كيف تحوّل صلاح من "الطفل الحافي" إلى كابوس أوروبا؟. بدأ رحلته من قرية "نجريج". في بازل تعلّم الصدمة، وفي روما استعاد الصوت، وفي ليفربول كتب أسطورته. تجاوز الـ250 هدفًا مع "الريدز" وسجّل في كل بطولة دخلها

ملخص يتخطى المدافع الأول ثم الثاني والثالث، يلحقون به كيدٍ تحاول الإمساك بالظل أو من يحاول القبض على الريح. قوته البدنيه كلها تهبط إلى قدمه فيشحنها بالطاقة ويقذف الكرة. تنطلق كرصاصة تعرف مسارها ولا تستقر إلا في سقف المرمى.

يمر سريعاً كالبرق. يتوجه صوب الجهة اليمنى موطن غريزته الأولى. يسمع آلافاً يهتفون باسمه. يلمح المرمى، فتفتح الذاكرة بابها. تمر أمامه شوارع نجريج الترابية، كرة بالية، أقدام حافية، رفاق حلموا ثم تعثروا، سقطوا... ونهضوا.

LIVE An error occurred. Please try again later

Tap to unmute Learn more في كل رحلة له صوب المرمى، يتذكر محمد صلاح رحلاته التي قضاها لساعات بين قريته والقاهرة: ساعات الانتظار، مقاعد الحافلات، الصبر، الصمت، السكوت وكم عانى ليخرج من بيئته الترابيه صوب ملاعب كبيرة. كل ذلك يمر في ذهنه وهو متوجه صوب المرمى.

يتخطى المدافع الأول ثم الثاني والثالث، يلحقون به كيدٍ تحاول الإمساك بالظل أو من يحاول القبض على الريح. قوته البدنيه كلها تهبط إلى قدمه فيشحنها بالطاقة ويقذف الكرة. تنطلق كرصاصة تعرف مسارها ولا تستقر إلا في سقف المرمى.

تهتز المدرجات كأنها زوبعة. تهتف الجماهير وتتوقف الأنفاس. اسم واحد في سماء "أنفليد" المتوجهة بالأضواء "مووووو صلاح". يقف الفرعون الجديد أمامهم، يخلع قميصه مظهراً عضلاته الرومانية مبتسماً للملايين، ومن ثم يعود للتمركز على الجهة اليمنى مستعداً للانطلاق مجدداً.

الكرة بين قدميه ليست بكرة، امتداد لجسده وإرادته التي صقلتها شوارع القرية، أيام التدريب تحت الشمس الحارقة. لم يكن محمد صلاح مجرد لاعب يشق طريقه من قرية صغيرة في دلتا مصر، كان مشروع حلم يمشي وسط طرقات ضيقة لا تعرف سوى الحفر والعرق والطموح.

ولد بين بيوتٍ تتنفس الفقر والبساطة، لكنه خرج منها كمن يركض خلف ضوء بعيد يراه وحده. كل خطوة كانت معركة: سفر يومي مرهق بين نجريج والقاهرة، تقييمات قاسية، أبواب تُغلق في وجهه، مدرّبون يخبرونه بأن جسده نحيف وأن فرصه محدودة، لكنه لم يصدق حرفاً واحداً مما قيل له. كان يرى مستقبله قبل أن يراه أحد.

لم يُستقبل صلاح في أوروبا كمعجزة. تعثّر، جلس على مقاعد البدلاء، وشاهد المباريات تمرّ من أمامه كقطارٍ آخر يفوته. في تشيلسي تعلّم القسوة، وفي فيورنتينا تعلّم الصبر، وفي روما استعاد صوته الحقيقي. هناك، بدأ الجناح النحيل يتحوّل إلى سكين حاد، يجرح الدفاعات بلمسة، ويعاقب الغرور بالسرعة والذكاء قبل القوة.

ومن ثم وصل إلى ليفربول، لا كمنقذٍ مُنتظر، بل لاعبٍ يريد فرصة أخيرة. وما أن نزل إلى الملعب حتى بدا كأنه يكتب فصلاً جديداً في كتابٍ قديم. لا يركض صلاح فقط، بل يهرب من ذاكرته القديمة، من كل "لا" سمعها، ومن كل شكٍ طارده. يراوغ كمن يعرف أن الخطأ ليس خياراً، ويسدد كمن يحمل حكاية بلد على قدمه اليسرى.

وما بين الهتافات التي تتردد في "أنفيلد" وصوت الجماهير وهي تغني له، بات رمزاً لطموح أي لاعب يبحث عن فرصة، ودليلاً على أن الحدود تتسع فقط لأولئك الذين لا يعترفون بها.

لم يعد مجرد لاعب يسجل الأهداف. صار صورة على الجدران، واسماً يُنطق في لغاتٍ لا تعرف العربية، ورمزاً لطفلٍ يرى في قمصانه أكثر من قماشٍ وشعار. الكبار يرتدون اسمه فخراً، والصغار يقلّدون قصّته قبل حركته. لم يصبح أيقونة لأنه فاز فقط، بل لأنه أثبت أن القادم من الهامش قادر على الوقوف في مركز الصورة.

لم يُستقبل صلاح في أوروبا كمعجزة. تعثّر، جلس على مقاعد البدلاء، وشاهد المباريات تمرّ من أمامه كقطارٍ آخر يفوته. في تشيلسي تعلّم القسوة، وفي فيورنتينا تعلّم الصبر، وفي روما استعاد صوته الحقيقي. هناك، بدأ الجناح النحيل يتحوّل إلى سكين حاد، يجرح الدفاعات بلمسة، ويعاقب الغرور بالسرعة والذكاء قبل القوة.

في كل لحظة من المباراة، عندما يتحرك بين خطوط الخصم، ترى إرادة صلبة تتحدى الجاذبية، عقلية لاعب صقلتها سنوات من العمل الشاق، ترى حلم طفل من دلتا مصر يتحول إلى حقيقة عالمية. وإذا كان الملعب مكانه للسيطرة على الكرة وإثبات نفسه كلاعب عالمي، فإن الحياة خارج الخطوط البيضاء تكشف عن جانب آخر من محمد صلاح، الجانب الذي جعل منه أيقونة حقيقية في قلوب الملايين.

بعيداً من الأضواء والكاميرات، يظهر كقدوة وشخصية مسؤولة ومتواضعة، تلتقي مع قيم الجماهير المصرية والعربية، ويستفيد منها كل من يراه نموذجاً للنجاح المتوازن.

لم ينسَ صلاح جذوره أبداً. ففي مصر، يستثمر نجوميته في مشاريع خيرية وتنموية، يدعم المدارس، يسهم في توفير مستلزمات التعليم للأطفال، ويركز على الصحة والتعليم كركائز أساسية لبناء المستقبل. هو لا يكتفي بالحديث عن أحلامه، بل يفتح الطريق أمام الآخرين لتحقيق أحلامهم، ويؤكد أن النجاح يجب أن يكون مصدر إلهام، لا مجرد ثروة أو شهرة.

تأثيره يمتد إلى العالم أيضاً. في أوروبا، لم يعد صلاح مجرد لاعب يسجل أهدافاً، بل سفيراً للثقافة المصرية والعربية. يتعامل مع الإعلام والجماهير بتواضع، يرفض تصرفات النجوم المتكبرة، ويثبت أن الاحترافية والاحترام يمكن أن يسافرا معاً على أقدام أي لاعب. حتى جماهير ليفربول التي اعتادت على النجوم الأوروبيين، وجدت في صلاح رمزاً للتواضع والإصرار والالتزام بالقيم الإنسانية.

يعلم صلاح أن الشهرة مصحوبة بمسؤولية، ولذلك يظهر دائماً ملتزماً بقيم اللعب النظيف والاحترام لكل منافس، ويعطي مثالاً حياً على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تُدار بالتواضع والانضباط والرغبة في تحسين الآخرين حولك.

صعوبات في حديث تلفزيوني معه، كشف الملك المصري، كما يغني له جمهور ليفربول عن أنه واجه تحديات وصعوبات كثيرة حين بدأ رحلته الاحترافية بالدوري السويسري، تتمثل أساساً في اختلاف الثقافات والعادات.

وتحدث النجم المصري عن النقلة التي مر بها من طفل يمارس كرة القدم في شوارع قريته، إلى نجم محترف في أحد أندية أوروبا. وأوضح أنه عانى كثيراً في بدايته الأوروبية مع بازل السويسري من صعوبات اللغة، فضلاً عن اختلاف الثقافة لدرجة أن فكر في بعض الأوقات في العودة إلى مصر والانضمام إلى أحد قطبيها الزمالك والأهلي.

وتلخصت الطريقة التي استعان بها للتغلب على هذا الشعور بأمور عدة: التحلي بروح التحدي وتغيير نمط التفكير. الإصرار على التعايش واستكمال التجربة. التركيز الكامل على كرة القدم. الحلم بالذهاب بعيدا في هذه المسيرة.

في الوقت ذاته، قال صلاح إنه كان يحلم في صغره بأن يصبح لاعب كرة مشهوراً مثل النجمين المصريين حسن شحاتة ومحمود الخطيب، معتبراً أنهما كانا بالنسبة له من أساطير كرة القدم.

وعن عقلية اللاعب المصري وسبب قلة عدد المحترفين في أوروبا بالوقت الحالي، قال "أنا ألعب في أوروبا منذ أكثر من 10 سنوات، ليس هناك فوارق في الإمكانات، ولكن الفارق في عقلية للاعبين، الأزمة لدينا في مصر هي أن اللاعب يصبح نجماً فوق العادة بسبب تعامل الأندية، أتمنى أن تترك الأندية اللاعبين للاحتراف في وقت مبكر".

وعن مسألة العمر، أوضح "إذا سألتني عن رأيي، أعتقد أنني قادر على اللعب حتى سن 39 أو 40، لكن إذا شعرت قبل ذلك أنني أرغب في التوقف، فسأتوقف. لقد حققت الكثير من الإنجازات".

آراء بات صلاح ثالث لاعب فقط يصل إلى 250 هدفاً مع ليفربول، لينضم إلى إيان راش وروجر هانت في نادٍ خاص من عظماء النادي، ويقول مدربه الحالي الهولندي آرني سلوت "هذا إنجاز ضخم، لا يكاد يصدق"، موضحاً عن اللاعب بأنه "مزيج نادر من الاحتراف والانضباط... يعرف تماماً كيف يحصل على أفضل نسخة من نفسه". ويعتبر مهاجم توتنهام ومنتخب مصر السابق أحمد حسام (ميدو) "السبب وراء وصول صلاح إلى ما هو عليه الآن أنه يعمل على تطوير قوته العقلية يومياً. إنه أعظم سفير لمصر واللاعبين الأفارقة أيضاً، لقد جعل الأندية الأوروبية تحترم اللاعبين العرب، هذا ما فعله صلاح".

ويضيف "أعتقد أن الكثير من الأندية الأوروبية الآن، عندما ترى لاعباً شاباً من مصر، تفكر في صلاح. لقد أحيا الحلم في لاعبينا الصغار، لقد ترك إرثاً بالفعل. إنه أعظم لاعب كرة قدم مصري في تاريخنا". ويشدد على أنه "ليس عليه أن يثبت شيئاً لأحد، فهو أسطورة ليفربول وأسطورة مصر".

في المقابل، يرى مدرب صلاح الأول غمري عبدالحميد السعدني أنه "كان صغيراً جسدياً مقارنة بزملائه في الفريق، لكنه كان يفعل أشياء لم يستطع حتى الأولاد الأكبر سناً القيام بها". كانت تسديداته قوية بشكل مذهل، وكان واضح عليه علامات العزيمة والإصرار".

أما زميله السابق راغنار كلافان فيقول "منذ يومه الأول كان واضحاً أنه جاء ليكون الأفضل، يبدأ مبارياته بالدعاء، يعتمد على تقنيات التخيل الذهني، ويبحث عن أدق التفاصيل".

ومن التصريحات اللافتة ما أدلى به مدرب ليفربول السابق يورغن كلوب معتبراً أن "الجناح المصري يمثل تهديداً كبيراً لأي منافس حتى لو لم يسجل. الشاب مو لاعب فائق السرعة ويمكنه التقدم من الخلف. منذ قدومه إلى هنا، ومنذ اليوم الأول كان عليه القيام بأشياء مختلفة، تأقلم بشكل جيد للغاية".

يعلم صلاح أن الشهرة مصحوبة بمسؤولية، ولذلك يظهر دائماً ملتزماً بقيم اللعب النظيف والاحترام لكل منافس، ويعطي مثالاً حياً على أن الموهبة وحدها لا تكفي، بل يجب أن تُدار بالتواضع والانضباط والرغبة في تحسين الآخرين حولك.

ويضيف "صلاح هو صانع اللعب في خط الهجوم وربما كان أكثر من بوبي (فيرمينو) في إعداد الهجمات، حيث لا تحتاج في ظل وجوده إلى لاعبين يتراجعون إلى الخلف قليلاً، هذا ليس جيداً على أي حال لأنك تحتاج إلى لاعبين مثله في منطقة الجزاء".

ويكمل كلوب "أعتقد أنه إذا قمنا بفحصه، فإن غالبية عظام جسده ربما تكون بعمر 19 أو 20 سنة، لأنه يحافظ على نفسه في مثل هذه الحالة الجيدة، إنه يفهم المساحات بشكل أفضل بكثير، ويعرف كيف يتفاعل اللاعبون معه، وبعد ذلك إذا لم يتمكن من التسجيل، فلا يزال من الممكن أن يشكل تهديداً لنا، وهذا أمر بالغ الأهمية حقاً".

مواقف سياسية من يتابع صلاح، سيلاحظ أنه يتحاشى أن يكون له أي موقف سياسي واضح من الشأن المصري العام، ولا يغوص أبداً في السجالات المحلية. وبعد أحداث 7 أكتوبر، عبّر كثير من لاعبي كرة القدم عن تضامنهم مع غزة ورفضهم للعدوانِ الإسرائيلي، وبعد أن التزم صلاح الصمت فترة طويلة تعرض لحملة انتقاد كبيرة من قبل جماهيره التي كانت تنتظر منه أن يستغل شهرته ويدعم الفلسطينيين ويوصل صوتهم للعالم.

لكن بعد أيام من الهجمات والانتقادات التي تعرض لها صلاح من قبل الناشطين ومعجبيه بسبب التزامه الصمت رغم كل ما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة على يد آلة الحرب الإسرائيلية، اختار محمد صلاح مؤسسة الهلال الأحمر في مصر ليعلن من خلالها عن موقفه إزاء المجازر الإسرائيلية التي ترتكب في غزة، حيث أعلن الهلال الأحمرة تبرع صلاح بمبلغ مالي كبير لصالح ضحايا قطاع غزة، دون الكشف عن قيمة التبرعات، وبعد 13 يوماً من بدء القصف الوحشي على غزة، نشر صلاح فيديو باللغة الانجليزية يعرب فيه عن دعمهِ للمواطنين الفلسطينيين في غزة.

وقال محمد صلاح في مقطع الفيديو "ليس من السهل الحديث في أوقات كهذه، شهدنا الكثير من العنف والقسوة. التصعيد في الأسابيع الأخيرة لا يحتمل، حياة كل البشر مقدسة ويجب حمايتها، المذابح يجب أن تتوقف".

ووجه صلاح أيضاً رسالة إلى حكامِ العالم، وطالبَهم بالتكاتفِ لوقف إراقة الدماء وقال "المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى غزة، الناس هناك يعيشون بظروف مروعة، المشاهد من المستشفى أمس كانت مرعبة، سكان غزة بحاجة للطعام والمعدات الطبية بشكل طارئ، أناشد قادة العالم للتجمع ومنع وقوع مذابح إضافية بحق الأبرياء".

في المقابل، وجه محمد صلاح 3 أسئلة إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وضعت الاتحاد القاري في موقف حرج أمام العالم، حول وفاة بيليه الكرة الفلسطينية سليمان العبيد.

وكتب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" عبر حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، "وداعاً سليمان العبيد، بيليه فلسطين، موهبة أعطت الأمل لعدد لا يحصى من الأطفال، حتى في أحلك الأوقات"، بينما أعاد محمد صلاح نشر هذه التغريدة، وقال: "هل يمكن أن تخبرنا كيف مات، وأين، ولماذا؟".

وكان خبر وفاة سليمان العبيد الذي خاض 24 مباراة مع منتخب فلسطين بمثابة الصاعقة، إذ يُعَد أحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية عبر التاريخ، بينما أثار حديث محمد صلاح تفاعلاً هائلاً بين عشاق الساحرة المستديرة ووسائل الأعلام العالمية.

واعتبرت الجماهير والعديد من الصحف الأوروبية أن تغريدة محمد صلاح كانت بمثابة إحراج للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، الذي اكتفى بنعي العبيد دون ذكر ملابسات وفاته أو الجهة المسؤولة عن ذلك.

ومن مواقفه السياسية الرمزية، عندما كان لاعباً ضمن صفوف بازل السويسري، امتنع عن مصافحة لاعبي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي في مباراتي الذهاب والإياب ضمن منافسات الدور التمهيدي الثالث في بطولة دوري أبطال أوروبا، وتعمد ترك مصافحة لاعبي الفريق التقليدية قبل المباراة وذهب لربط حذائه بجانب الخط، وكرر الأمر ذاته فى مباراة الإياب التي أقيمت في تل أبيب.

مدرب ليفربول السابق يورغن كلوب يعتبر أن "الجناح المصري يمثل تهديداً كبيراً لأي منافس حتى لو لم يسجل. الشاب مو لاعب فائق السرعة ويمكنه التقدم من الخلف. منذ قدومه إلى هنا، ومنذ اليوم الأول كان عليه القيام بأشياء مختلفة، تأقلم بشكل جيد للغاية".

وأثناء منافسات كأس العالم 2018 في روسيا كان محمد صلاح يخضع لما بقي له من برنامجه التأهيلي بسبب إصابة الكتف التي لحقت به في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، ثم اندلعت أزمة بسبب انتشار صور تجمع النجم المصري برئيس الشيشان رمضان قاديروف.

وواجه صلاح عاصفة من الانتقادات بسبب مقابلة قاديروف الذي تلاحقه اتهامات متعلقة بحقوق الإنسان، على حد وصف المنتقدين، وتسبب صلاح وقتها في أزمة هجوم كبيرة على المسؤولين في منتخب مصر واتحاد الكرة.

الحياة الشخصية والعاطفية لا يملك صلاح الكثير من القصص في حياته العاطفية، فقد تزوج في سن مبكر من ماغي محمد صادق زميلته بالمدرسة، وأنجب منها طفلتين، الأولى مكة مواليد 2014، والثانية كيان مواليد 2020.

كيف يراه خصومه؟ عندما يدخل محمد صلاح أرضية الملعب، لا يواجه المدافعون مجرد جناح سريع أو هداف بارع، بل لاعباً يُعيد تشكيل طريقة تفكيرك طوال الدقائق الـ90. قد تُخطئ في قراءة حركة، أو تتأخر نصف ثانية في رد الفعل، لتجد الكرة في الشباك. هذا هو الانطباع الذي يتركه النجم المصري في نفوس اللاعبين الذين وقفوا أمامه على مدى سنوات البريميرليغ.

يلخص لاعب مانشستر سيتي رودري وهو أحد أهم لاعبي الوسط في العالم، المعادلة بطريقة مباشرة، "مواجهة صلاح في أنفيلد تشبه الدخول في حرب. إنه واحد من أصعب اللاعبين الذين واجهتهم." لا يتحدث رودري عن السرعة فحسب، بل عن التأثير الذهني الذي يفرضه صلاح.

ويضيف "قوته الذهنية قبل البدنية هي ما يجعله مختلفاً. لا يتوقف عن المحاولة، ولا يمنحك أي لحظة راحة." وفي مباريات ليفربول وسيتي، يعرف اللاعبون أن أي خطأ بسيط في التغطية قد يتحول إلى هدف، لأن صلاح كما يصفون يمتلك حاسة تهديفية لا تهدأ.

في المقابل، لم يتردد المدافع الهولندي دين هويجسن، لاعب بورنموث، في اختيار صلاح كأصعب منافس واجهه، "محمد صلاح أصعب لاعب واجهته على الإطلاق. أنت تتحرك معه، لكنك لا تعرف أين ستكون الكرة بعدها." ويضيف "هو يقرأ الحركة قبل أن تتشكل وكأن لديه راداراً يرى به الملعب كله."

بالنسبة لمدافع شاب، مواجهة صلاح تعني حرباً نفسية، فاللاعب لا يكتفي بالتحرك خارج المنطقة، بل يدخلها من زوايا غير متوقعة، ويتنقل بين الخطوط بمرونة تربك أي منظومة دفاعية.

الظهير الإسباني مارك كوكوريلا، الذي واجه صلاح مع تشيلسي، يقدم زاوية مختلفة، "يجبرك صلاح على التفكير طوال المباراة حتى عندما يترك مساحة خلفه، لا يمكنك استغلالها بسهولة، لأن أي كرة قد تصله قد تتحول إلى هدف".

ويتحدث كوكوريلا هنا عن أحد أسرار اللاعب المصري "القدرة على التحكم في إيقاع المباراة دون الكرة. مجرد وجوده على الجناح يجعل المدافعين مترددين في التقدم، لأنهم يعرفون أن المرتدة القادمة قد تحمل اسمه".

في سياق متصل، يقدم مدافع فولهام كالفن باسي وصفاً مختصراً لكنه دقيق "لا يمكنك أن تغمض عينك عنه لثانية لأنه قادر على التسجيل من لا شيء".

يشرح هذا الاقتباس لماذا يصف المدافعون اللعب ضده بأنه ضغط ذهني مستمر. التركيز المطلوب أمام صلاح لا يقل عن مستوى تركيز حارس مرمى في ركلات الترجيح. لحظة واحدة تفقد فيها الرقابة، يصبح صلاح في مكان لا يمكن تصحيح الخطأ بعده.

مدافع ليستر سيتي لوك توماس واجه صلاح في مناسبات عدة. يتذكر إحدى المواجهات قائلاً "راقبته بشكل مثالي طوال الشوط الأول وفي لحظة واحدة فقط تركته، فوجدته أمام المرمى." هذا الاقتباس يكشف أحد أكبر مخاوف المدافعين: صلاح لا يحتاج إلى الكثير من الوقت، ولا الكثير من اللمسات. يكفيه خطأ واحد من المدافع، أو زاوية نصف مفتوحة، ليفتح باب التهديف.

يعترف حارس سيون السويسري السابق أندريس فانينس بأنه كان يخشى مواجهته عندما كان صلاح لاعباً شاباً في بازل "كنت أتمنى ألا يلعب. لا تعرف متى سيسدد أو من أي زاوية".

حتى ديفيد مويس حين كان مدرباً لوست هام، قال مازحاً بعد أن سجل عليه صلاح من لمسة واحدة داخل المنطقة "ربما نحتاج إلى بناء جدار لإيقافه".

اللاعب الاسباني سيزار أزبيليكويتا يقول "لا يمكنك تطبيق خطة واحدة ضده. يمكنه الذهاب إلى أي اتجاه بنفس الخطورة".

مدافع ليدز يونايتد وقائده السابق ليام كوبر تحدث عن جانب آخر من شخصية صلاح في الملعب "صلاح أقوى بكثير مما يبدو. كان يحمي الكرة بطريقة تجعل انتزاعها منه أمراً شبه مستحيل".

يتحدث هنا كوبر عن صلاح الذي عاد من الدوري الإيطالي بلياقة مختلفة وجسدٍ صلب، يتيح له الفوز بالالتحامات، والمراوغة تحت الضغط، والحفاظ على اتزازه داخل منطقة الجزاء.

ستيفن وارنوك مدافع ليفربول السابق، قال لـ "بي بي سي"، "دائماً الابتسامة ترتسم على وجه صلاح، وهي تنبعث من إيمانه بأنه سيسجّل. وهذا ما يجعله خطيراً للغاية. إنها طريقة تفكير النجوم الذين في مكانة صلاح".

روبي فاولر، مهاجم ليفربول السابق، قال على منصة أمازون برايم "صلاح تعويذة حقيقية لليفربول. عنصر أساسي من عناصر الفوز. يتصرّف بثقة شديدة أمام المرمى".

وأضاف "صلاح، أحد أولئك اللاعبين الذين لا يحبطهم ضياع فرصة، لإيمانهم بأن الفرصة القادمة لن تضيع".

ولا تكتمل الصورة دون كلمات صلاح عن نفسه وعن طريقة تعامله مع الضغوط الدفاعية. يقول "إذا حاول المدافعون الضغط علي أو استفزاز. أقول لهم: أنا أحتاج فرصة واحدة فقط. فرصة واحدة. وستدفعون الثمن." هذا الاقتباس يلخص عقلية الهداف الذي يعرف قيمته جيداً ويثق في أدواته.

لماذا يخشاه المدافعون؟ بعد كل هذه الشهادات، يمكن رسم صورة واضحة لسبب صعوبة مواجهة محمد صلاح. لجمعه بين السرعة والذكاء والمهارة والقوة البدنية، كونه لاعب لا يتوقف عن الحركة، ولا يكف عن الضغط،.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من اندبندنت عربية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من اندبندنت عربية

منذ 8 ساعات
منذ 8 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 3 ساعات
منذ 10 ساعات
قناة العربية منذ 16 ساعة
سكاي نيوز عربية منذ 17 ساعة
سي ان ان بالعربية منذ 3 ساعات
سكاي نيوز عربية منذ 6 ساعات
أخبار الأمم المتحدة منذ 21 ساعة
قناة CNBC عربية منذ 10 ساعات
سي ان ان بالعربية منذ 4 ساعات
قناة العربية منذ 7 ساعات