في أسبوع من الفوضى العارمة، كانت وول ستريت لا تعلن فقط موت العولمة، ولكن فشلها أيضاً. والآن، بعد مضي خمسة أيام على التداول، لا يزال التشريح جارياً، لكن الضحية قد يكون الاقتصاد الشعبوي، الذي خنقته وول ستريت، معقل العولمة. ربما تحوّل يوم التحرير الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى يوم دفن للمناهضين للعولمة.

الولايات المتحدة قد تنازلت عن العرش

كتب المحرر الديبلوماسي في صحيفة "غارديان" البريطانية باتريك وينتور، أنه في محاولة لإنكار التراجع التكتيكي، يصر مساعدو ترامب على أن هدف البيت الأبيض لم يكُت إضعاف العولمة، أو حتى حماية الاقتصاد الأمريكي بالتعريفات، وإنما الدخول في مفاوضات لخفض هذه التعريفات في أنحاء العالم، ومعاقبة الصين. لكن ذلك بالكاد يتمتع بمصداقية، لأن التعريفات في جزء منها كانت تلقى اشادة من ترامب بوصفها إجراء من شأنه أن يزيد العوائد الاقتصادية، أو وسيلة لتعزيز التصنيع في الولايات المتحدة.

الحقيقة، هي أنه عندما تُواجه بمحاولة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي بين ليلة وضحاها، أو بما وصفه وزير المالية البريطاني السابق جيم أونيل بـ"المحاولة الانتحارية"، فإن الأسواق انتفضت. لكن التراجع الذي سببه بيع سندات الخزينة الأمريكية كان جزئياً فقط، مع إبقاء زيادة العشرة في المائة على التعريفات عالمياً باستثناء أجزاء من المكسيك وكندا.

وفي الوقت نفسه، فإن النزاع التجاري الشامل بين واشنطن والصين يبقي متوسط معدل التعريفات الجمركية الفعلي عند 27 %، وهو أعلى مستوى منذ 1903، وفقاً لجامعة ييل.

العولمة مجدداً

وفي خضم هذه الفوضى، لحق ضرر خطير بعيد المدى، ليس بالمصداقية السياسية لترامب، بل بقدرة العولمة على العودة مجدداً.

ويقول وينتور إن الثقة، والقواعد المتفق عليها، ودرجة من الاستقرار السياسي، هي ركائز العولمة. وهي الشرط المسبق لنجاح خطوط الإمداد التجارية عبر الحدود السياسية. إن العولمة، علاوة على كل شيء، ليست فقط الاتجار بالسلع أو بالأسواق الحرة، إنما هي عبارة عن مجموعة من الأفكار المترابطة والمؤسسات التي تدعم خلق الثروات، التي فرضت هيمنتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

ولم يكُن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وحيداً في المجادلة بأن.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه

هذا المحتوى مقدم من موقع 24 الإخباري