هدّد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بالتحرّك عسكريا لضم قناة بنما وغرينلاند واستخدام "القوة الاقتصادية" ضد كندا، في مؤتمر صحفي مطوّل الثلاثاء غداة مصادقة الكونغرس على فوزه في الانتخابات.
وجمع الملياردير الجمهوري الصحفيين في مقر إقامته بجنوب فلوريدا للإعلان عن استثمار عربي بقيمة 20 مليار دولار في مراكز بيانات في الولايات المتحدة، لكن سرعان ما هيمن طابع التجمعات الانتخابية على المؤتمر مع عودته للتطرق بشكل مطوّل إلى مواضيع طرحها في حملته.
وقال ترامب مستعرضاً أجندته للسنوات الـ4 المقبلة "منذ فزنا في الانتخابات، بات التصور عن العالم بأكمله مختلفاً. اتصل بي أشخاص من بلدان أخرى. قالوا لي شكرا لك".
لكنه ندّد بالرئيس جو بايدن مشيراً إلى أن البيت الأبيض "يبذل كل ما في وسعه لجعل انتقال السلطة أمراً أكثر صعوبة".
لم يعترف ترامب بهزيمته في 2020 ورفض المشاركة في مراسم نقل السلطة إلى بايدن حينذاك.
على الساحة الدولية، أعلن الرئيس المنتخب بأنه ينوي تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أميركا" وهدّد الجارة الجنوبية برسوم جمركية باهظة ما لم تضع حدًّا لعبور المهاجرين غير النظاميين عبر الحدود.
كما رفض استبعاد اللجوء للقوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند، مكرّراً انتقاداته لقرار منح بنما السيطرة على الممر المائي الواقع في أميركا الوسطى والذي اتخذه الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي توفي الشهر الماضي.
في الأثناء، وصل دونالد ترامب جونيور، نجل الرئيس المنتخب، الثلاثاء إلى جزيرة غرينلاند التابعة للدنمارك والمتمتعة بحكم ذاتي، مؤكّداً أنه يزورها "كسائح فحسب".
لكن الزيارة دفعت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن للتأكيد على أن "غرينلاند ملك لأهلها" و"ليست للبيع".
لدى سؤاله في المؤتمر الصحفي عما إذا كان سيستخدم القوة العسكرية ضد كندا، أجاب ترامب "لا، القوة الاقتصادية".
وأشار ترامب إلى أن إلغاء الحدود "المرسومة بشكل مصطنع" بين الولايات المتحدة وكندا سيصب في مصلحة الأمن القومي.
سرعان ما جاء الردّ من رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو ووزيرة خارجيته ميلاني جولي الثلاثاء على ترامب عبر التأكيد على أن أوتاوا "لن تنحني" أمام تهديداته.
مواضيع ذات صلة تنصيب وانتقد ترامب بايدن على خلفية الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان وسياسة الولايات المتحدة في أوكرانيا وسوريا، مكرّراً ادعاءات لا صحة لها وسبق أن رددها بأن واشنطن "لم تكن طرفاً في أي حروب" في ولايته الأولى.
وقال ترامب "هزمنا داعش. لم تكن لدينا حروب. الآن، أدخل عالما يحترق في روسيا وأوكرانيا وإسرائيل".
تركز الجزء الأكبر من المؤتمر على انتقاد بايدن الذي يتهمه ترامب من دون أدلة بالوقوف وراء القضايا الكثيرة التي يواجهها في المحاكم، بما في ذلك احتمال نشر تقرير فدرالي بشأن مساعيه لتغيير نتيجة انتخابات 2020 والصدور المرتقب الجمعة في نيويورك لحكم في قضية دفعه أموالا لشراء صمت ممثلة إباحية.
وحمل دونالد ترامب الذي يعود إلى البيت الأبيض في 20 يناير جو بايدن مسؤولية التضخم المالي وتعهّد إلغاء أمر تنفيذي ديمقراطي يحظر استغلال حقول النفط والغاز البحرية قبالة أجزاء كبيرة من السواحل الأميركية.
في هذا الصدد، تعهّد ترامب إصدار عفو عن الكثير من أنصاره الذي اقتحموا مقر الكونغرس. ولدى سؤاله عما إذا كان ذلك سيشمل الأشخاص الذين اعتدوا على الشرطة، تهرّب من الرد وزعم بأن الحشد الذي هاجم الكابيتول لم يكن مسلحاً.
(أ ف ب)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد