الإعلام له ارتباط وثيق مع ثقافة الحوار الإنساني في بسط الثقة وممهد الأرضية لحل النزاعات والمصالحة وبناء السلام والاستقرار العالمي، وهذا ما نصت عليه المبادرة العلمية الإنسانية بعنوان «إعلان جنيف الدولي لثقافة الحوار الإنساني»، والذي تمخض عن مؤتمر علمي دولي في جنيف عام 2015 وشاركت فيه المملكة العربية السعودية بنخبة من المتخصصين بعنوان «الإعلام وثقافة الحوار الإنساني»، بريادة وتنظيم «المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية والإعلام» الذي يرأسه الدكتور العميد علي عواد من لبنان، وقد تم ترشيحه مؤخرا لجائزة نوبل للسلام هذا العام 2025 من قبل رئيس جامعة القديس يوسف في بيروت، نظير أعماله وجهوده من أجل إحياء وتعزيز ثقافة الحوار الإنساني واعتمادها في حل النزاعات على مبدأ احترام القيم الإنسانية وبناء السلام في وطنه والبشرية جمعاء.
وللدكتور العميد عواد تواجد قوي ومعتبر في المملكة، مسجلا إنجازات مهمة استراتيجية من خلال مؤلفاته وكتاباته ومشاركاته العلمية في العديد من المؤتمرات والندوات، وله من المقترحات المهمة والمنفذة التي تنم عن خبرة ومعرفة وذكاء استراتيجي، ومن ضمنها ما يتعلق بحقوق الإنسان وإدارة الكوارث والأمن الإنساني والقانون الإنساني ومحاربة الإرهاب.
ولعله من الضروري الاهتمام بالمبادرة العلمية لثقافة الحوار الإنساني وبقاؤها صامدة؛ من خلال الحذر من اختراق تعلم الآلة بتعمق لثقافة الحوار الإنساني، والتريث في صياغة التقارير من خلالها دون التحقق والتدقيق الإنساني، بسبب التحيز المتوقع في مخرجات الذكاء الاصطناعي وارتباطه بالسياسات المهيمنة، إلى حين خلو ساحة الوسائط التقنية المفتوحة للتصادمات العنيفة والتجاذبات الضعيفة، وهو أمر في غاية الصعوبة وشبه المستحيل للحد من الاستفزازات التي يتم استغلالها لزراعة الكراهية لدى العقول البسيطة.
في الوقت ذاته لفت نظري منح جائزة نوبل للسلام لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الفيزياء والكيمياء لعام 2024، والسبب يكمن في الدور الكبير والمتسارع لتوجهه لشتى مناحي الحياة العلمية والعملية، مع ما يمليه فضولي للتطرق عن الخوف المتزايد من اختراقه للأمور الحساسة التي تمس الخصوصية والرقابة المتعلقة بها، والتقاط ما يمكن التقاطه من تلك الخصوصية واستغلالها وإظهارها بصور مختلفة في التطبيقات وما يرتبط بها من إقحام التحيز الانتقائي المعلوماتي، والتأثير به على استصدار التقارير النزيهة وصناعة القرار، وهو ما أظهرته المواصفات العالمية في الايزو للذكاء الاصطناعي بإيمانها بتحييد التحيز في عمليات الذكاء الاصطناعي تحت مواصفة أو وثيقة ISO/IEC TR 24027:2021، والتي تتناول التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي، وخاصة فيما يتعلق باتخاذ القرارات بمساعدة الذكاء الاصطناعي، مؤيدا شخصيا بهذا التوجه المهم لتحييد التحيز وتحجيمه بحكم مشاركتي في لجنتي الخبراء لتأسيس هذه المواصفات مع الابتكار ممثلا المملكة وداعيا لأخذهما بعين الاعتبار في صناعة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة