الطبقة العاملة بين مخرج فرنسي وتشارلي شابلن

لا شك في أن هواة السينما العرب المبكرين وقبل الفورة المعروفة للسينيفيليا ولترجمة الكتب المتحدثة عن الفن السابع إلى لغة الضاد، تعرفوا على المخرج الفرنسي رينيه كلير، ولكن ليس كمخرج سيعلن انتماءه إلى "اليسار المتطرف" حتى قبل مجيء الجبهة الشعبية إلى الحكم في بلده، ولكن كباحث في تاريخ السينما ونظرياتها من خلال كتاب ترجمته له دمشق في سنوات الـ70 ولقي انتشاراً لا بأس به. حينها كانوا قلة أولئك الذين تعرفوا في كلير على ذلك المخرج الذي ستتبنى الجبهة الشعبية الحاكمة في فرنسا منذ عام 1936 فيلمه "الحرية لنا"، معتبرة إياه من إرهاصاتها الفكرية. ولكنهم كانوا أقل منهم أولئك الذين كانوا يعرفون شيئاً عن تلك الحكاية التي دبرها جوزف غوبلز وزير الدعاية النازية الهتلرية من ناحية لتشويه سمعة عدوه الرئيس تشارلي شابلن، ومن جهة أخرى للإيقاع بين مخرجين ينتميان إلى المدرسة السينمائية نفسها المعادية لغوبلز ولكل ما يمثله. والحكاية تتعلق مباشرة بفيلم كلير الذي نتناوله هنا من ناحية، وبفيلم "الأزمنة الحديثة" لشابلن من ناحية ثانية. وهنا قبل ولوج جوهر ما فعله غوبلز، لا بد من التوقف أولاً عند فيلم رينيه كلير الذي سبق فيلم شابلن بحضوره الناجح في دور العرض منذ عام 1931، بينما سيحضر فيلم شابلن بعد ذلك بما لا يقل عن أربع سنوات.

الطبقة العاملة هنا وهناك

بداية لا بد من الإشارة إلى أن رينيه كلير، حين حقق "الحرية لنا" الذي سيتحول بفضل الجبهة الشعبية إلى أشهر فيلم عن الطبقة العاملة في ذلك الحين، لم يكن يعلن نفسه يسارياً، بل "دادائياً" عدمياً يكاد يسخر من كل شيء، ومن هنا فإن فيلمه لم يكن يستهدف تمجيد الطبقة العاملة بل السخرية من تفاصيل الحياة التي تعيشها، كما من أهل الصناعة وتقاعس العمال، حتى حين آلت إليهم مقاليد الأمور في المصنع. ولكن كذلك الثأر من أصحاب العمل والمقاربة بينهم وبين كبار اللصوص، وقول كل ما يتعين قوله حول السلطات وتواطئها مع ذلك النوع من اللصوص. ولقد روى كلير ذلك كله من خلال حكاية عن لص يتمكن من الهرب من سجنه بمساعدة رفيق له هو لص بدوره. وهو يتمكن إذ يفشل رفيقه في مجاراته في هربه، من الصعود تدريجاً في المجتمع والعمل المتلوي، حتى يمتلك مصنعاً كان بدأ فيه عاملاً، لكنه تمكن من ذلك الصعود لمعرفته بأواليات السرقة والتدليس. ولقربه على أية حال من ذهنية الطبقة العاملة وسلوكها هي التي تعلمت منه "التفاني" في خدمة أصحاب العمل وسط جو من الحبور والتضامن السلبي عبر مشاهد في منتهى الروعة تدنو من الكوميديا الموسيقية، وسنرى كيف أن الجزء المتعلق بأواليات العمل الصناعي التي أوصلتها كاميرا رينيه كلير إلى ذروة غير مسبوقة إلى درجة أنها أوحت بكثير إلى شابلن، هو الذي خلق بقية حكايتنا هذه واستثار تدخل الوزير النازي كما سنرى. المهم أن طفيلية صديقنا اللص السابق صاحب المصنع سرعان ما انكشفت لعماله بعدما حسبوه طيباً ورفيقاً لهم، ولا سيما بعدما انضم إليه رفيق سجنه السابق وراح يعاونه على استغلال العمال. فكان أن ابتزه العمال وطردوه بعدما انكشف تماماً أمامهم، فكانت النتيجة أننا نراه في نهاية الفيلم هائماً على وجهه مع صديقه وهما يغنيان أناشيد الحرية ضمن إطار تلك الكوميديا الموسيقية الفوضوية العدمية التي أراد رينيه كلير، ومنذ البداية أن يمجدها جاعلاً فيلمه رمزاً لها.

توازيات لافتة

صحيح، إذا أن هذا الفيلم سيعامل لاحقاً، وعلى ضوء حكم الجبهة الشعبية بوصفه فيلماً ممجداً للطبقة العاملة وانتصارها على اللص الذي أمسك بمقدراتها، غير أنه - أي الفيلم - لم يبد في الحقيقة، رحوماً مع تلك الطبقة التي عرف كيف يصور كسلها وتفضيلها المشروب والحانات واللعب، على العمل الجاد، بينما ندرك أنها ما قامت بانتفاضتها على السيد إلا لأنه خدعها وحاول منعها من ممارسة ملذاتها، وهذا ما يتعين علينا على أية حال أن نفهمه ولا.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
منذ 7 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 5 ساعات
أخبار الأمم المتحدة منذ 20 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 9 ساعات
قناة روسيا اليوم منذ ساعتين
سي ان ان بالعربية منذ ساعتين
قناة العربية منذ 14 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 16 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 6 ساعات