«رمضان شهر النصر».. 15 معركة فاصلة صنعت تاريخ الإسلام ومجد الأمة

لا شك أن شهر رمضان المبارك مصدر الطاقة الإيمانية والروحانية التي تدفع المسلمين إلي العمل الدءوب بعزم قوي؛ ولذلك كان شهر رمضان وما زال شهر الطاعة وموسم من مواسم النضالية في علاقة الأمة بربها فوقعت أعظم الفتوحات الإسلامية والمعارك الفاصلة في تاريخ الأمة في شهر رمضان.

في هذا الشهر الكريم اكتملت مكونات الشخصية الإسلامية المتزنة عبر هذا الشهر الكريم، وتأثر المسلمون تأثراً كاملاً بالقرآن الكريم الذي يحث المسلمين في هذا الشهر العظيم على مكارم الأخلاق في أخطر الميادين وهو ميدان الحرب والجهاد، فحمل المسلمون على عاتقهم رسالة إلى كل الأجيال البشرية من المحبة والتسامح وعقلاً مفكراً وقلباً يدرك واقع هذه الأمة .

ومن أشهر المعارك الإسلامية التي كتب الله فيها النصر للمسلمين في هذا الشهر الفضيل..

موقعة بدر الكبرى (17 رمضان 2هـ) من المعروف أن المسلمين قد هاجروا من مكة إلى المدينة وتركوا خلفهم أموالهم وديارهم وممتلكاتهم، واستولى عليها كفار قريش، وقد حاول المسلمون في المدينة تعويض جزء من خسارتهم بمهاجمة قافلة تجارية لأهل قريش متجهة من الشام إلى مكة، ولكن أبو سفيان بن حرب قائد القافلة قام بتغيير الطريق واستطاع الهروب من المسلمين، ولما بلغ الخبر أهل قريش جهزوا جيشهم وخرجوا سعياً لمعاقبة المسلمين، وفي الوقت نفسه جهز الرسول جيشاً من المسلمين وخرج لملاقاة جيش قريش، والتقى الجيشان يوم 17رمضان 2هـ بالقرب من بئر بدر.

وكان الجيش الإسلامي بقيادة الرسول يتكون من 317 مقاتل (على أقصى تقدير) وكان معهم من الخيل 2 ومن الإبل 70، بينما كان جيش كفار قريش بقيادة عمرو بن هشام (أبو جهل) يتفوق في العدد والعتاد فقد كان قوامه 1000 مقاتل معهم من الخيل 200 ومن الإبل أعداداً كبيرة، ومع ذلك انتصر المسلمون انتصاراً ساحقاً وخسرت قريش 70 قتيلاً منهم عدد كبير من كبرائها وزعمائها، وأسر المسلمون 70 آخرون، ومن نتائج غزوة بدر أن صار للمسلمين هيبة كبيرة.

فتح مكة (20 رمضان 8هـ) قامت قريش بإعانة حليفتهم قبيلة بني بكر في الاعتداء على قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين، وبذلك تكون قد نقضت الهدنة التي كانت بينها وبين المسلمين والتي عقدت في صلح الحديبية، فجهز الرسول جيشاً مكوناً من 10000 رجل وسار به إلى مكة، وقد دخلها يوم 20 رمضان 8هـ بدون قتال فقد كانت أوامره واضحة (لا اعتداء ولا قتال إلا دفاعاً عن النفس)، واستلم الحجر الأسود وطاف بالبيت بعد أن أزال الأصنام من حوله وأزال الصور والتماثيل الصغيرة التي كانت بداخله وطهره من كل أثار الوثنية، ثم اجتمع أهل قريش ليعرفوا مصيرهم، فقال لهم الرسول الكريم : (اذهبوا فأنتم الطلقاء) ماعدا 10 سماهم الرسول بالاسم، ثم عفا عن بعضهم فيما بعد.

وكان من نتائج فتح مكة أن مكن للإسلام في مكة حيث البيت الحرام ومكان نزول الوحي، كما كان من نتائجه أيضاً دخول الكثير من أهل مكة في الإسلام منهم أبو قحافة والد أبو بكر الصديق وأبو سفيان ابن حرب وعكرمة ابن أبي جهل وغيرهم رضي الله عن الجميع.

معركة البويب (رمضان 13هـ) بعد أن انتصر الفرس على المسلمين في معركة الجسر التي دارت في شعبان 13هـ، ظنوا أن المسلمين قد سقطوا ولا قيام لهم، فأرادوا استثمار هذا النصر والقضاء على المسلمين تماماً، فحشدوا جيشاً قوامه ما بين 60000 إلى 70000 مقاتل بقيادة (مهران بن باذان) واصطحبوا معهم مجموعة من الأفيال وتوجهوا من المدائن إلى الحيرة لقتال المسلمين، وكان الجيش الإسلامي بقيادة المثنى بن حارثة الشيباني يتكون من 8000 مقاتل، والتقى الجيشان في العشر الأواخر من شهر رمضان 13هـ عند منطقة تسمى البويب.

دار قتال رهيب ثبت خلاله المسلمون بفضل الله وقاتلوا بشجاعة وقوة كبيرة واستطاعوا هزيمة جيش الفرس وقتلوا معظم جنوده ومنهم القائد مهران، بينما فر الباقون من ميدان المعركة بعد الهزيمة، وكان من نتائج هذه المعركة ارتفاع الروح المعنوية للمسلمين بهذا النصر الذي أذهب انكسار هزيمة معركة الجسر، واسترداد الأراضي التي أخذها الفرس بين دجلة والفرات، وبدء إسقاط الإمبراطورية الفارسية وفتح تلك البلاد بالإسلام

فتح جزيرة رودس (رمضان 53هـ) كان معاوية بن أبي سفيان يطمح في إسقاط العاصمة البيزنطية القسطنطينية، وقد أعد أسطولاً بحرياً كبيراً لهذا الهدف، وحرص على أن يسيطر على جزر البحر المتوسط لتأمين أسطوله الزاحف للقسطنطينية، ولم يكن المسلمون يسيطرون في ذلك الوقت على أي جزيرة غير جزيرة قبرص التي فتحوها عام 28هـ، فاتجه معاوية لضم جزر أخرى حتى يضمن الأمان لأسطوله.

وتكون هذه الجزر محطات تموين للأسطول، وأهم تلك الجزر هي جزيرة رودس التي تقع في البحر المتوسط (ما بين تركيا واليونان حالياً)، فقد كان الروم يتخذونها قاعدة يغيرون منها على مراكب المسلمين ومدنهم الساحلية، وفي رمضان 53هـ استطاع المسلمون دخول رودس بعد أن هزموا الحامية النصرانية هناك وتم ضم تلك الجزيرة إلى دولة الإسلام.

ومن نتائج فتح رودس أن صارت قاعدة إسلامية بحرية قوية ومركز ذعر للروم الذين كانوا فيما مضى يعتبرون البحر المتوسط بحيرة بيزنطية خالصة، وانطلق منها المسلمون لفتح عدة جزر أخرى، وأقيم فيها حصن واستقرت بها حامية إسلامية لحماية الشام.

موقعة وادي برباط وفتح الأندلس (28 من رمضان عام 92هـ) جهز المسلمون جيشاً يُقدر بـ 12000 جندي بقيادة طارق ابن زياد، وعبروا المياه (البحر المتوسط) ووصلوا إلى الأندلس ودخلوها في شعبان 92هـ، وفي رمضان من نفس العام اشتبك الجيش الإسلامي بقيادة ابن زياد مع حامية نصرانية بجنوب الأندلس يقودها شخص اسمه تدمير فهزمها المسلمون بسهولة.

وطارت الأخبار إلى لذريق في العاصمة طليطلة فجهز جيشاً من 100000 جندي وذهب لملاقاة المسلمين والغريب أنه خرج في كامل زينته جالساً على سرير من ذهب، واصطحب معه دواب كثيرة لا تحمل إلا الحبال ظناً منه أنه سيهزم المسلمين بسهولة وسيأخذ منهم أسرى كثر فأتى بالحبال ليربطهم بها.

وتلاقى الجيشان في موقعة وادي برباط في 28 من رمضان 92هـ واستمرت المعركة 8 أيام تخللها عيد الفطر وانتهت بنصر ساحق للمسلمين على النصارى، وقُتِل لذريق غرقاً في النهر، واستشهد من المسلمين 3000 جندي، ومن نتائج هذه المعركة بداية فتح الأندلس على يد القائدين طارق بن زياد وموسى بن نصير.

فتح بلاد الهند والسند (رمضان 94هـ) فُتحت بلاد الهند والسند في عهد الدولة الأموية وتحديداً في ظل حكم الوليد بن عبد الملك، حيث دخلها المسلمون بقيادة محمد بن القاسم بدون قتال، وذلك في شهر رمضان 94هـ ونشروا فيها الإسلام، ومن نتائج هذا الفتح انضمام مساحة كبيرة جداً إلى دولة الإسلام مما أدى إلى اتساعها بشكل كبير، كما دخل الناس في دين الإسلام بأعداد كبيرة

فتح عمورية (17 رمضان 223هـ) قام تيوفيل ملك الروم بتجهيز جيشاً كبيراً بلغ أكثر من 100000 مقاتل وهاجم به بلاد الإسلام، فاجتاح المدن والقرى وقتل المسلمين ومثل بهم وأسر أعداداً كثيرة من النساء (منهم المرأة صاحبة القصة الشهيرة والتي استغاثت وا معتصماه) ووصلت الأخبار للمعتصم ففزع لما حدث وأصر على تأديب الروم، فجهز جيشاً كبيراً وتولى قيادته بنفسه وخرج في جمادى الأولى 223هـ قاصداً بلدة عمورية حيث أنها كانت أهم وأمنع مدن الروم.

ووصل المعتصم بجيشه إلى عمورية في 6 رمضان 223هـ فضرب حولها حصاراً شديداً، وفي تلك الأثناء بعث تيوفيل برسول إلى المعتصم يطلب الصلح ويعتذر عما حدث ويتعهد بإعادة بناء المدن التي خربها والإفراج عن أسرى المسلمين ودفع مبالغ كبيرة، فرفض المعتصم وقبض على رسول تيوفيل وحبسه، واستمر الحصار وكانت تحدث بعض المناوشات وتبادل رمي السهام ما بين المسلمين وجنود الروم المتحصنين بعمورية، إلى أن استطاع المسلمون اختراق السور الحصين في 17 رمضان 223هـ بعد أن فتحوا ثغرة فيه ودخلوا عمورية، وأجهزوا على قوات الروم داخلها فقتلوا منهم الكثير وأخذوا أعداداً كبيرة من الأسرى، ومن نتائج هذا الفتح ضم عمورية الحصينة وما حولها إلى بلاد الإسلام، وردع الروم وتأديب تيوفيل وقواته

فتح سرقوسة (رمضان 264هـ) مدينة سرقوسة هي أعظم وأمنع مدن جزيرة صقلية، وكانت تعتبر حصناً منيعاً يلجأ إليه البيزنطيون كلما حاصرهم المسلمون في هذه المنطقة، وقد حاول المسلمون عدة مرات من قبل أن يفتحوها ولكن بلا جدوى، إلى أن قرر جعفر بن محمد التميمي والي صقلية أن يفتح تلك المدينة مهما كلف الأمر، وخرج المسلمون بحملة عسكرية ناجحة واستطاعوا السيطرة على عدة مدن ولكن لم ينجحوا في دخول سرقوسة، فقاموا بمحاصرتها براً وبحراً لمدة 9 أشهر، ونظراً لأهمية تلك المدينة فقد حاول الروم الحيلولة دون سقوطها، فقاموا بإرسال أسطولًا بحرياً من القسطنطينية لمحاولة فك حصار المسلمين، ولكن المسلمون بقيادة جعفر بن محمد استطاعوا هزيمة الأسطول البحري الروماني وأغرقوا منه عدد من السفن كما غنموا 4 سفن أخرى، بينما فرت باقي سفن الأسطول الروماني بعد الهزيمة، وفي النهاية استطاع المسلمون فتح سرقوسة في 14 رمضان 264هـ، ومن نتائج هذا الفتح سيطرة المسلمون على معظم جزيرة صقلية، وانسحاب القوات البيزنطية منها وتقلص دورهم في السيطرة على البحر المتوسط.

معركة ملاذ كرد (رمضان 463هـ) ظن القائد النصراني أرمانوس أنه قادر على مهاجمة الدولة السلجوقية المسلمة والاستيلاء على بعض المدن والأراضي منها، فحشد جيشاً كبيراً بلغ ما بين 150000 إلى 200000 وسار في طريقه لمهاجمة المسلمين، ولكن الأخبار وصلت للمسلمين فقام القائد المسلم ألب أرسلان بحشد جيشاً من 20000 مقاتل وسارع بالخروج والتصدي لجيش النصارى، والتقى الجيشان في شهر رمضان 463هـ عند بلدة ملاذ كرد التي تقع على نهر مرادس، واستطاع المسلمون تحقيق نصراً جيداً في بداية المعركة ثم أرسل ألب أرسلان إلى أرمانوس يطلب الهدنة بغرض إعادة تنظيم الصفوف، فاغتر أرمانوس وظن أن المسلمين يخافونه فرفض طلب الهدنة واستمر في القتال، فاستعان ألب أرسلان بالله وألهب حماس جنوده وأكملوا القتال، وأبلى المسلمون بلاءً حسناً وهزموا جيش النصارى وأسروا قائدهم أرمانوس، ثم عفا عنه أرسلان فيما بعد، ومن نتائج هذه المعركة أن تم تدعيم حدود الدولة الإسلامية وتقليص نفوذ الدولة البيزنطية في مناطق أسيا الصغرى.

معركة حارم (25 رمضان 559هـ) خرجت جيوش النصارى بقيادة عموري الأول ملك بيت المقدس لقتال القائد أسد الدين شيركوه بمصر وحاصروه في مدينة بلبيس (في محافظة الشرقية حالياً)، فقرر الملك نور الدين محمود زنكي.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من بوابة الأهرام

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من بوابة الأهرام

استشهاد شاب فلسطيني في قصف للاحتلال الإسرائيلي جنوب مدينة غزة
منذ 9 ساعات
ضمن المبادرة الرئاسية.. زراعة 60 شجرة مثمرة فى " قطور" بالغربية
منذ 6 دقائق
محمد رجب: "أحمد عز صاحب صحبه ومركز في شغله.. ومش بيحب يجيب سيرة حد"
منذ 10 ساعات
عاجل: انخفاض أسعار «السيارات المستعملة».. تاجر يكشف وضع السوق مع قرب العيد ويفجر «مفاجأة مدوية»
منذ 10 ساعات
مستشار النمسا يعلن عن خطة للتقشف تطبق أول أبريل المقبل ب 1.1 مليار يورو
منذ 9 ساعات
انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في التجمع
منذ 10 ساعات
مسيرات إسرائيلية تطلق الن ار على مسجد في رفح
صحيفة المصري اليوم منذ 18 ساعة
زكاة الفطر 2025 في مصر.. قيمتها وآخر موعد لإخراجها (تفاصيل)
صحيفة المصري اليوم منذ 12 ساعة
«ما تاكلهاش لو ببلاش».. استشاري تغذية يحذر من الجبنة المثلثات
صحيفة المصري اليوم منذ 4 ساعات
أحلى من المطاعم .. طريقة عمل فخارة دبابيس دجاج بالعجين
موقع صدى البلد منذ ساعتين
دقايق عبقرية من فطار المطرية.. يوم خيالي على أكبر مائدة رمضانية في " ڤلوج 360 " مع محمد شيتوس #شهر_الفرحة
صحيفة اليوم السابع منذ 7 ساعات
استروا عيوبي بعد وفاتي.. وصية طبيبة الدقهلية المتوفاة رفقة خطيبها في انقلاب سيارتهما
صحيفة المصري اليوم منذ 9 ساعات
قبل العيد.. طريقة عمل «السابليه» خطوة بخطوة (4 نصائح لضمان نجاحه)
صحيفة المصري اليوم منذ 3 ساعات
في وقت قليل .. 5 وصفات طبيعية للتخلص من الهالات السوداء
موقع صدى البلد منذ 3 ساعات