يدرك الأوروبيون الآن أكثر فأكثر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ماضٍ في نهجه لفصم عرى العلاقة المميزة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة ودول أوروبا وإذا كان الخلاف بشأن الحرب في أوكرانيا والموقف من روسيا هو الطاغي إعلامياً، إلا أن مستقبل العلاقات الأوروبية الأمريكية يواجه مشكلة أعمق من ذلك حتى الخلاف بشأن حلف شمال الأطلسي (الناتو) وحاجة أوروبا إلى المساهمة الأمريكية الأكبر في الحلف وضمان قوتها العسكرية حين الحاجة إليها، على أهمية ذلك، ليست مصدر القلق الوحيد للأوروبيين.
فالميثاق الأطلسي الذي وقعه رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشيرشل والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1941 لا يعني إدارة ترامب في شيء، بل على العكس، تريد تلك الإدارة من أوروبا «رد الجميل» الأمريكي الذي تمثل في مشروع مارشال لمساعدة الاقتصادات الأوروبية على التعافي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945. فبغض النظر عن فرض رسوم تعرفة جمركية على الصادرات الأوروبية إلى أمريكا، والتي قابلتها أوروبا بفرض رسوم عقابية على الواردات من أمريكا، تريد إدارة ترامب من الأوروبيين ضخ المزيد من الأموال في الاقتصاد الأمريكي، أما عن طريق شراء بضائع وسلع وخدمات أمريكية أكثر أو بالاستثمار الأجنبي المباشر.
صحيح أن الإدارة الحالية ليست متفردة في الضغط على الأوروبيين لفتح أسواقهم أمام الأمريكيين، لكنها حاسمة في هذا الأمر أكثر من سابقاتها، فلدى أوروبا حزم متعددة الطبقات من القواعد والمعايير تجعل نفاذ السلع والخدمات الأمريكية إلى أسواقها صعباً، حتى بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي (بريكست) وتحررها من كثير من القيود الأوروبية تظل غير قادرة على فتح أسواقها أمام منتجات أمريكية زراعية معدلة وراثياً أو حتى الدواجن الأمريكية المغسولة بالكلورين.
كل هذا ترك الأوروبيين في حيرة من أمرهم فعلاً، فهم لا يستطيعون الاستغناء عن العلاقة القوية مع أمريكا وفي الوقت نفسه يخشون على ما رسخوه من قواعد وقوانين ونظم، فضلاً عن أنهم لا يستطيعون الاستجابة لمطالب إدارة ترامب كاملة. صحيح أن واشنطن لم تطلب منهم بعد تعويضات عن مساعدتهم منتصف القرن الماضي، لكن هذا يمكن أن يحدث إذا بدأت سلسلة تنازلات لا تتوقف.
الأهم والأخطر والذي ربما لا يلقى اهتماماً إعلامياً كبيراً، هو ما يراه الأوروبيون من توجه أمريكي لهدم «المؤسسة» والنيل من النظام التقليدي للدولة تحت غطاء محاربة البيروقراطية وضبط الهدر الحكومي وزيادة فعالية أداء الإدارة، إذ يشعر الأوربيون بخطر صعود تيارات يمين متطرف في دولهم،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية