رياح صحراء عوت تلك الليلة، رياح سانتا آنا. جافة، حارة، تعبر الجبال إلى شعر رأسك، لتشعل فوضى في روحك وحكة في جلدك.
في ليال كتلك، يترك الندامى خمرتهم ويتقاتلون، والزوجات الوديعات يتحسسن أنصال سكاكينهن، ويرمقن رقاب أزواجهن، متأهبات.
قد يحدث أي شيء في ليال كهذه.
هكذا يصف ريموند شاندلر، في مجموعته القصصية "الرياح الحمراء"، إحدى ليالي كاليفورنيا حين تهب عليها رياح سانتا آنا؛
التي بقوتها امتدت حرائق لوس أنجلوس إلى الأحياء السكنية في المقاطعة، وقتلت، حتى الأربعاء، 24 شخصا على الأقل.
وطال الدمار الجزئي أو الكليّ أكثر من 12 ألف مبنى، وأجلت السلطات أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم.
وصعّبت سانتا آنا محاولات السيطرة على الحرائق لأنها رياح، إن مسّت عشبا يابسا أو شجرا جافا، فذلك إيذان بوقوع كارثة.
ومثل شاندلر، استحضر كتّاب آخرون في أعمالهم مرويّات شعبية وأساطير عن "نذير الشؤم": سانتا آنا.
الحرائق الآن
منذ السابع من يناير الحالي، تحارب فرق الإطفاء في لوس أنجلوس لهيب النيران التي تؤججها الرياح، ولم تُخمد.
وعاودت سانتا آنا نشاطها، الأربعاء، لتجبر السلطات على تأجيل إنهاء حالة الطوارئ "الحمراء".
وُصفت الحرائق بأنها من الأكثر تدميرا في تاريخ كاليفورنيا.
وحتى ساعات المساء الأولى من الأربعاء بالتوقيت المحلي، سيطرت فرق الإطفاء جزئيا على أكبر حريقين في لوس أنجلوس: باليساديز بنسبة 17في المئة، وإيتون بنسبة 45 في المئة.
ولا يزال الوضع في مقاطعتي لوس أنجلوس وفنتورا خطيرا، يظهر عبر الخريطة الوطنية للطقس بعلم أحمر.
والثلاثاء، حذرت الأرصاد الجوية من عودة نشاط رياح سانتا آنا، التي تعاند رجال الإطفاء.
قبل سنوات كانت هذه الرياح موسمية، تصل الساحل في جنوب كاليفورنيا في أكتوبر، جافة وحارة، بعد مرورها بسلاسل جبال ووديان.
وكان مصطلح "موسم الحرائق" شبه عادي، مثله مثل "موسم الأعاصير" على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
لكن كما حدث هذا الشتاء، لم تعد رياح سانتا آنا الحارقة محددة بموسم معين. خبراء يقولون إن التغير المناخي أبرز الأسباب.
جفاف مثير للأعصاب
حتى من دون حرائق، لم تكن سانتا آنا يوما رفيقة بالبشر.
الجفاف، زيادة الكهرباء الساكنة التي توقف شعر الرأس، تشقق الشفاه، تشقق الجلد.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من قناة الحرة