-كلما سألني أحدهم: «ماذا عن الذكاء الاصطناعي؟»، أرد بنبرة متحمسة: «مرحباً بكم في عقد التكنولوجيا المتوسطة!».
لست معاديةً للتكنولوجيا على الإطلاق. بل على العكس، أنا أستخدم التكنولوجيا الجديدة، ولذا أستطيع تمييز متى تكون «عادية» أو «متوسطة».
نادراً ما يكون الأكاديميون بديلاً جيداً للعمال العاديين. لكن ثورة التكنولوجيا المتوسطة تمثل استثناء. لقد بدأت معنا نحن الأكاديميين أولاً. بعض هذه الابتكارات نشأت من داخل الأوساط الأكاديمية، وهي أبحاث واختراعات علمية قد تسهم في تحسين المجتمع. لكن ما شهدناه حتى الآن في الأوساط الأكاديمية يوضح أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات العمل والحياة أصبحت سخيفة بسرعة. في معظم الأحيان، لا نستخدم الذكاء الاصطناعي لإنقاذ الأرواح بطرق أسرع وأفضل، بل نستخدمه لإجراء تحسينات متواضعة، مثل إرسال المزيد من رسائل البريد الإلكتروني. حتى أكثر الأوراق البحثية حماسة حول قدرة الذكاء الاصطناعي على تعزيز العمل الإداري بالكاد تستطيع تقديم شيء أكثر إبهاراً من: «المذكرة التي كانت تستغرق يومين لكتابتها، وستستغرق الآن ساعتين فقط!».
والواقع أن أفضل ابتكارات التكنولوجيا المتوسطة تشكل تهديداً؛ ذلك أن الذكاء الاصطناعي هو إحدى التقنيات العديدة التي تَعِد بالتحول من خلال التكرار. في الماضي، وعدت تقنيات الأتمتة الاستهلاكية بتوفير تجارب الدفع السلسة التي تمكن العملاء من تعبئة مشترياتهم بأنفسهم. لكن اتضح أن أتمتة الدفع ما تزال في مرحلة متوسطة، إذ لا يزال أمين الصندوق أكثر كفاءةً في إدارة عمليات الدفع. وبالمثل، وعد التعرف على الوجه، المستند إلى الذكاء الاصطناعي، بجعل التحقق من الهوية في المطارات أسرع وأكثر سلاسة. لكن اعتماد إدارة أمن النقل الأميركية لهذه التقنية (مع استمرار المخاوف بشأن الخصوصية) لم يُحدث ثورةً في تجربة السفر الجوي، ولم يُقلل من طوابير الفحص الأمني. وببساطة، يبدو كل هذا «عادياً» أو «متوسطاً» بالنسبة لي.
يطلق الاقتصاديان «دارون عاصم أوغلو» و«باسكوال ريستريبو» على هذه الأنواع من الابتكارات التكنولوجية «التقنيات العادية». إنها تغير بعض الوظائف، وتبدو مثيرةً للحظة، لكنها في النهاية تتحول إلى مجرد ضجيج في الخلفية أو تصبح مزعجة، كما يحدث عندما تضطر إلى تعبئة مشترياتك بنفسك لمدة أسبوعين.
يُفترض أن الذكاء الاصطناعي أكثر راديكالية من الأتمتة. يعدنا مليارديرات التكنولوجيا بأن العمال الذين لا يستطيعون أو لا يريدون استخدام الذكاء الاصطناعي سيتخلفون عن الركب. ويعد السياسيون بوضع سياسات تُطلق العنان لقوة الذكاء الاصطناعي للقيام بشيء ما، رغم أن العديد منهم ليس لديهم فكرة واضحة عما سيكون عليه هذا الشيء. أما المستهلكون الذين يعتبرون أنفسَهم من أوائل المتبنين لهذه التقنية، فهم يستفيدون من قدرة الذكاء الاصطناعي التنبؤية، لكنهم في المقابل يتقبلون العديد من الأعطال وضعف الأداء من أجل العيش في المستقبل قبل الآخرين.
أما البقية منا، فتستخدم هذه التكنولوجيا الذكية لأغراض أكثر التصاقاً بالحياة؛ فالذكاء الاصطناعي ينشئ خططَ وجبات تتناسب مع احتياجاتنا الغذائية، ويخبرنا متى تكون جداول أعمالنا مزدحمةً للغاية، ويساعدنا في كتابة رسائل بريد إلكتروني لا يريد أحد قراءتها. هذه ليست ثورة، بل مجرد مهام «عادية» أو.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية