قال مسؤولون روس وأوروبيون إن الولايات المتحدة تبحث عن سبل للتعاون مع عملاق الطاقة الروسي "غازبروم" في مشاريع عالمية، في خطوة قد تمهد لتعزيز العلاقات مع الكرملين في وقت تحاول فيه واشنطن التوسط للتوصل إلى اتفاق سلام بشأن أوكرانيا.
ووفقاً لتقييمات أوروبية، كانت هناك اتصالات أولية بين ممثلين أميركيين وروس حول هذا الموضوع، لكن لم يتضح بعد من يقود هذه المحادثات، أو ما إذا كانت إدارة ترمب تشارك بشكل مباشر، بحسب مصادر مطلعة على الأمر. ورفض البيت الأبيض التعليق على هذه التقارير.
محادثات في مراحلها الأولية
تؤكد المصادر أن المناقشات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن التعاون المحتمل مع "غازبروم" لا تزال في مرحلة مبكرة، حيث طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية الموضوع.
وفي سياق متصل، أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إلى إمكانية التعاون بين واشنطن وموسكو في مجال الطاقة، معتبراً أن ذلك قد يمهد الطريق لاستئناف إمدادات الغاز إلى أوروبا.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي في موسكو: "إذا توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى اتفاق بشأن التعاون في قطاع الطاقة، فمن الممكن ضمان إنشاء خط أنابيب للغاز إلى أوروبا".
وأضاف: "سيكون ذلك مفيداً لأوروبا، حيث ستتمكن من الحصول على الغاز الروسي الرخيص.
تأثير فوري على الأسواق
عقب تصريحات بوتين، تراجعت العقود الآجلة للغاز الأوروبي بنسبة وصلت إلى 4.5%، في إشارة إلى استجابة الأسواق لأي تحركات قد تعيد الغاز الروسي إلى القارة العجوز.
ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى أن واشنطن مهتمة بالتعاون مع روسيا في قطاع الطاقة، رغم العقوبات القاسية التي فرضتها الولايات المتحدة وأوروبا على هذا القطاع منذ سنوات، والتي تم تشديدها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا قبل ثلاث سنوات.
بعد لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي، قال ترمب على منصة "تروث سوشال" إن المحادثات بينهما تناولت ملفات الطاقة وأوكرانيا والشرق الأوسط والذكاء الاصطناعي. كما أشار إلى أن الموارد الطبيعية جزء من المفاوضات مع كييف، حيث تربط واشنطن أي وقف محتمل لإطلاق النار مع روسيا باتفاق المعادن مع الولايات المتحدة.
انعطاف كبير في نهج ترمب تجاه روسيا
أي اتفاق أميركي مع "غازبروم" سيمثل تحولاً جذرياً في نهج ترمب، الذي انتقد اعتماد أوروبا على الغاز الروسي خلال ولايته الأولى، كما قاد حملة واسعة لتوسيع صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركي إلى القارة الأوروبية.
لكن في الوقت نفسه، هدد ترمب بفرض مزيد من العقوبات على موسكو إذا لم تنخرط في مفاوضات جادة مع كييف، حيث كتب في منشور على "تروث سوشال" الأسبوع الماضي:
"أدرس بجدية فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق، إضافة إلى عقوبات ورسوم جمركية على روسيا، حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق سلام نهائي".
في تطور لافت، تمكنت واشنطن هذا الأسبوع من تأمين موافقة أوكرانيا على هدنة لمدة 30 يوماً. أما بوتين، فلم يرفض الفكرة بشكل قاطع، لكنه أكد في تصريحاته يوم الخميس أن أي هدنة يجب أن تؤدي إلى سلام دائم.
تسعى الولايات المتحدة لتعزيز تعاونها مع "غازبروم" في مشاريع تمتد عبر أوروبا وآسيا، ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى إضعاف العلاقات الروسية مع الصين وإيران، وفقاً لمصادر مطلعة. كما يتماشى ذلك مع رغبة الرئيس دونالد ترمب في تقديم فرص اقتصادية مشجعة قد تنجم عن اتفاق سلام ينهي الحرب في أوكرانيا، وهو ما وصفه بأنه أولوية قصوى.
ترمب يختبر تحالف موسكو وبكين
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الشهر الماضي إن واشنطن تريد تقليل نفوذ الصين على روسيا دون إثارة الانقسامات. وأضاف أن تعزيز العلاقات بين القوتين النوويتين قد يشكل تحدياً للولايات المتحدة، محذراً من أن تحول موسكو إلى "شريك صغير دائم" لبكين سيكون تطوراً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اقتصاد الشرق مع Bloomberg