أكد المستثمرون في قطاع التقاط الكربون وتخزينه، توافق توجهاتهم مع أهداف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مجال الطاقة، سعياً منهم لحماية السياسات الأميركية الداعمة لهم، التي أقرت بشق الأنفس خلال السنوات الماضية.
في مؤتمر الطاقة «أسبوع سيرا» الذي انعقد الأسبوع الماضي، وصف مؤيدو صناعة التقاط الكربون وتخزينه قطاعهم بأنه «مهيأ لنمو كبير».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وتفضّل شركات النفط التقاط الكربون وتخزينه على البدائل الأخرى لمواجهة تغيّر المناخ.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); }); لكن هذا التفضيل يعتمد على بقاء دعم ضريبي رئيسي لنشاط التقاط الكربون وتخزينه، تم إقراره ضمن قانون خفض التضخم في عهد جو بايدن، الذي كثيراً ما سخر منه ترامب.
قالت جيسي ستولارك، المديرة التنفيذية لتحالف التقاط الكربون، إن استراتيجية الدعاية الحالية تتمثل في تصوير التقاط الكربون وتخزينه على أنه «قضية تتعلق بالتنافسية الاقتصادية وقيادة أميركا للعالم».
قال فرانك وولاك، رئيس رابطة خلايا الوقود والطاقة الهيدروجينية، إن هذا التحول في الرسائل الصادرة من القطاع غرضه جعل أحكام قانون خفض التضخم المتعلقة بالهيدروجين أكثر «قبولاً» نظراً لازدراء ترامب لمبادرة الطاقة المتجددة والانبعاثات الصفرية الصافية المعروفة باسم «الصفقة الخضراء الجديدة».
وأضاف وولاك أن الوقود الأحفوري «لم يكن محل اهتمام في الصفقة الخضراء الجديدة»، ولكنه الآن محل اهتمام الشركات المستفيدة من الصفقة.
ويرى مؤيدو التقاط الكربون وتخزينه أن الحافز الفيدرالي، المسمى بالإعفاء الضريبي الأميركي 45Q، ضروري للوضع الاقتصادي الحالي في الولايات المتحدة، الذي يفتقر إلى هيكل لتسعير الكربون.
وأشار تحالف التقاط الكربون، المكون من شركات نفط ونشطاء بيئيين ونقابات عمالية وجهات معنية أخرى، إلى أن هناك أكثر من 275 مشروعاً لالتقاط الكربون وتخزينه أُعلن إطلاقها في الولايات المتحدة.
وقالت ستولارك «بدون الإعفاء الضريبي، ستختفي هذه المشاريع كلّها تقريباً».
تتطلب تقنية احتجاز الكربون وتخزينه استثمارات رأسمالية ضخمة لفصل ثاني أكسيد الكربون في أثناء العمليات الصناعية وتخزين الغازات في أعماق الأرض، وهو مسعى يتطلب أيضاً التواصل مع المجتمعات المحلية، إذ عارضت الجماعات البيئية أحياناً هذه المشاريع خوفاً من أن تؤدي التسريبات إلى تلويث مياه الشرب.
طُرح موضوع احتجاز الكربون وتخزينه كاستراتيجية للتخفيف من آثار تغير المناخ لأكثر من عقدين، لكن التقدم كان بطيئاً في ما يتعلق بمرافق التخزين الصناعية التي وصفها المؤيدون بأنها حل جيد لمواجهة تغير المناخ.
صرّح إيمانويل كاكاراس، نائب الرئيس التنفيذي لشركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة، الذي أشار أيضاً إلى اختلاف أساليب تسعير الكربون في مختلف الأسواق كنقطة ضعف «لقد استغرق تطوير السياسات لتسهيل تخزين الكربون وقتاً أطول من المتوقع».
لكن كاكاراس، الذي عمل على تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لما يقرب من 30 عاماً، قال إن التزامات إزالة الكربون الأوروبية في الصناعات الثقيلة واستعداد بعض المستهلكين لدفع أكثر لشراء الفولاذ والخرسانة «الخضراء»، تمثّل فرصاً جيدة لنمو القطاع.
وقال «يصعب الحد من الانبعاثات الكربونية في بعض القطاعات، ولهذا يتزايد الطلب على التقاط الكربون وتخزينه».
يجادل المؤيدون بأن احتجاز الكربون وتخزينه قد يتطور ليصبح تجارة ضخمة في أميركا نظراً للمساحة الجغرافية المتاحة للتخزين المحتمل وتوفر خطوط الأنابيب الحالية المستخدمة بالفعل لنقل ثاني أكسيد الكربون، والذي لطالما لعب دوراً في تعزيز استخراج النفط.
يُعدُّ الارتباط بين احتجاز الكربون وتخزينه وإنتاج النفط أحد الأسباب التي تجعل الجماعات البيئية الوطنية التي تقبله كأحد جوانب التخفيف من آثار تغّير المناخ لا تدعمه عادةً بالحماسة نفسها التي تدعم بها الطاقة المتجددة وغيرها من الحلول الأقل ارتباطاً بإنتاج النفط.
ولكن ارتباطه بالنفط يوفّر فرصة للحصول على دعم ترامب.
في أسبوع سيرا، وصفت فيكي هولوب، الرئيسة التنفيذية لشركة أوكسيدنتال بتروليوم، غاز ثاني أكسيد الكربون بأنه أداة حيوية لزيادة إنتاج مكامن النفط، وقالت إنه يساعد على استخراج النفط بشكلٍ أفضل بكثير من استخدام الماء.
وقد سمح هذا الاستخدام لثاني أكسيد الكربون لشركة أوكسيدنتال باستعادة 75 في المئة من النفط في الآبار التقليدية، مقارنة بنحو 50 في المئة سابقاً.
وتحث هولوب صانعي السياسات ليس فقط على الحفاظ على الدعم الضريبي 45Q، بل أيضاً على زيادة الدعم لثاني أكسيد الكربون المستخدم في تعزيز استخراج النفط، «عدد أكبر من المشرعين يؤيّدون هذا التوجه لأنهم يدركون أننا نحتاج حقاً إلى ثاني أكسيد الكربون لإنتاج كميات إضافية من النفط للولايات المتحدة».
هذا المحتوى مقدم من منصة CNN الاقتصادية