إنَّ قمَّة العطاء المتميِّز، والقيام بالدَّور الحقيقيِّ والكبير في الحياة، إنَّما يكون عندما يبلغ الإنسانُ الأربعِينَ من عمره، فالوحيُ نزلَ على الرَّسولِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- في الأربعِينَ من عُمره، فبادر، وانطلق -بكلِّ قواه وإمكانيَّاته- يدعُو إلى الله، ويتواصل مع مجتمعه في مكَّة المكرَّمة؛ لتبليغ الرسالة، وهداية النَّاس على بيِّنةٍ من الوحي.
مرحلةُ الأربعين من العُمر مرحلةٌ يبلغ فيها العطاءُ مدَاه (حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ)، فكلمةُ «أشُدّه» تعبيرٌ عن قمَّة العطاء البيولوجيِّ والنَّفسيِّ التي يصل إليها الإنسانُ في أدائِهِ، حيث يكون في أعلى مستوى له، لذلك ربط سبحانَهُ وتعَالَى بينَ عبارة «أَعْمَل صَالِحًا» وبينَ كلمةِ «تَرْضَاهُ» بأنَّه يلزم العمل الصالح، أنْ يكون وافيًا كافيًا مستوفيًا في العطاء، دون تقصير حتَّى يحقِّق رضَا الله.
إذن المطلوب إحسان الأداء في هذه المرحلة؛ كون جميع الأجهزة البيولوجية، والنواحي النفسية في قمة عطائها، وهمة من أدائها، إحسان الأداء في العمل، والعلاقات الأسرية والاجتماعية، والأعمال الخيرية، في كل شيء يكون الأحسن أداءً؛ لأن جميع الأعضاء في «الأربعيني» تكون في قمة وهمة، وبعد الأربعين تبدأ تدريجياً الهمة والقمة بالتناقص في أدائها ووظيفتها البيولوجية والنفسية، ومن ذلك، ما كنتُ أنصحُ به -ولازلتُ- أنصحُ أنَّ مَن أرادَ أنْ يقومَ بالتعدُّد في زَوَاجه له ذلك، لكنْ يجبُ أنْ يكون حول هذا العُمر ما بين.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة المدينة
