هناك مهنة حديثة ومستحدثة، وإن كانت قديمة منبعثة، مهنة لم يعرفها السلف الصالح، ولم يعِها الخلف التابع، ولكن ابتلينا نحن بها، كما ابتلي بها عصرنا، مهنة المفتي الفضائي، فهل نحن منتبهون للمفتين الفضائيين، وبائعي الوهم والأعشاب والحجب، ومرسلي الوصايا العشر ويزيد؟ وهل مدركون دورهم وأثرهم وخطرهم على المجتمعات؟ وهل التنصيب لهذه المهمة آت من قناعة عند القناة الفضائية أو الجهة التابعة لها بهذه الشخصية العلمية الدينية، ومكانها ومركزها الاجتماعي؟ حتى ألفينا هذه القنوات تتبارى في استقطاب هؤلاء المفتين، فالقناة التي تتسم بروح شبابية، تجدها تصر على تواجد المفتي بالبدلة أو اللباس «السبور» والذي يحادث الشباب بلغة العصر ومعاني مصلحات اليوم واهتمامات الجيل الجديد، وفي القنوات التي تفحّ منها روائح المسك والكافور وحبة البركة تجد المفتي بالجبة والعمة والسبحة، يتفيقه بكلمات مغبّرة وعفا عليها الزمن، وأدواتها لم تعد تستعمل في وقتنا وحاضرنا، وتجد القناة ذات التوجه السياسي تحرص على مفت مؤدلج ومسيس، ولا يمنع إن كان منضوياً في يوم من الأيام تحت لواء حزب سياسي وديني محظور، والقناة الفنية تحرص على مفت يعرف الفنانات، وساهم في تحجيب وحجب وجوه نسائية فنية، وأصبح مرجعاً لهن في كل خطوة يخطينها، وخاصة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية