أنس بن فيصل الحجي يكتب: أدرك الرئيس بوتين الخطة الأميركية مبكراً لهذا أسرع ببناء خط "نورد ستريم 2" إلى ألمانيا على رغم كل الصعوبات التقنية والمالية #نكمن_في_التفاصيل

خطة الولايات المتحدة لإحلال الغاز الأميركي محل الروسي في أوروبا تعود إلى عام 2014، وهذه الخطة كانت أحد أسباب الخلاف بين السعودية وروسيا في تحالف "أوبك+".

تاريخياً، ارتفع اعتماد أوروبا على الغاز الروسي حتى تجاوز 50 في المئة من إجمال واردات الغاز. خطة بوتين منذ أن أصبح رئيساً أن تصبح روسيا مصدراً آمناً للطاقة، وأقنع القادة الأوروبيين بذلك. وفعلاً أصبحت روسيا مصدراً آمناً لإمدادات النفط والغاز لأوروبا، والانقطاعات التي حصلت تاريخياً لإمدادات الغاز الروسي قامت بها أوكرانيا.

حدثان تاريخيان غيرا وضع أسواق الطاقة، ليس في أوروبا فقط، ولكن في العالم أجمع: ثورة النفط والغاز الصخريين، وضم روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت جزءاً من أوكرانيا. العقوبات على روسيا بسبب ضمها جزيرة القرم مع النمو الهائل في إنتاج الغاز الصخري والبدء ببناء محطات الغاز المسال، أعطت الدولة العميقة في الولايات المتحدة فكرة إمكانية إنهاء سيطرة روسيا على أسواق الطاقة في أوروبا. هنا أذكر "الدولة العميقة" لترمز للأمور التي يتفق عليها الجمهوريون والديمقراطيون بالكامل، بغض النظر عمن هو في البيت الأبيض. ففي عام 2014 كان باراك أوباما الديمقراطي رئيساً للولايات المتحدة، ولكن كانت كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية السابقة في عهد جورج بوش الجمهوري من يروّج لإحلال الغاز الأميركي محل الغاز الروسي. وكان الرئيس دونالد ترمب الجمهوري أكبر مروج للغاز المسال في أوروبا خلال فترته الرئاسية الأولى. وعندما جاء الرئيس جو بايدن الديمقراطي، المعادي للنفط والغاز، استمر بالترويج للغاز المسال في أوروبا لدرجة أن صادرات الغاز المسال الأميركية وصلت إلى أعلى مستوى لها في التاريخ بعهده.

أدرك الرئيس فلاديمير بوتين الخطة الأميركية مبكراً لهذا أسرع ببناء خط "نورد ستريم 2" إلى ألمانيا على رغم كل الصعوبات التقنية والمالية، كما بنى محطات غاز مسال، وحاول إبقاء أسعار النفط منخفضة نسبياً حتى لا ينمو إنتاج الغاز الصخري الذي يدعم صادرات الغاز المسال. كما أقنع بوتين القيادة الألمانية بضرورة الإسراع بالتخلص من المفاعلات النووية وإحلال الغاز الروسي محلها. كان بوتين يظن أنه أذكى من الأميركيين، وأن الأميركيين سليتزمون قواعد اللعبة الاقتصادية والسياسية. ولكنه أثبت في النهاية أنه لم يفهم العقلية الأميركية، لأنهم لم ولن يلتزموا قواعد أية لعبة!

نجح بوتين في ثلاثة أمور:

1- بناء خط أنابيب "نورد ستريم 2" إلى ألمانيا في وقت قياسي.

2- بناء محطات غاز مسال.

3- إقناع ألمانيا بالتخلي عن الطاقة النووية.

لكن ظنه بأن الأميركيين سليتزمون قواعد اللعبة كان خاطئاً تماماً. فقد أجبر الأميركيون ألمانيا على وقف تدفق الغاز في أنابيب "نورد ستريم 2"، وبناء محطات غاز مسال لاستيراد الغاز المسال الأميركي، كما فُجر خط "نورد ستريم 1". (غالب الروايات تقول إن الدولة العميقة في الولايات المتحدة وراء تفجير الخط).

خلال تلك الفترة زادت صادرات الولايات المتحدة من الغاز المسال لأوروبا بصورة كبيرة، بينما انخفضت صادرات الغاز الروسية لأوروبا إلى خُمس ما كانت عليه قبل الهجوم الروسي لأوكرانيا.

خلاف روسيا مع السعودية

على رغم انضمام روسيا إلى تحالف "أوبك+" منذ عام 2016، فإنها لم تتفق بالكامل مع السعودية في شأن خفوضات الإنتاج. في الاجتماعات المختلفة كانت السعودية تطالب بخفوضات أكبر، بينما كانت روسيا تعارض ذلك، وأحياناً تعارض أي خفض، حتى انتهى الأمر بحرب أسعار في مارس (آذار) 2020. هناك بضعة أسباب للموقف الروسي أهمها أن روسيا أكبر مصدر للغاز في تحالف "أوبك+"، بينما كبار منتجي "أوبك+" مصدرون للنفط فقط. بعبارة أخرى، دخل روسيا يعتمد على النفط والغاز، بينما مصالح دول "أوبك+" في النفط فقط. أدرك بوتين الخطة الأميركية لإحلال الغاز الأميركي محل الغاز الروسي في أوروبا، وأدرك أن أغلب الغاز يأتي من الغاز المصاحب في حقول النفط الصخري. كلفة إنتاج النفط الصخري وقتها كانت مرتفعة، لهذا لم ترغب روسيا برفع أسعار النفط فوق 60-65.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 10 ساعات
منذ 5 ساعات
منذ 8 ساعات
صحيفة الشرق الأوسط منذ 16 ساعة
قناة يورونيوز منذ 7 ساعات
بي بي سي عربي منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ 17 ساعة
قناة روسيا اليوم منذ 11 ساعة
قناة العربية منذ 11 ساعة