قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قائد القوات الإيرانية السابق في سوريا بهروز أسباتي أدلى بتصريحات نادرة ومتناقضة مع الموقف الرسمي لطهران.
وأشارت الصحيفة في تقريرها، إلى أن أسباتي أكد خلال جلسة حوار عُقدت داخل مسجد في طهران في 31 ديسمبر الماضي، أن "الوضع الحالي" لا يسمح لإيران بشن جولة ثالثة من الهجمات ضد إسرائيل.
وبين المسؤول الإيراني السابق أن الصواريخ الإيرانية غير قادرة على اختراق أنظمة الدفاع الأميركية المتقدمة، محذرًا من أن أي هجوم على قواعد الجيش الأميركي في الشرق الأوسط سيؤدي إلى رد عسكري واسع من الولايات المتحدة وحلفائها.
هزيمة وفي تسجيل صوتي مسرّب، وفق الصحيفة، قال أسباتي: "لا أعتبر خسارة سوريا شيئا أفخر به"، مضيفا "لقد هزمنا بشدة، لقد تعرضنا لضربة كبيرة وكان الأمر صعبا للغاية".
وكشف أن علاقات إيران مع الأسد كانت متوترة منذ أشهر وأدت إلى الإطاحة به، قائلا إن الرئيس السوري رفض طلبات عدة من الجماعات المدعومة من طهران لفتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، في أعقاب الهجوم الذي قادته "حماس" في 7 أكتوبر 2023.
ووفق التقرير، قال أسباتي إن إيران قدّمت للأسد خططا عسكرية شاملة حول كيفية استخدام الموارد العسكرية الإيرانية في سوريا لمهاجمة إسرائيل.
واتهم المسؤول الإيراني، روسيا، التي تعتبر حليفا كبيرا لطهران، بتضليل إيران بإخبارها بأن الطائرات الروسية تقصف المعارضة السورية بينما كانوا يلقون قنابل في الحقول المفتوحة.
وأضاف أن روسيا "أغلقت أنظمة الرادار" الخاصة بها في سوريا، مما سمح لإسرائيل بتنفيذ هجمات على أهداف إيرانية هناك.
وذكر الجنرال أن إيران سحبت آخر قواتها من سوريا في الليلة التي سبقت سقوط دمشق بيد المعارضة.
مواضيع ذات صلة التخلص من سردية إيران وعلى الرغم من الهزيمة، أكد أسباتي أن إيران ستواصل العمل في سوريا عبر شبكاتها الاجتماعية والإعلامية التي أنشأتها على مدار أعوام، وستسعى لتشكيل خلايا مقاومة جديدة.
ولأكثر من 10 أعوام، دعمت إيران الأسد من خلال إرسال قادة وقوات لمساعدتها في القتال ضد فصائل المعارضة وتنظيم "داعش".
وفي عهد الأسد، كانت سوريا مركز القيادة الإقليمية لإيران التي زودت منها الأسلحة والأموال لشبكة الميليشيات الإقليمية، بما في ذلك "حزب الله".
وسيطرت إيران على المطارات والمستودعات وأدارت قواعد لتصنيع الصواريخ والطائرات بدون طيار في سوريا، وفق التقرير.
وقال أسباتي: "يمكننا تفعيل جميع الشبكات التي عملنا معها على مر السنين.. يمكننا تنشيط الطبقات الاجتماعية التي عاش رجالنا بينها لأعوام. يمكننا أن نكون نشطين في وسائل التواصل الاجتماعي ويمكننا تشكيل خلايا مقاومة".
وأضاف: "الآن يمكننا العمل هناك كما نفعل في الساحات الدولية الأخرى، وقد بدأنا بالفعل".
وقال المحلل البارز في طهران والخبير في الشؤون السورية، مهدي رحمتي، في مقابلة هاتفية إن حديث أسباتي كان مهما لأنه أظهر أن بعض كبار المسؤولين الإيرانيين بدأوا في التخلص من الدعاية الحكومية.
وأضاف: "الجميع يتحدث عن التسجيل في الاجتماعات ويتساءلون لماذا قال هذه الأشياء، خاصة في منتدى عام".
وتابع رحمتي "لقد أشار بوضوح إلى ما حدث لإيران وأين تقف الآن. بطريقة ما يمكن أن يكون تحذيرا للسياسة الداخلية ".
(ترجمات)
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد