ما زلت أذكر تماما كيف كانت ردة فعل الناس عند صدور نظام مكافحة جريمة التحرش في عام 2018. كنت حينها لا أزال طالبا في مقاعد الجامعة، أتابع النقاشات والتعليقات في المجالس وعلى مواقع التواصل. كثير من الناس لم يتعاملوا مع هذا النظام بجدية، وبدأت تنتشر التعليقات الساخرة، مثل الادعاء بأن إرسال رمز تعبيري أو مجاملة عابرة قد تُعد تحرشا. في البداية، ظننت أن هذه التعليقات مجرد نكات عابرة أو كما نسميها «طقطقة»، لكن مع الوقت، بدأ بعض الناس يروجون لمفاهيم غير دقيقة، ويفسرون الأنظمة بطرق بعيدة عن نصوصها ومقاصدها. لا أنسى موقفا سمعته من أحد زملاء المهنة، قال فيه «قولك كلمة أحبك لزميلة في العمل يُعد تحرشا». هذا النوع من المبالغة يعكس حجم الخلط بين التصرفات والتعابير العفوية والسلوكيات التي يجرمها النظام.
إن النظام لا يعاقب على المشاعر أو الأقوال العابرة، بل يتعامل مع الأفعال التي تنتهك الضوابط الأخلاقية والمهنية، وتتوفر فيها أركان الجريمة كما حددها النظام. كنت أعمل على بحث تخرجي حول هذا النظام، وأدرك حجم الجهد المبذول لصياغته بما ينسجم مع احتياجات المجتمع وتطوره. ولهذا يؤسفني أن أرى بعض الزملاء والمختصين يساهمون في خلق حالة من التهويل وسوء الفهم، بدلا من أداء دورهم في توعية الناس.
إن الجدل حول أي نظام جديد أمر طبيعي، خاصة عندما يمس السلوكيات اليومية. لكن الخطورة تبدأ حين يُحوَّل النظام إلى مادة للتهكم أو الإثارة على منصات التواصل. البعض يختصر الأنظمة في جمل مثيرة، لا تستند إلى فهم قانوني،.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة مكة