سامح المحاريق هل نعرف سوريا؟ أو ما الذي نعرفه من سوريا؟ وهل يمكن القول إن جميع معارفنا تجاه البلد العربي الشقيق بحاجة إلى مراجعة شاملة؟
عاشت سوريا أزمة مفتوحة ومتعددة المراحل منذ سنة 2011، وبتفاعلات الأمر الواقع تواجدت أماكن نفوذ متعددة، وأثناء فترة الحرب على الإرهاب أصبحت ما يمكن أن نزعمه كمعرفة مجرد معلومات أمنية كثيرة، ولكنها ذات قيمة استعمالية تبقى بعيدة عن تفهم ما الذي أحدثته في العقلية السورية ونظرة السوريين لأنفسهم وواقعهم ومستقبلهم.
سوريا المنقسمة على ذاتها، ما زالت كذلك إلى حد بعيد، وعلى الرغم من النشوة الوطنية الواسعة والمهرجانات والأغنيات الوطنية، إلا أن السوريين سيبدأون في مواجهة السؤال الكبير، وماذا بعد؟
في ظل الواقع الميداني الذي عاشته سوريا، كان الأردن على معرفة كبيرة بما يجري في الجنوب، بالتوازنات والتفاعلات الاجتماعية والسياسية، وإذا كان ثمة تفكير في الإعمار في سوريا، وفي محاولة مساعدة السوريين على لملمة جراحهم والعودة إلى أداء اقتصادي يستوعب حاجات متزايدة من أجل توفير حياة كريمة تكون مدخلًا للاستقرار، فالأردن يجب أن يتقدم بمبادرات كثيرة لدور في الجنوب السوري، وأن يقوم بذلك خارج الأطر التقليدية، وبخطوات جريئة وواسعة لما تنفذه تركيا على الأرض، فالأردنيون تحدثوا بدايةً عن تزويد سوريا بالكهرباء، الموجودة أصلًا، وكثيرًا ما بحث الأردن عن فرص لتصديرها، ولكن بعد ذلك، أخذت تركيا تتحدث عن تغطية حاجات سوريا ولبنان من الكهرباء، وكان الفرق بطبيعة الحال في قدرة القرار السياسي التركي على تجاوز المعيقات البيروقراطية لأن الملف يعتبر استراتيجيًا، فهل نتوقع أن ننتظر عمل لجان مشتركة ومفاوضات وحضور الفنيين للتسعير، بينما يمكن اتخاذ خطوات جريئة خلال أيام قليلة للتواجد كأمر واقع في الفضاء الحيوي للأردن داخل سوريا، وبحيث يصبح الأردن شريكًا متقدمًا في ضمن الحيز المفهوم للسوريين وللشركاء المعنيين بالملف السوري.
السوريون يفتحون حاليًا سجلًا جديدًا وواسعًا، والأجيال الجديدة في الأردن وسوريا لا تعرف شيئًا عن السبعينيات العاصفة في العلاقات، ولا عن المراحل الرمادية التي كانت أفضل ما يمكن تحقيقه مع النظام السوري المنشغل بذاته وتأمين مصالحه المباشرة، وهذه البيئة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الرأي الأردنية