منذ بدايات تداخلي مع الدراسات الآسيوية وانفتاحي عليها، شعرت أن هناك تحولًا فكريًا نقل تفكيري من الدراسات الأدبية والنقدية إلى الدراسات الشاملة، وبخاصة الدراسات الآسيوية الذي أراه من جانبي تحولًا في مستوى الوعي الفكري والتخصص المنهجي. ولم يكن هذا التحول محاولة مقصودة مني للانفصال أو هجرًا لواقعي الأدبي والنقدي، وإنما كان تطورًا طبيعيًا نتج بشكل تلقائي، من جراء واقع دراساتي الآسيوية.
فلقد أمضيت زمنًا طويلًا ناقدًا أدبيًا، وقد راكمت على مر السنوات قراءات ودراسات أدبية ونقدية، ولا أزال منفتحًا على القراءات والدراسات الأدبية، فأنا لست سوى تلميذ مخلص للأدب والنقد.
ولكن استغراقي في الدراسات، ومن ضمنها الدراسات الآسيوية، وولعي وانشغالي بها جاء من واقع تخصصي وانجذابي لها، التي أراها حقلًا خصبًا من حقول البحث العلمي.
ولذلك، بقيت الدراسات مستحوذة على تفكيري وفي كثير من كتبي ومقالاتي البحثية ودراساتي، وفي نفس الوقت فتحت ذهني على العلوم الأخرى كعلم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا وعلم الفلسفة وعلم النفس الاجتماعي وعلم التاريخ الاجتماعي.
فالدراسات بشكل عام، والدراسات الآسيوية بشكل خاص، تتغذى على معظم الحقول العلمية والمعرفية. فالأزمنة الحديثة، في تحولاتها وتمرحلها في تصوري، تعتمد على الدراسات العلمية حيث تُعد الدراسات أحد مكونات ومرتكزات العصر الحديث، وخصوصاً الدراسات ذات الكفاءة العلمية والمهارة البحثية.
ولذلك فإنني كثيراً ما أطرق الموضوعات التي تتعلق بقارة آسيا دراسة وبحثاً، حيث أجد ميلاً ذهنياً وفكرياً وثقافياً ووجدانياً نحو دراسات هذه القارة، فرغم أنني تتلمذت علميًا- في وقت ما- على الدراسات الغربية فإنني أجد ميلًا فطريًا لآسيا، فالدراسات المستقلة تنظر إلى آسيا كمركز للعالم الجديد، فالمستقبل اليوم لآسيا، حيث تمتلك الشروط الموضوعية لأحداث تحول تاريخي في العالم، باعتبارها الآن تمتلك نظرية إستراتيجية متكاملة لإدارة العالم في المستقبل. ولذلك أراني في دراساتي منفتحًا عليها، حيث تشدني كثيرًا موضوعاتها وأطروحاتها وقضاياها.
ومن بين الموضوعات التي لفتت انتباهي مؤخراً التحولات التي يمر بها البشتون، فقد بدأنا نشهد جيلًا جديدًا من البشتون يدرسون العلم الحديث في معاهد وجامعات العالم، ويتداخلون مع العلوم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الوطن السعودية