أيدت المحكمة الدستورية في كوريا الجنوبية، عزل الرئيس يون سوك يول، من منصبه يوم الجمعة، على خلفية محاولة فرض الأحكام العرفية في البلاد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أقل من شهر على تصيت البرلمان على عزله.
ويجب الآن إجراء انتخابات لاختيار رئيس جديد للبلاد في غضون 60 يوماً.
وقُوبل الحكم بردود فعل متباينة - تعكس الانقسامات السياسية داخل البلاد - حيث سادت أجواء الفرح بين معارضيه، في حين استهجن مناصروه الحكم.
ويواجه يول أيضًا تهمة تمرد منفصلة، مما يجعله أول رئيس في السلطة يُتهم بارتكاب جريمة.
وفي كوريا الجنوبية، يُعاقب على التمرد بالسجن المؤبد أو الإعدام، ومع ذلك فإن هذا الحكم غير مرجح في حق يول، نظرًا لأن البلاد لم تُنفذ عمليات إعدام منذ عقود.
وأُلقي القبض على يون في يناير/كانون الثاني بعد مواجهة استمرت أسابيع بين محققي مكافحة الفساد وحرسه الشخصي، وأُطلق سراحه في مارس/آذار بعد إلغاء احتجازه لأسباب فنية.
وبرّر يون أمره العسكري الاستثنائي العام الماضي باتهام المعارضة بـ"محاولة الإطاحة بالديمقراطية الحرة"، ولكن سرعان ما اتضح أن دوافعه كانت مشاكل سياسية شخصية.
ومع فضائحه الشخصية وضغوط المعارضة المتزايدة، تراجعت شعبية يون منذ توليه منصبه عام 2022.
الصعود إلى السلطة كان يون حديث العهد نسبياً في الساحة السياسية عندما فاز بالرئاسة، وقد برز على الصعيد الوطني لمقاضاته الرئيسة السابقة بارك كون هيه بتهم الفساد في عام 2016.
في عام 2022، تغلب يول بفارق ضئيل على خصمه الليبرالي لي جاي ميونغ بأقل من 1 في المئة من الأصوات - وهي أكثر نتيجة متقاربة شهدتها البلاد منذ بدء إجراء الانتخابات المباشرة في عام 1987.
وفي وقت كان المجتمع الكوري الجنوبي يعاني فيه من انقسامات متزايدة حول قضايا النوع الاجتماعي، استقطب يون الناخبين الشباب من خلال ترشحه على منصة مناهضة للنسوية.
وقال دون إس لي، الأستاذ المشارك في الإدارة العامة بجامعة سونغ كيون كوان، إن الناس كانوا يعلقون "آمالًا كبيرة" على يون عندما انتُخب، ويضيف أن "أولئك الذين صوتوا ليون اعتقدوا أن الحكومة الجديدة بقيادته ستسعى إلى قيم مثل المبادئ والشفافية والكفاءة".
كما تبنى يون موقفاً متشدداً تجاه كوريا الشمالية، واستشهد بالدولة الشيوعية عندما حاول فرض الأحكام العرفية، وقال إنه بحاجة إلى الحماية من القوات الكورية الشمالية و"القضاء على العناصر المعادية للدولة"، على الرغم من أنه كان واضحاً منذ البداية أن إعلانه لم يكن يتعلق بالتهديد من الشمال بقدر ما كان يتعلق بمشاكله الداخلية.
ويُعرف يون بزلاته التي لم تُحسّن من شعبيته، وخلال حملته الانتخابية لعام 2022، اضطر إلى التراجع عن تعليقٍ قال فيه إن الرئيس الاستبدادي تشون دو هوان، الذي أعلن الأحكام العرفية وكان مسؤولاً عن مذبحة المتظاهرين عام 1980، كان "بارعاً في السياسة".
وفي وقت لاحق من ذلك العام، أُجبر على إنكار إهانته للكونغرس الأمريكي في تصريحات أدلى بها بعد لقائه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في نيويورك.
وتم رصده وهو يُطلق على المشرعين الأمريكيين كلمة كورية، ترجمتها "حمقى"، وانتشر المقطع بسرعة هائلة في كوريا الجنوبية.
ومع ذلك، حقق يون بعض النجاح في السياسة الخارجية، لا سيما في تحسين العلاقات بين بلاده واليابان، التي لطالما كانت متوترة.
"سوء تقدير سياسي" وتركزت معظم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من بي بي سي عربي