"أتوجه إليك باسم ملايين أبناء الأقلية العلوية. نحن بحاجة إلى مساعدتكم، ونعرف أنكم أملنا. تعالوا إلينا، الملايين ينتظرون وسيقفون إلى جانبكم. نحن بحاجة إلى حمايتكم، لأن الإرهابيين يسيطرون على دمشق وسيهاجمون إسرائيل ذات يوم"، هو بيان وصل إلى صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأسبوع الماضي وكان "حادا وواضحا" وفق وصفها.
ولم يذكر الرجل اسمه، وقال فقط إنه من بلدة جبلة الساحلية وأن سكانها يشعرون بالرعب من النظام السوري الجديد بقيادة أحمد الشرع.وفي وقت لاحق، وصلت عشرات الرسائل النصية ورسائل "واتساب"، التي تصف التصرفات التي يعاني منها أفراد الطائفة العلوية، الأقلية التي تنتمي إليها عائلة الأسد، والمضايقات التي يواجهونها من قبل الجماعات التي تعمل نيابة عن النظام الجديد، وفقا لـ"هآرتس".وكتب سوري آخر، أطلق على نفسه اسم نديم ويعيش على ما يبدو في السويد، إلى الصحيفة: "استولت الجماعات الجهادية على سوريا وأطلقت سراح مقاتليها وجميع العناصر المتطرفة لذبح الأقليات. إنهم لا يخفون كراهيتهم لإسرائيل واليهود. أنتم الأشخاص الوحيدون الذين يستطيعون فهم ما نمرّ به اليوم، لأنكم أيضا عانيتم عبر التاريخ من الاضطهاد والتمييز والإبادة".
اضطهاد الأقلياتكان من المتوقع أن تتم تصفية الحسابات مع أولئك الذين عملوا لصالح نظام الأسد وتعاونوا معه. وفي حين استفاد الآلاف من المسؤولين، أفراد الخدمة، ورجال الأعمال من قربهم من النظام، تم بالفعل اعتقال الآلاف، ومن المتوقع أن يُعتقل المزيد منهم إذا لم يتمكنوا من الفرار من البلاد.لكن الوضع يختلف بالنسبة للعلويين، الذين يشكلون نحو 10 إلى 12% من السكان. فهؤلاء يُعتبرون جزءاً من "مجتمع مذنب" يجب ملاحقة أفراده ومحاسبتهم.وقال وسوف: "ربما كان 1% فقط من المجتمع يعمل لصالح النظام ويتعاون معه، لكن الغالبية العظمى من العلويين عانت على يد النظام مثل باقي السكان، والآن حياتهم مهددة".سارع الشرع إلى التأكيد على أن النظام الجديد الذي يسعى لتأسيسه سيحمي حقوق الأقليات والنساء. ولكن من غير الواضح ما إذا كان قد تخلّى عن الأيديولوجية المتطرفة التي نشأ عليها، بالإضافة إلى تحوّله من الزي العسكري إلى الملابس "الغربية"، وفقا للصحيفة الإسرائيلية.حتى الآن، لا تزال العلاقات التي بدأ الشرع في إقامتها مع الدول الغربية تثير القلق والشكوك بشأن نواياه. فقد التقى بوزراء خارجية أو ممثلين عن دول أوروبية، الولايات المتحدة، ودول عربية، وحتى أصدر بعض البيانات التصالحية، بما في ذلك دعوة اليهود السوريين للعودة إلى وطنهم وطمأنة إسرائيل.وتوضح القيادة قرارها بتعيين بعض قادة الجماعات في "هيئة تحرير الشام" في مناصب عليا ضمن جهود الشرع لضم هذه الجماعات تحت قيادة مركزية واحدة ومنع الأنشطة المستقلة التي قد تعرقل تطلعه إلى إقامة حكومة موحدة.لكن وفقاً لتقارير ميدانية، يبدو أن بعض هذه الجماعات لا تزال تعمل بشكل مستقل ولم توافق بعد على نزع سلاحها أو الامتثال لتوجيهات الحكومة المركزية.ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذه الجماعات مسؤولة عن مقتل نحو 150 علوياً، معظمهم في حمص وحماة، منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر.(ترجمات)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد