"حماس لن تحكم غزة أبدًا.. هذا غير مقبول تمامًا"، موقف عبّر عنه مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، بعد ساعات من بدء سريان الهدنة بين "حماس" وإسرائيل في قطاع غزة."حماس" لن تحكم غزة
وأضاف مايك والتز أنه إذا تراجعت حركة "حماس" عن اتفاق الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة فإن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل "في عمل ما يتعين عليها القيام به".بعد التصريح بساعات قليلة، وفي مشهد استعراضي، ظهر مقاتلو حركة "حماس" شاهرين أسلحتهم في قلب مدينة غزة خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات الـ3 للجنة الصليب الأحمر في غزة، الأمر الذي يفتح الباب أمام الكثير من التساؤلات حول مستقبل الحركة في القطاع.تصريحات الحكومة الإسرائيلية أيضًا تُشير إلى الأمر نفسه، حيث هدّد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، باستئناف إسرائيل الحرب في غزة، إذا استمرت "حماس" في السيطرة على القطاع.
وفي حين لم تتضح بعد تفاصيل صفقة إنهاء الحرب في غزة خصوصًا فيما يتعلق باليوم التالي للحرب، يرى مراقبون أنه من الصعب أن تتخلى "حماس" عن سيطرتها على القطاع وترك سلاحها.
مستقبل الحكم في غزةفي التفاصيل، قال الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، أحمد سلطان، إن "حماس" غير راغبة فعليًا في التخلي عن إدارة القطاع في المستقبل خصوصا وأن لديها تشككا في نوايا السلطة الفلسطينية تتعلق بالتنسيق الأمني بينها وبين إسرائيل كما يجري في الضفة الغربية.
وأوضح في حديث لـ"المشهد" أن مسألة اليوم التالي للحرب هي مسألة معقدة جدا وهناك نقاش كبير حولها، مُستبعدا تخلي "حماس" عن سلاحها "هو أمر غير مطروح".
وأضاف "جزء من إدراك (حماس) لكينونتها وشرعيتها هو حمل السلاح... بالتالي هذا الأمر غير مطروح وكل ما يقال عكس ذلك تماما"، لافتا إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يستطع أن يفكك كامل قدرات "حماس" العسكرية بعد 15 شهرًا من القتال.
ورأى سلطان أن السلطة الفلسطينية هي جزء من المشكلة وهي بحاجة إلى إعادة تأهيل حقيقية فهي ليس لديها أي تصور لحكم القطاع، وقال "حالة الفصائلية لا تزال تحكم المشهد في فلسطين".ويُهدد هذا السيناريو هدنة غزة، ففي أيّ وقت من الممكن أن تعود تل أبيب للقتال في القطاع تحت ذريعة استمرار مقاتلي "حماس" هناك، خصوصًا أن وقف الحرب لا يزال أمامه طريق طويل من المفاوضات الشاقة بين الجانبين في المرحلتين الأخريين من وقف الحرب.وينص اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على هدنة إنسانية تستمر لمدة 42 يومًا على أن يتم استئناف المفاوضات في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى للهدنة.وأمام هذا الوضع تطرح السلطة الفلسطينية نفسها كبديل مناسب وشرعي لتولي زمام الأمور في القطاع الذي دمرته الحرب، في حين يرى محللون في حديث لـ"المشهد" أن "حماس" لديها الكثير من المخاوف حول تنفيذ هذا السيناريو وتحتاج إلى ضمانات من السلطة الفلسطينية وهو ما يتطلب جلسات طويلة من المفاوضات الجادة الراغبة في تحقيق توافق فلسطيني حول مستقبل القضية.وقال سلطان إنه من الممكن في أيّ لحظة أن ينهار وقف إطلاق النار، خصوصا أن هناك أصواتا يمينية في تل أبيب تدفع باتجاه استئناف القتال، موضحا أن الحكومة الإسرائيلية تعوّل على الدعم الأميركي، خصوصا أن الهدنة جاءت بضغط من ترامب نفسه لإتمام الصفقة وما زال هناك طريق طويل فيما يتعلق بمسار مفاوضات إنهاء الحرب.وأشار إلى أنه على الرغم من الجهود المصرية والعربية لإتمام المصالحة الفلسطينية إلا أن هذه القضية أمامها الكثير من العوائق والتي يأتي على رأسها الرغبة الحقيقية من هذه الفصائل في إتمام المصالحة."حماس" هي غزة
مسألة القضاء تمامًا على "حماس" أمر غير وارد هذا الرأي يراه مراقبون للمشهد الفلسطيني وكذلك بعض المحللين في تل أبيب، حيث أشار المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى أنه يجب الاعتراف بأن "حماس" ليست حركة دينية متطرفة وخارجية قامت بفرض نفسها على أهالي غزة.
وقال "(حماس) تعبير تنظيمي أصيل في الثقافة والطموح وعن مظالم الأغلبية التي يزيد عدد سكانها عن مليوني شخص في القطاع". وأضاف أن مصطلحات مثل "إسقاط حماس" و"النصر الكامل" تعبيرات تستخدم من مجال الأدب والشعر وليست مطالب تفرضها حكومة مسؤولة على "عدو أيديولوجي قاسٍ" كـ"حماس".
واعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي أن غزة هي "حماس"، و"حماس" هي غزة، على حد تعبيره.من جانبه، استبعد الخبير العسكري الأردني، العقيد إسماعيل أيوب، أن تتخلى "حماس" عن سلاحها في الوقت الحالي حتى وإن عادت إسرائيل إلى القتال في القطاع، خصوصًا في ظل عدم وجود أي حقوق للشعب الفلسطيني وغياب الرؤية حول حل الدولتين.
وقال في حديث لـ"المشهد" إن مستقبل إدارة القطاع سيكون في الغالب في يد الوزارات والكوادر ذات الخبرة في القطاع وهي في الأساس من "حماس" والجهاد الإسلامي، لافتا إلى أن هناك الكثير من الملفات في غزة تحتاج إلى جهود كبيرة منها إعادة إعمار القطاع واستعادة الخدمات الأساسية.
وأشار أيوب إلى أن "حماس" لديها حاضنة شعبية في غزة وليس من السهل أن تترك سلاحها، لافتا إلى أن تصريحات مستشار ترامب في النهاية هي تصريحات من دولة أجنبية ولا تملك أي شيء للشعب الفلسطيني.
وتوّقع الخبير العسكري الأردني أن تسقط الحكومة الإسرائيلية خلال الفترة المُقبلة، قائلا "تصريحات الجانب الإسرائيلي حقيقية ولكن بعضها دعائي يهدف إلى الإبقاء على الائتلاف الحكومي".
وأوضح أن اليمين المتطرف في إسرائيل فقط مخزونه في الداخل والخارج أيضًا، مشيرا إلى أن "حماس" ستتابع باقي مراحل المفاوضات ولكن من غير المرجح أن تتخلى عن سلاحها في غزة.(المشهد)۔
هذا المحتوى مقدم من قناة المشهد