مع فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية عصر العولمة وبداية عودة عصر «صُنع في أميركا» أو هكذا يأمل، على الأقل، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».. التفاصيل في

مع فرض رسوم جمركية واسعة النطاق، يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نهاية عصر العولمة وبداية عودة عصر «صُنع في أميركا» أو هكذا يأمل، على الأقل، وفق صحيفة «وول ستريت جورنال».

وحذرت الصحيفة من أن إعادة إحياء الصناعة الأميركية ستكون عملية طويلة ومعقدة للغاية.

في الثاني من أبريل، في ما أُطلق عليه «يوم التحرير»، أعلن الرئيس الأميركي عن سياسة جمركية جديدة تطال واردات بمليارات الدولارات، في محاولة لإجبار الشركات على تصنيع المنتجات داخل الولايات المتحدة بدلاً من استيرادها.

وفي خطابه الذي ألقاه في حديقة الورود بالبيت الأبيض، قال: «الوظائف والمصانع ستعود إلينا بسرعة البرق، بل إنها بدأت بالعودة بالفعل»، مضيفاً: «إذا أردتم معدلات رسوم صفرية، فاصنعوا منتجاتكم هنا، في أميركا».

وتشمل الخطة فرض رسوم جمركية موحدة بنسبة 10% على جميع الواردات، إضافة إلى تعريفات «انتقامية» على الشركاء التجاريين الرئيسين: 54% على الصين، و46% على فيتنام، و20% على الاتحاد الأوروبي.

في المقابل، أُعفيت كل من كندا والمكسيك، الشريكين التجاريين الأبرز للولايات المتحدة، من هذه الحزمة الجديدة، باستثناء المنتجات غير المشمولة باتفاق التجارة الحرة بين الدول الثلاث (USMCA)، والتي ستظل خاضعة لرسوم بنسبة 25%.

لكن ترامب يستهدف بشكل خاص الصين، التي تعدّ المستفيد الأكبر من حركة التصنيع العالمي خلال العقود الماضية، حيث تحوّلت من مصنع للسلع الرخيصة إلى مركز عالمي لإنتاج السيارات والمعدات الصناعية والإلكترونيات المتقدمة، وتخضع المنتجات الصينية حالياً لرسوم تصل إلى 54%، وقد ترتفع إلى 79% إذا قرر ترامب فرض رسوم إضافية بنسبة 25% لمعاقبة بكين على وارداتها النفطية من فنزويلا.

وتسعى العديد من الشركات متعددة الجنسيات، مثل «أبل» و«هيونداي» و«جونسون آند جونسون»، إلى التوسّع في السوق الأميركية، استجابة للضغوط الجمركية الجديدة، لكن تفكيك سلاسل التوريد العالمية وإعادة توطين التصنيع داخل الولايات المتحدة يُعدّ تحدياً هائلاً من حيث الكلفة والتعقيد، ويحذر خبراء الاقتصاد من أن التردد في الاستثمار قد يؤدي إلى ركود عالمي إذا سادت حالة من الترقب بفعل «ضباب الحرب التجارية».

يقول ديريك كام، الاقتصادي في «مورغان ستانلي»، إن «نقل كل هذه العمليات سيكون أمراً صعباً جداً، وسيستغرق وقتاً طويلاً، وسيكون مكلفاً للغاية».

الوعد بعصر ذهبي صناعي

يأمل ترامب أن تؤدي الحواجز الجمركية إلى عصر ذهبي صناعي في الولايات المتحدة، مع تدفق الاستثمارات وعودة المصانع والوظائف، ويتهم الصين والاتحاد الأوروبي بسرقة الوظائف والمصانع من الأميركيين، متعهداً بإعادتها.

لكن رغم بعض المؤشرات الإيجابية مثل إعلان شركة «سيمنز» الألمانية عن استثمار قدره 10 مليارات دولار لإنشاء مصانع جديدة في تكساس وكاليفورنيا، وتوفير 900 وظيفة فإن الصورة العامة لا تزال ضبابية، كما أعلنت شركة «TSMC» التايوانية عزمها استثمار 100 مليار دولار في مصانع رقائق إلكترونية داخل الولايات المتحدة، مع إعفاء أشباه الموصلات التايوانية من الرسوم الأميركية الجديدة.

أما شركات «فوكسكون» و«كومبال» و«إنفنتك» التايوانية، فتبحث حالياً إنشاء مصانع خوادم مخصصة للذكاء الاصطناعي في تكساس، منافسة لمواقعها الحالية في المكسيك، التي تُعدّ مركزاً رئيساً لتجميع هذه الخوادم التي تعتمد عليها شركات التكنولوجيا الأميركية.

مكاسب للمكسيك وفيتنام وخسائر لأميركا؟

وفي حين انخفضت الواردات الأميركية من الصين، ارتفع العجز التجاري مع المكسيك وفيتنام ودول أخرى، وقد بلغ العجز في الحساب الجاري الأميركي أكثر من 1.1 تريليون دولار في 2024، ما دفع ترامب إلى الدعوة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي، لكنه لا يكتفي بمهاجمة الخصوم، بل يوجه سهامه إلى الحلفاء أيضاً، متهماً إياهم باستغلال النظام الذي أنشأته واشنطن بعد الحرب العالمية الثانية.

صحيح أن بعض المحللين يرون في السياسات التجارية عاملاً مساهماً في العجز التجاري الأميركي، لكن معظم الاقتصاديين يرجعون السبب إلى العجز المالي المزمن وانخفاض معدلات الادخار في الولايات المتحدة.

هل بدأت الاستثمارات فعلاً؟

بحسب دراسة نشرها اتحاد «VDMA» الألماني للهندسة الميكانيكية، فإن نحو نصف الشركات الألمانية في القطاع تخطط لتعزيز استثماراتها في الولايات المتحدة، مدفوعة بالسياسات الجمركية الجديدة وسوقها الكبير.

ويقول أندرو أدير، ممثل الاتحاد، إن «معظم الشركات ترى فرصاً للنمو في السوق الأميركية».

ومع كل هذه التصريحات والوعود، يبقى السؤال مطروحاً: هل تكفي الرسوم الجمركية وحدها لإعادة المصانع إلى أميركا؟ أم إن هذه السياسات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من التضخم والاضطراب في الاقتصاد العالمي؟


هذا المحتوى مقدم من إرم بزنس

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من إرم بزنس

بريطانيا: 26 مليار دولار لدعم الصادرات وسط اضطرابات الرسوم الجمركية
منذ ساعة
المجلس التصديري يكشف خطة زيادة صادرات الأغذية المصرية للولايات المتحدة
منذ ساعتين
أساتذة ب«هارفارد» يقاضون إدارة ترامب لمراجعة تمويل ب9 مليارات دولار
منذ 45 دقيقة
أكدت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني التصنيف السيادي لمصر طويل الأجل بالعملة الأجنبية عند «B» مع نظرة مستقبلية مستقرة، وفقاً لتقريرها الصادر حديثاً.. التفاصيل في
منذ ساعة
لزيادة مبيعات السيارات الكهربائية.. «فورد» توفر أجهزة شحن منزلية مجانا
منذ 26 دقيقة
الرئيس المصري يبدأ اليوم جولة خليجية تشمل دولتي قطر والكويت
قناة CNBC عربية منذ ساعة
4 طرق قد تساعدك على التخلص من التسويف والممطالة. التفاصيل في الفيديو
قناة CNBC عربية منذ 16 ساعة
صحيفة فاينانشال تايمز، ذكرت نقلًا عن مصادر مطلعة، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على صياغة أمر تنفيذي يسمح بتخزين المعادن الموجودة في قاع المحيط الهادئ، في إطار مساعٍ لمواجهة هيمنة الصين على المعادن المستخدمة في صناعة البطاريات وسلاسل توريد العناصر الأرضية النادرة.
قناة CNBC عربية منذ 19 ساعة
علي البريدي رئيس شركة الحلول الاستشارية ل بودكاست هللة: - دول الخليج متوازنة في عالم شديد التقلب والاقتصادات العالمية باتت متشابهة - العالم يبحث عن الاستقرار، لأن الأسس التي حكمت العالم طويلا أصبحت محل نظر - الصين لديها مرونة وسرعة في القرارات ولا تفرض اشتراطاتها على الشركاء التجاريين - فكرة الرسوم الجمركية تغفل عن حقيقة أن الاقتصاد الأمريكي قائم على الخدمات. alamri250 AliBuhazim
صحيفة الاقتصادية منذ 13 ساعة
«نافارو» قيصر السياسات التجارية والرجل الذي يهمس في أذن ترمب
صحيفة الاقتصادية منذ 18 ساعة
ليست العوائد من الرسوم هي الهدف الوحيد للرئيس الأميركي.. بل وضع اليد على أكبر قدر من الأصول حول العالم! التفاصيل في بودكاست الصدى من CNBC عربية مع نهى علي وضيفها، جلال بكار، خبير الاستثمار والاقتصاد الدولي. استمع إليه
قناة CNBC عربية منذ 20 ساعة
احتجاجاً على إغلاق "قسم الأعصاب".. متظاهرون في أوكرانيا يلقون بمدير مستشفى منطقة جيتومير، في حاوية القمامة، بعدما لم يوضح لهم سبب الإغلاق
قناة CNBC عربية منذ 8 ساعات
محكمة استئناف أميركية تقضي بأنه يمكن لإدارة الرئيس دونالد ترامب تسريح موظفي مكتب حماية المستهلك المالي الأميركي لكن دون إلغاء المكتب -
قناة CNBC عربية منذ 11 ساعة