الحدث الأكبر والأهم عالميا خلال الأسابيع الماضية هو تغيرات «الرسوم الجمركية» التي أعلنتها الولايات المتحدة الأمريكية. ويتداول الكثير بأن السبب أو الدافع الأكبر هو أن الولايات المتحدة - أمريكا - فقدت كثيرا من الوظائف لصالح الدول التي تصدر لها بعد ترحيل تلك الصناعات لخارج أمريكا، رغم أن الرئيس الأمريكي ردد كثيرا بأن كثيرا من الدول «سرقت» الولايات المتحدة، والمقصود تعبيرا على تفاوت الجمارك المفروضة على الصادرات والواردات مع كل دولة على حدة.
لا أعتقد أن سبب رفع الرسوم الجمركية هو إعادة الوظائف لأمريكا، حيث إن نسبة البطالة في أمريكا منخفضة وتقف حاليا عند 4%، بالإضافة إلى أن نسبة المشتغلين مرتفع جدا عند المقارنة بعدد السكان. والأهم من ذلك أن استهداف توطين تلك الصناعات والمنتجات في أمريكا، سيرفع من قيمتها على المستهلك النهائي. لذلك أستبعد هذا السبب أو الدافع، خصوصا أن نسبة البطالة في أمريكا كانت دائما منخفضة خلال سنوات وفترات طويلة.
يعتقد آخرون بأن السبب هو (محاولات) سد عجز الميزانية الفدرالية للحكومة الأمريكية والذي وصل إلى 1.7 تريليون دولار، والذي يتم تعويضه من الاقتراض المتزايد، حيث وصل الدين العام الفدرالي للحكومة الأمريكية قرابة 35 تريليون دولار. سبب العجز هو أن الإيرادات للحكومة الفيدرالية تصل إلى 4.5 تريليونات دولار، بينما الإنفاقات تتخطى 6.2 تريليونات دولار بما فيها فوائد الدين والتي تصل إلى 660 مليار دولار سنويا.
دعني أتوقف عند الإيرادات البالغة 4.5 تريليونات دولار، والتي تمثل جميع أنواع الضرائب منها 98%، حيث إن الضرائب على الأفراد تصل إلى 2.2 ترليون دولار بينما ضرائب الرواتب 1.6 تريليون دولار وضرائب دخل الشركات 420 مليار دولار.
فيما أن الإيراد من الرسوم الجمركية فقط 80 مليار دولار سنويا. وبحسبة خارج جميع المعادلات، فلو تضاعفت الرسوم الجمركية بنسبة 1000% (ألف بالمئة، أي 10 أضعاف) لن تسد حتى 50% من العجز السنوي، والمتزايد سنويا، والذي يرفع الدين الفدرالي الذي وصل قرابة 35 تريليون دولار، كما ذكرنا أعلاه، ناهيك عن ذكر الأضرار التي سترفع أسعار السلع والخدمات المستوردة والمحلية داخل أمريكا.
ولذلك في رأيي المتواضع، أن الدوافع والأسباب لرفع الرسوم الجمركية ليست لإعادة توطين الصناعة في أمريكا ولا توطين وظائفها، وأيضا ليست لسد عجز الميزانية الفدرالية. تفاوت الآراء في الإعلام بناء على تصريحات متفاوتة من مسؤولين ومحللين سياسيين واقتصادين، ولكن جميعها غير مقنع. الخلاصة أنه لا توجد دوافع واضحة ذات جدوى من التغيير، وربما السبب هو المعاملة بالمثل، حيث إن الشركات الأمريكية تدفع ضرائب جمركية أكثر عند دخول.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة