس الوقت يؤدي ذلك إلى تراجع قيمة العملة بسبب معدلات الفائدة المنخفضة التي تؤدي إلى تراجع العائدات على الدولار الأمريكي وأصوله، وهو ما تنتظره الأسواق في العام المقبل الذي يتوقع أن يشهد المزيد من خفض الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.

وحقق الدولار الأمريكي ارتفاعاً سنوياً بأكثر من 7.00 في المئة، وفقا لمؤشر الدولار الأمريكي وهو أداة تقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة العملات الرئيسية الستة الذي سجل في اليوم الأخير من تعاملات 2024 108.57 نقطة مقابل مستوى إغلاق عام 2023 الذي سجل 101.33 نقطة.

لكن مع اتجاه البنوك المركزية إلى خفض الفائدة وتهيئة الأوضاع النقدية لدفع النمو الاقتصادي إلى أعلى، يتوقع أن يبدأ الدولار الأمريكي رحلة هبوط بعد تراجع العائد عليه بسبب انخفاض تكلفة الاقتراض. وتبقى للعملة سياسات ترامب التضخمية التي قد تساعد العملة الأمريكية على الاحتفاظ ببعض مكاسبها.

الأسهم وطفرة الذكاء الاصطناعي كانت هناك عوامل عدة استفادت الأسهم العالمية من توافرها، والتي تتضمن الاتجاه إلى التيسير الكمي وخفض الفائدة الذي يوفر بيئة أفضل لأداء الشركات، ومن ثم ترتفع أسهمها. كما كانت هناك بعض القطاعات الاقتصادية التي دفعت بالأسهم العالمية إلى أعلى، أهمها قطاع الذكاء الاصطناعي الذي حقق طفرة هائلة على مدار العام الماضي.

ويُعد الذكاء الاصطناعي واحداً من القطاعات الواعدة على مستوى العالم، كما أنه كان الرابح الأكبر بين القطاعات التي تنتمي إليها الشركات التي يتداول المستثمرون أسهمها في البورصات العالمية.

وتكمن أهمية الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في أنه قطاع واعد ودقيق في حد ذاته، لكن أيضاً كونه على صلة وثيقة بكافة القطاعات الفرعية في قطاع التكنولوجيا وقطاعات رئيسة أخرى أصبحت الآن لا تستغني عن منتجاته وتقنياته.

وبلغ إجمالي رأس المال العامل في قطاع الذكاء الاصطناعي حتى نهاية 2024 ما يُقدر بحوالي 16.081 ترليون دولار، وفقاً لموقع "كومبانيز ماركيت كاب". وتحتل شركة أبل المركز الأول بين هذه الشركات من حيث حجم رأس المال بـ3.788 ترليون دولار تليها شركة "إن فيديا" برأس مال 3.311 ترليون دولار.

وفي الربع الثالث من 2024، سحقت شركة "إن فيديا" للشرائح الإلكترونية توقعات الأسواق عندما حققت أرباحاً بـ81 سنتاً للسهم مقابل التوقعات التي أشارت إلى 75 سنتاً فقط. كما ارتفعت إيرادات الشركة إلى 35.08 ترليون دولار مقابل التوقعات التي أشارت إلى 33.16 ترليون دولار، وفقا لشركة LSEG لأبحاث السوق.

وعلى صعيد الأسهم الأمريكية، سجلت مؤشرات داو جونز الصناعي وستاندردز آند بورس500 وناسداك للصناعات التكنولوجية الثقيلة ارتفاعات سنوية بحوالي 13 في المئة، و24.00 في المئة، و25.39 في المئة على الترتيب.

سياسات ترامب الاقتصادية حتى قبل دخوله المكتب البيضاوي لممارسة مهامه، أثر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في المشهد على صعيد الاقتصاد العالمي وحركة السعر في أسواق المال العالمية. ويُعد ترامب مرادفاً للسياسات التي تتضمن قيوداً تجارية وإعفاءات ضريبية وسياسة مالية تعتمد على إنفاق عام على نطاق واسع علاوة على سياسات مضادة للهجرة غير الشرعية قد تنعكس سلباً بشكل غير مباشر على أوضاع سوق العمل في الولايات المتحدة.

وتستهدف السياسات الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترامب الحفاظ على الإصلاحات الاقتصادية التي نجحت إدارة الرئيس السابق في تمريرها في 2017 أثناء فترة ولايته الأولى علاوة على مقترحيْن آخريْن يستهدفان استمالة أعداد كبيرة من الناخبين؛ هما الإعفاءات الضريبية ومدفوعات الضمان الاجتماعي. ويتوقع أن تخفض إدارة ترامب الضرائب على الشركات من 21 في المئة في الوقت الراهن إلى 15 في المئة، مما يجعل الولايات المتحدة واحدة من أقل دول العالم من حيث ضريبة الشركات.

ومن دون شك، يُعد التقليل من الضرائب من أهم العوامل التي تساعد على توفير بيئة أكثر ربحية للشركات، مما يدفع بالنمو.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بي بي سي عربي

منذ ساعتين
منذ ساعة
منذ 29 دقيقة
منذ 5 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 5 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
بي بي سي عربي منذ 14 ساعة
قناة الغد منذ 14 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 3 ساعات
قناة DW العربية منذ 14 ساعة
قناة الغد منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 8 ساعات