فى رحاب الإيمان احتفل الأقباط بيوم أحد السعف المبارك، والذى يعتبر محطة مفصلية في رحلة الخلاص المسيحى وإيذانًا ببدء أسبوع الآلام، حيث يتجسد في هذا اليوم مزيج فريد من الروحانية العميقة والفرح الشعبى العارم، وتتحد قلوب الأقباط في مختلف ربوع الوطن لإحياء ذكرى دخول السيد المسيح منتصرًا إلى أورشليم، حاملًا معه بشائر السلام والفداء، فلا يقتصر الاحتفال بهذا اليوم على البعد الديني العميق فحسب، بل يمتد ليجسد قيم الوحدة والتلاحم والتعبير عن الفرحة المشتركة التي تجمع العائلات والأصدقاء والمجتمع بأسره.
وتجلت مظاهر الفرح والوحدة الإيمانية في كافة الطقوس والاحتفالات التي أقيمت، حيث ترأس القيادات الروحية الصلوات والقداسات، وشارك آلاف الأقباط في هذه المناسبة الدينية العظيمة، وسط أجواء من البهجة والترانيم التي ملأت أرجاء الكنائس.
البابا تواضروس الثانى
وصلى قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صباح اليوم، قداس أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ "أحد السعف" في الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
واستقبل خورس الشمامسة قداسة البابا بالسعف والصلبان وهم يرتلون لحن الشعانين "افلوجيمينوس"، حيث صلى قداسته طقس دورة الشعانين التي يطوفون فيها داخل الكنيسة ويتوقفون أمام بعض الأيقونات والبابين البحرى والقبلى للكنيسة وموضع اللقان، ويقرأون فى كل نقطة توقف وعددها 12 نقطة، فصلاً من الإنجيل يتناسب موضوعه مع الأيقونة أو الباب الواقفين عنده.
واستكمل قداسته صلوات القداس الإلهي، وألقى عظة القداس، وأشار فيها إلى أن "أحد الشعانين" هو حدث فريد في التاريخ وفي طقس الكنيسة، موضحًا أن حدث دخول المسيح أورشليم ذكره البشيرون الأربعة، ويتميز أيضًا بأنه يختتم بصلاة التجنيز العام.
ولفت قداسة البابا إلى أنه من مظاهر "أحد الشعانين" استخدام سعف النخيل وأغصان الزيتون. واستكمل: "للشجر مدلول هام في الكتاب المقدس حيث بدأت الأشجار الرحلة مع الإنسان في الفردوس، وذكرها داود في المزمور الأول "فَيَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عِنْدَ مَجَارِي الْمِيَاهِ" (مز ١: ٣) واستمرت الرحلة حتى وُلِدَ الرب في مذود مصنوع من خشب الشجر وهو ما يمكن أن نسميه "لقاء الحب"، وتقابل في خدمته مع زكا العشار الذي صعد على شجرة جميز وهو ما يمكن أن نسميه "لقاء التوبة"، واليوم استقبله الجموع بسعف النخيل وأغصان شجر الزيتون في "لقاء الفرح" ثم يأتي يوم الجمعة العظيمة الذي صلب فيه الرب على خشبة الصليب في "لقاء الخلاص".
ومن خلال هذه الرحلة مع الشجرة وفي هذا العيد المفرح يرسل لنا الله عدة رسائل منها:
١- الله يريد أن يملك على قلبك في نقاوة هدوء واتضاع.
٢- المسيح يبكي على خطاياك طالبًا توبتك وخلاصك.
٣- المسيح يدعوك أن تعيش في طاعة الوصية ووسائط النعمة.
وفي نهاية العظة قدم قداسته التهنئة لجموع الشعب باسم الاباء الاحبار الاجلاء الاساقفة الحضور وابونا الوكيل
ويعد أحد الشعانين المعروف شعبيًّا بـ "أحد الزعف" أحد الأعياد السيدية السبعة الكبرى، ويبدأ بعده مباشرة أسبوع البصخة المقدسة الذي ينتهي بعيد القيامة المجيد.
وعقب انتهاء القداس صلى قداسته صلوات "الجناز العام" بحسب الترتيب الطقسي للكنيسة والذي يلي قداس الشعانين، وقبل الانخراط في صلوات البصخة المقدسة.
وشارك في الصلوات الآباء الأساقفة العموم المشرفون على القطاعات الرعوية بالإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالاسكندرية والاباء كهنة الكنيسة، وأعداد كبيرة من الشعب امتلأت بهم الكاتدرائية.
الطائفة الإنجيلية
وشارك الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، اليوم الأحد، في احتفال أحد الشعانين بالكنيسة الإنجيلية بحدائق القبة، بحضور الدكتور القس كمال يوسف، راعي الكنيسة والقس سمير شكري، القس المساعد بالكنيسة. وحضر للتهنئة عدد من القيادات السياسية والشعبية.
ورحب الدكتور القس أندريه زكي بالحضور، وقال في عظة بعنوان "المسيح والاختيارات الصعبة": "إن في دخول أورشليم وتطهير الهيكل". وأضاف "أن السياق الذي عاش فيه المسيح كان يشهد انقطاع النبوة وحالة من الجفاف الروحي بين الشعب، إلى أن جاء السيد المسيح. وأن التوقعات كانت حول سياسى يحرر الأرض ويحكم البلاد، لكن السيد المسيح كان لديه اختيارات أصعب من هذا الاختيار"،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة اليوم السابع