تغيرات المناخ تفاقم معاناة عمال الزراعة.. والنساء أكثر تأثرا

هبة العيساوي عمان - فيما بدأت آثار التغير المناخي تضرب بقوة في السنوات الأخيرة، يقف القطاع الزراعي الأردني واحدا من أكثر القطاعات تأثرا بهذه التغيرات، حيث بات يشهد تحديات متزايدة تؤثر بشكل مباشر على صحة وظروف العاملين فيه، لاسيما النساء، بحسب خبراء.

وبين هؤلاء الخبراء لـ"الغد"، أن زيادة الجفاف، وتقلبات الطقس المتطرفة، كالصقيع وموجات الحر، لا تؤثر فقط على الإنتاجية الزراعية، بل تهدد سلامة العمال، خاصة في ظل ظروف عمل صعبة وتكاليف تشغيل مرتفعة.

وأشاروا إلى أن النساء العاملات في هذا القطاع يعانين من تأثيرات مزدوجة، حيث تشير دراسات مؤسسة "تمكين" إلى أن معظمهن يعملن في بيئات قاسية، مع نقص الوعي بتداعيات التغير المناخي وأهمية الزراعة المستدامة، ويرجع ذلك إلى مستويات تعليمية متدنية، وغياب الدعم اللازم لتعزيز قدرتهن على التكيف مع التحديات المناخية، كما تزداد أعباؤهن اليومية بسبب اعتمادهن على الزراعة كمصدر دخل رئيسي لإعالة أسرهن.

وفي هذا الصدد أكد رئيس اتحاد الجمعيات البيئية عمر الشوشان أن التغير المناخي يؤثر بشكل مباشر على صحة العاملين في القطاع الزراعي في الأردن وظروفهم الاقتصادية، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الجفاف إلى إرهاق جسدي نتيجة العمل في ظروف قاسية وساعات أطول، ما يزيد من مخاطر الإصابة بضربات الحرارة والأمراض التنفسية بسبب الغبار والتلوث.

وبين الشوشان أنه مثلما يؤثر تراجع المحاصيل الزراعية على مداخيل العمال بشكل كبير، خاصة مع ارتفاع تكاليف الزراعة واعتمادهم على المواسم، فإن هذه الظروف تدفع العديد منهم إلى البحث عن مصادر دخل إضافية أو ترك العمل الزراعي، لتعزيز صمودهم، مشددا على وجوب تقديم برامج دعم شاملة تشمل التأمين الصحي للعمال، وكذلك التدريب على الزراعة المستدامة، وتوفير قروض ميسرة لتحسين الإنتاجية.

وأشار إلى أن هناك علاقة وثيقة بين تداعيات التغير المناخي والبطالة والفقر في القطاع الزراعي، بل وحتى العزوف عن النشاط الزراعي بسبب تغيرات الطقس المتطرفة مثل موجات الحر الطويلة، وموجات الصقيع المفاجئة التي تؤثر على جودة المحاصيل الزراعية وتسبب عجزا في سداد الديون المترتبة على الأنشطة التشغيلية من كلف المياه والطاقة والأيدي العاملة.

وبين أن ضعف الاستجابة الرسمية من قبل المؤسسات الحكومية في دعم المزارعين لمواجهة التحديات المناخية الاستثنائية، أضحى عبئا إضافيا خاصة في مجال الإنذار المبكر للمزارعين من المخاطر المناخية.

وأشار إلى غياب التعويض العادل في الخسائر والأضرار الناجمة عن تداعيات التغير المناخي، وعدم وجود الدعم الكافي للانتقال إلى أساليب الزراعة الذكية مناخيا.

بدوره، اعتبر رئيس بيت العمال حمادة أبو نجمة أن تغير المناخ يعد أحد التحديات الأكثر تأثيرا على القطاع الزراعي، ليس فقط من حيث الإنتاجية بل أيضا على صحة وسلامة العمال.

وبين أبو نجمة أن العاملين في قطاع الزراعة يواجهون ظروفا مناخية قاسية تزداد سوءا مع تغير المناخ، ما يجعل بيئة العمل أكثر صعوبة وخطورة، ويؤثر ارتفاع درجات الحرارة وظواهر الطقس المتطرفة بشكل مباشر على قدرة عمال الزراعة في أداء أعمالهم البدنية، ويتسبب ذلك في حالات من الإجهاد الحراري والإصابات الناجمة عن ضربات الشمس، بالإضافة إلى تعرضهم لزيادة في لدغات الأفاعي والحشرات في ظل ظروف عمل قاسية.

وأوضح أن تغير المناخ أدى إلى ارتفاع ملموس في عدد الإصابات بين صفوف العمال في الزراعة، إضافة إلى القطاعات الأخرى كالبناء والخدمات.

وأشار إلى أنه رغم وجود تعليمات خاصة بالسلامة والصحة المهنية صدرت بالاستناد إلى نظام عمال الزراعة تعطي وزير العمل صلاحية تحديد أوقات لا يجوز تشغيل العمال فيها في العمل الزراعي بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها عن المعدلات المنطقية أو المقبولة، إلا أننا لا نشهد تطبيقا فعليا لهذه الصلاحية التي تشكل ضرورة خاصة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الغد الأردنية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الغد الأردنية

منذ 3 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 10 ساعات
منذ 11 ساعة
منذ 11 ساعة
منذ 6 ساعات
خبرني منذ 18 ساعة
خبرني منذ 8 ساعات
خبرني منذ 17 ساعة
خبرني منذ ساعة
خبرني منذ ساعة
قناة المملكة منذ ساعة
خبرني منذ 15 ساعة
خبرني منذ 13 ساعة