منذ أن تطورت وسائل المواصلات، لم تعد وعثاء السفر (أي تعبه) كما كانت قديماً، أي الإرهاق والتراب والجوع والعطش. فلم يعد السفر بالخيل والإبل وسفن البحر الشراعية. ومع هذا التطور شهدت السياحة بين الدول وداخلها نمواً قوياً حتى أصبحت قطاعاً مهماً في الاقتصاد العالمي. كما تطورت وعثاء السفر أيضاً لتصبح أقرب للترف، مثل تأخير القطارات والطائرات أحياناً أو اختلاف جودة الرحلات الجوية والبحرية.
اختلفت وعثاء السفر في الأسابيع الأخيرة، خاصة عبر المحيط الأطلسي وفي أمريكا الشمالية، لتصبح أمراً جديداً مثل كل جديد ومثير تأتي به الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس دونالد ترامب. فالصحافة الاقتصادية، وحتى الصحافة العامة التقليدية، في الغرب مملوءة هذه الأيام بأخبار إلغاء سفر أعداد كبيرة إلى الولايات المتحدة. وفي المؤشرات الأولية تظهر بيانات وكالة السفر العالمية، تراجع سفر الزوّار من أوروبا إلى أمريكا بنسبة تقارب الخُمس الشهر الماضي. ومع سياسات ومواقف الإدارة الأمريكية المتسارعة يتوقع أن ترتفع هذه النسبة كثيراً في الأسابيع المقبلة.
نحن الآن في عطلة أعياد الفصح في الغرب، وهي فترة يزيد فيها السفر بين البلدان بشكل موسمي، خاصة من أوروبا إلى الولايات المتحدة وغيرها. ويعني التراجع في عدد المسافرين نسبة مضاعفة، إذ من المفترض أن تكون هناك زيادة عن المعدلات العادية.
تنقل وسائل الإعلام عن كثير ممن ألغوا سفرهم إلى أمريكا من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والنرويج وغيرها من بلدان أوروبا الغربية لتخوفهم من ألا تكون رحلاتهم سلسة. فأخبار توقيف السلطات الأمريكية في المطارات والموانئ ومنافذ الحدود البرية للمسافرين والتضييق عليهم، بل واحتجاز بعضهم وربما إعادتهم إلى حيث أتوا تزيد المخاوف. ليس هؤلاء الذين تراجعوا عن السفر براغبي إقامة أو هجرة، إنما هم زوار يقضون بضعة أيام للترفيه أو زيارة الأهل والأصدقاء.
يقول أغلب هؤلاء إنهم طلبوا ممن كانوا سيزورونهم في أمريكا أن يأتوا هم ليروهم في باريس أو روما أو لندن. كما أن الكنديين الذين كانوا يعبرون الحدود إلى أمريكا لقضاء العطلات ألغوا رحلاتهم، ليس فقط بسبب التضييق على الحدود وإنما كرد فعل على سياسات إدارة ترامب بمعاقبة كندا تجارياً وتصريحاته المتكررة حول ضم كندا إلى الولايات المتحدة.
في العام الماضي أنفق السائحون الذين زاروا أمريكا نحو ربع تريليون دولار، أي ما يزيد على اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وهي نسبة ليست هينة. لكنّ الضرر لا يقتصر فقط على الخسارة الاقتصادية للولايات.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية