كثيراً ما عرفت الولايات المتحدة بقدرتها الاستثنائية على استقطاب العقول حول العالم، فبيقت طوال الألفية الماضية القبلة المفضلة للباحثين والأكاديميين والعلماء والموهوبين في شتى مجالات المعرفة والفنون، وبفضلهم تفوقت على جميع الدول في الإنتاج الفكري الذي تعددت استخداماته وجعل من أميركا قطباً يقود العالم.
بلغة الأرقام، مُنحت جائزة نوبل لنحو 1000 فرد و30 منظمة منذ تأسيسها عام 1901 وحتى 2023، حصة الولايات المتحدة كانت هي الكبرى بنسبة 71 في المائة من الجوائز، واللافت أن 29 في المائة من أبطال نوبل الأميركيين هم مهاجرون من دول أخرى، وأكثر من نصف المخترعين والحائزين على نوبل عالمياً هاجروا إلى أميركا، وما يزيد على 40 في المئة من الأكاديميين أيضا اختاروها وطنا لهم.
بعد فوز دونالد ترمب بولاية رئاسية ثانية بدأت الحال تتبدل لأن العائد إلى البيت الأبيض في الـ20 من يناير (كانون الثاني) الماضي، يحرص على ترشيد الإنفاق حتى في البحوث والدراسات، ولا يهتم كثيراً بمجالات مثل البيئة والجنس والأوبئة وغيرها، فضاقت الدنيا على من امتهنوا العلم عملاً أو اتخذوا من الإبداع هدفاً لحياتهم.
من وجهة نظر ترمب ثمة فئات من الأبحاث لا ضرورة لها ولا تستحق الدعم والتشجيع، مما وضع أصحابها أمام الحاجة إلى قصد دولة أخرى حول العالم تجد في أعمالهم قيمة تضاف إلى سجل الإنجاز البشري في مجالات الحياة، فاستعدت جهات مختلفة على رأسها أوروبا لاستقطابهم وجذبهم ببرامج تمويل ومنح مختلفة.
أوقفت إدارة ترامب تمويل نحو 7400 باحث أجنبي يقيمون في أميركا فوجدوا أنفسهم في مأزق مالي، ووفقاً لصحيفة "الغارديان" يعمل هؤلاء الباحثون في مجالات مثل علوم الأرض والفضاء والتنبؤ بالطقس وأنظمة الإنذار المبكر والبحوث الطبية (بما فيها مرض السرطان)، وليس أمامهم إلا البحث عن العمل في أماكن أخرى.
اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
القبلة الأوروبية
المفوضة الأوروبية للشركات الناشئة والبحث والابتكار إيكاترينا زاهارييفا، توجهت لنواب البرلمان الأوروبي قبل أيام بالقول إن "التكتل أمام فرصة حقيقية كي يثبت أن أوروبا ستظل ملاذًا آمنًا للعلوم والباحثين"، وينبغي لدول القارة أن تكون أفضل مكان يجذب الأدمغة ويحافظ عليها ويشجعها على الاستقرار فيه، وفق تعبيرها.
ولفتت زاهارييفا إلى أن التخفيضات الكبيرة في الإنفاق البحثي الفيدرالي في الولايات المتحدة، إضافة إلى "التدابير القسرية" التي تستهدف اليوم جامعات وباحثين يُجرون دراسات في علوم المناخ واللقاحات وقضايا الأقليات والجنسين، عوامل يجب على.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية