بدأت يوم السبت بحذر محاولة إعادة التواصل بين واشنطن وطهران عبر ساعتين ونصف من المحادثات في مسقط، قضى وزير الخارجية العماني معظمها ينقل الرسائل بين الوفدين الأمريكي والإيراني الجالسين في غرفتين منفصلتين.

الحل الدبلوماسي ممكن، لكنه يتطلب تنازلات كبيرة

لم يكن مرجحاً أن يسفر هذا اللقاء عن أي اختراق كبير حسب الأستاذ الفخري لدراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج بلندن السير لورنس فريدمان. ومع ذلك، اتفق الجانبان على الاجتماع مجدداً الأسبوع المقبل وأعلن وزير الخارجية الإيراني أن المحادثات كانت في "أجواء بناءة وقائمة على الاحترام المتبادل". ووصفت عمان الأجواء بـ "مواتية لتقريب وجهات النظر". كانت هذه النتيجة إيجابية بقدر ما كان متوقعاً كما كتب فريدمان في صحيفة "صنداي تايمز".

شرط التقدم

إذا أراد الجانبان إحراز تقدم، فعليهما تسريع وتيرة العمل. يقال إن الرئيس ترامب منح شهرين للتوصل إلى حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني. ولتشجيع الإيرانيين على مزيد من الانفتاح، قال إنه في حال فشل المحادثات، هو مستعد بلا شك للموافقة على عمل عسكري. وإذا فعل ذلك، يقول: "فسيكون يوماً سيئاً جداً لإيران". هذه التهديدات هي أحد أسباب تعامل إيران مع هذه المحادثات بحذر.

إن الاتفاق السابق الذي تفاوض عليه الرئيس أوباما منذ عشر سنوات، بدعم من تحالف دولي، كان يعني توقف إيران عن تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف العقوبات. في ولايته الأولى، تخلى ترامب عن هذا الاتفاق بحجة أنه لم يكن صارماً بما يكفي، وأن تخفيف العقوبات سمح لإيران بمواصلة أنشطتها العدائية في المنطقة. أطلق حملة "الضغط الأقصى"، وهي عقوبات اقتصادية أشد قسوة من ذي قبل. كما كان متوقعاً، فشلت هذه الحملة.

وبدل ذلك، مضت إيران قدماً في تخصيب اليورانيوم إلى مستوى مناسب للأسلحة، رغم أنها لم تتخلى بشكل كامل عن الاتفاق. لديها الآن ما يكفي لنحو ست قنابل، وسيستغرق تصنيع أسلحتها الأولى أشهراً، وليس سنوات. وما يزيد الوضع، صعوبة أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا التي لا تزال أطرافاً في الاتفاق قالت إنه إذا استمرت إيران في التخصيب، فإنها ستعيد فرض العقوبات في الأمم المتحدة في أكتوبر (تشرين الأول)، بطريقة يسمح بها الاتفاق ولا يحق لروسيا ولا الصين نقضها.

قيود المسار

ثمة حدود الآن لما يمكن أن يحققه المسار الدبلوماسي. طالب الأمريكيون الإيرانيين بتفكيك كل بنيتهم التحتية النووية بالإضافة إلى صواريخهم بعيدة المدى، ووقف دعمهم "للشبكات الإرهابية". لن توافق طهران على ذلك. الأساس الواضح الوحيد لنقاش مثمر هو هدف أكثر تواضعاً، وهو الاتفاق على إجراءات تحقق أكثر صرامة لإثبات أن إيران لا تصنع أسلحة بعد.

ولمح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إلى أن ذلك قد يكون أحد سبل المضي قدماً. لن يرضي هذا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي أصر على أن القضاء التام على البرنامج الإيراني وحده سيكون كافياً، وأكد طويلاً أن الضربات العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك. لكن هذه ليست مهمة سهلة.

أوضح الكاتب أن إيران طورت برنامجها النووي وهي على علم تام بإمكانية تعرضها للهجوم في وقت ما. لذلك، أخفت مواقعها الرئيسية، خاصة تلك.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري