كانت هذه الكلمات تطن شكواها على مسامعي وأنا أصغي وأرثي حالها، وكأني بها تستغيث بل وتشحذ إنصاتي وفتواي لتزيح عنها عبئا خبيث الأعماق تجرعت منه كأسا مر المذاق، كانت تحاول لملمة ما تبقى من أشلائها المتشظية التي تجرعت تجارب مريرة، كانت تروي عن حالة سكونها الدائم، عن سيطرتها في تجرع الانفعالات، عن تمرد المزاج وشيطنته وعن الهدوء الذي لا يسبق العاصفة هذه المرة. معارك باتت في صراخ وكفاح سنينا طوالا، ظلت تفصح عن كنهها ورغباتها الداخلية بغية الخلاص من المنغصات التي أضحت حجر عثرة لجهة رغبتها الملحة فقط في أن تكون "إنسانة" حقيقية تشبه نفسها دون تكلف أو تصنع. ظل الهذيان يطوف بها وهي تقاوم اللحظة التي قد تفقد فيها السيطرة على توازنها، حتى باتت تتأرجح على مفترق الطرق.
أقول، الوصول إلى مرحلة الوعي بالسعي إلى تهذيب النفس والسمو إلى مكارم الأخلاق. هو بحد ذاته مرحلة وعي سامية، كما وتجدر الإشارة إلى أن مشاعر التحسر على "التأدب الزائد" تنبع من الصراع الداخلي بين تلبية توقعات المجتمع والتمسك بزمام الذات الحقيقية. فالشخص الذي يسعى للتماهي مع المعايير الاجتماعية التي تفرضها مفاهيم "الأدب" و"الاحترام"، يجد نفسه في لحظة من اللحظات محاصرا بين ما يمليه عليه الآخرون وما يستشعر به داخليا. وهذا ما يسبب الإرباك الداخلي.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة