خلال الأسبوع الماضي، وردت تقارير عن مشاركة فلسطينيين في غزة في احتجاجات عامة ضد حركة «حماس». وقد نُظمت هذه الاحتجاجات في ثلاث مناطق رئيسية على الأقل، وشارك فيها مئات وربما آلاف الفلسطينيين. واللافت في هذه الاحتجاجات هو الشعارات واللافتات التي رفعها المتظاهرون، والتي عبّرت بوضوح عن نيتهم المناهضة لـ«حماس» مثل: «يجب أن ترحل حماس» و«نريد أن نعيش».
ورغم أن حجم هذه التجمعات لا يُقارن بالحشود الجماهيرية في صربيا أو تركيا أو حتى إسرائيل، إلا أن ما يجعلها لافتة للنظر وشجاعة هو الظروف التي جرت فيها: الهجمات التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة، وعدم تسامح «حماس» مع أي معارضة.
هذا التطور المثير للاهتمام أدى إلى تفسيرات متعددة ومتناقضة، على غرار فيلم «راشومون»، من قبل أطراف مختلفة في الصراع المستمر. (فيلم راشومون هو فيلم ياباني - يصف تأثير راشومون كيف يصف الأطراف حدثا ما بطريقة مختلفة ومتناقضة، مما يعكس تفسيرهم الذاتي ودفاعهم عن مصالحهم الذاتية، بدلاً من الحقيقة الموضوعية).
اتسمت بعض ردود الفعل الإسرائيلية بالقسوة والغرابة. فالنظرة الإسرائيلية السائدة لتبرير الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة ترتكز على الادعاء بأن «جميعهم حماس». وبدلاً من اعتبار التظاهرات دليلاً على خطأ تقييمهم للفلسطينيين، توصل المتشددون في الحكومة الإسرائيلية إلى نتيجة معاكسة. حيث صرّح القائد الأعلى للجيش الإسرائيلي أن هذه الاحتجاجات تُظهر أن القصف المتجدد وحرمان غزة من المساعدات يجدي نفعاً، وينبغي تصعيده حتى تُهزم «حماس» ويوافق الفلسطينيون على مغادرة غزة نهائياً. ولم يدرك بعض المعلقين الإسرائيليين الذين احتفوا بهذه التظاهرات أن هذه الاحتجاجات، رغم كونها مناهضة لـ«حماس»، ليست مؤيدة لإسرائيل، ولا تُشير إلى استعداد الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم الوطنية.
كما أخفق بعض الفلسطينيين في تفسير هذه الاحتجاجات. فقد اعتبرها البعض نتيجة «أيادٍ خفية»، تُحرّكها فصائل منافسة كـ«فتح» أو «عواصم عربية» لم يسموها، فيما اتهمها آخرون بالخيانة، معتبرين أنها تُضعف «المقاومة».
أما بعض الأصوات الأميركية والإسرائيلية، التي تحاول الظهور بمظهر الداعم والمتفهم، فقد اعتبرت هذه التظاهرات علامة إيجابية ودعت حكوماتها إلى احتضان المتظاهرين /أو دعمهم علنا، وكأن حكوماتها تتمتع بأي مصداقية في هذا الشأن، أو أن رحيل «حماس» وحده سيحل كل مشاكل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.
وبينما يمكن توقع هذه التفسيرات المختلفة بحكم تباين الرؤى، فإنها جميعاً تفتقر إلى الفهم الحقيقي. بادئ ذي بدء، لطالما كانت مشاعر الكراهية لـ«حماس» متجذرة بين سكان غزة. اختلق الإسرائيليون مبرراتهم للقصف الشامل لغزة بادعاءٍ زائفٍ ومُفبركٍ بأن «الفلسطينيين صوتوا بأغلبية ساحقة لحماس عام 2006». في الواقع، لم تفز «حماس» بالأغلبية، بل جاءت نتيجة فشل فتح في توحيد صفوفها ودخولها الانتخابات بلوائح متنافسة.
ولعبت الولايات المتحدة أيضاً دوراً في فوز «حماس» عام 2006 عبر دعمها المالي في اللحظات الأخيرة لحركة «فتح»، ما منح «حماس» فرصة استخدام شعار «الأميركيون يريدون فتح»، والشعب يريد حماس». وبسبب الغضب الشديد تجاه السياسات الأميركية، فقد كان هذا الدعم بمثابة «قبلة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية
