وجود الأب في حياة الأبناء، يعني الأمان والسند والقدوة والتوازن النفسي والانضباط، دوره يتخطى مجرد توفير الاحتياجات المادية، ليشمل جوانبَ نفسية واجتماعية عميقة التأثير، من الطفولة المبكرة وصولاً إلى مراحل الشباب والنضج، بل وحتى بعد الزواج. وغيابه ينعكس على الأطفال ويحدث لديهم جروحاً قد لا تندمل أبداً، بل تستمر معهم وتنعكس على حياتهم المستقبلية، فهو يُمثل حجر الزاوية في الأسرة، وحضوره الفعال في حياة الأبناء، يُسهم في بناء أجيال قادرة على مواجهة التحدّيات وتنشئة أفراد أسوياء قادرين على الإبداع والعطاء.
درع حصين
أوضحت كاميليا كامل، اختصاصية نفسية ومستشار أسري تربوي، أن الأب هو مصدر الأمان الأول في حياة أبنائه، والدرع الحصين والقدوة والمثل الأعلى، موضحة أنه ليس مجرد مصدر المادة في حياة أسرته، بل أعمق بكثير من ذلك، فدوره جوهري يحمل أبعاداً نفسية وعاطفية عميقة، تساعد على تشكيل شخصيات أبنائه ومستقبلهم ونظرتهم إلى أنفسهم، فهو المرآة التي يرى بها الطفل نفسه وقيمته وقدراته، موضحة أن غياب الدور الفعال للأب، ينتج عنه طفولة مشوهة، مع فقدان المهارات النفسية والعاطفية الأساسية وتراجع سبل التعامل مع العلاقات والمسؤوليات، كما يؤدي إلى الحرمان العاطفي وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، مما يعوق تطور الأبناء اجتماعياً، فضلاً عن غياب القدوة التي يستند عليها الأبناء.
الثقة في النفس
لتفعيل دور الأب، أكدت كاميليا أن التواجد العاطفي هو أهم ركيزة في تكوين شخصية الأبناء وتنمية شعورهم بالأمان والانتماء، وعلى الأب أن يغرس القيم، مع الابتعاد عن النقد والتوبيخ والعنف والتلفظ بالكلام الجارح، وأن يهتم بجودة الوقت الذي يقضيه مع أبنائه، بحيث يكون مهتماً ومحباً وراعياً لهم. وأضافت: علينا إعادة صياغة دور الأب، ليكون شريكاً فعالاً في رحلة الحياة، وذلك عبر تقديم ورش ودورات تدريبية تركز على الجانب المعنوي والعاطفي والنفسي لوجوده في حياة الأبناء.
تنمية القدرات
بدورها، ترى ميثاء العامري، رئيس قسم تثقيف الأسرة في مؤسسة التنمية الأسرية، أن الأب مصدر للأمان والحماية في مختلف مراحل حياة الأبناء، مؤكدة أن وجوده الفعال في مرحلة الطفولة المبكرة يُسهم في بناء شخصية الطفل وتنمية مهاراته الاجتماعية والعاطفية، كما يلعب دوراً مهماً في غرس القيم والمبادئ، وتعليم الطفل الانضباط واحترام الآخرين، كما يُساعد في تنمية القدرات اللغوية والمعرفية للأبناء من خلال اللعب والاهتمام والحنان. أما في مرحلة الشباب، فإن دوره يتحوّل إلى مرشد وداعم، يساعد أبناءه على فهم أنفسهم وتحديد أهدافهم، ويقدم لهم النصح والإرشاد في مواجهة تحديات المراهقة وبناء علاقاتهم الاجتماعية، ويشجعهم على تحقيق طموحاتهم، ويساندهم في اتخاذ قراراتهم المصيرية، كاختيار التخصص الدراسي أو المهني.
أمان وثقة بالنفس
أشارت ميثاء العامري، إلى أن الحضور الفعلي للأب في حياة الأبناء، يمنحهم الشعور بالأمان والثقة بالنفس، بحيث ينشأ الأبناء بشكل يتيح لهم التفوق الأكاديمي والمهني، ويكونون قادرين على بناء علاقات اجتماعية صحية ومستقرة، فالدور الأبوي الإيجابي يقلل من احتمالية إصابتهم بمشاكل نفسية كالاكتئاب والقلق.
مواجهة التحديات
من جهتها، أشارت نورة مجاهد، اختصاصي تثقيف صحي في مؤسسة التنمية الأسرية، إلى أن للأب دوراً محورياً في تشكيل حياة أبنائه، وهو حجر الأساس الذي تُبنى عليه شخصياتهم وتُصقل مهاراتهم. وهو يمثل رمزاً للأمان والحماية، وتنمية.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية