د. علي محمد فخرو هذا الجحيم الذي تعيشه أمتنا العربية، الممزّقة، المنغمسة في صراعات عبثية منهكة، يجعلنا نطرح السؤال المفصلي الآتي: ماذا يجب أن نتعامل معه كأولوية في هذه المرحلة: إصلاح الأسس التي قامت عليها الدولة الوطنية العربية الحديثة أم مواجهة الأمراض التي أصابت سلطة تلك الدولة؟
الجواب عن هذا السؤال سيقرّر تركيبة وأساليب عمل وأهداف النضال المدني والجماهيري الآن وفي المستقبل القريب.
ومن أجل أن نعرف مكمن المشكلة التي نطرحها دعنا نبدأ أولاً بتبيان ظروف أسس قيام الدولة العربية القُطرية بعد نهاية الخلافة العثمانية على يد الغرب أو بعد تقسيم المشرق العربي من قبل الاستعمارين الإنجليزي والفرنسي كما خططها مشروع سايكس - بيكو الاستعماري الشهير. كانت تلك اللحظة التاريخية بداية أزمة الدولة في مكوناتها التي تتناقض مع مفاهيم الدولة/ الأمة الحديثة، ومع غياب أسس عصرية لشرعية سلطات تلك الدولة التي حلت محل الأتراك العثمانيين أو محل قوى الاستعمار عندما تراجع ورحل من أرض بلاد العرب.
نحن هنا أمام مشهدين تاريخيين: الأول مشهد الدولة/ الأمة في أوروبا التي وصل عمرها إلى أربعة قرون تقريباً، والثاني مشهد الدولة (بدون توحد الأمة بعد) في بلاد العرب التي وصل عمرها حالياً إلى بضعة عقود من السنين فقط.
ظروف ولادة الدولة العربية القطرية الحديثة نقلت في الحال إليها قائمة من مواريث سياسية وعرقية وجهوية واجتماعية وثقافية ودينية كانت حصيلة عدة قرون من النظام العربي - الإسلامي المهيمن على الشرق أوسطية برمتها.
على رأس قائمة تلك المواريث الترسخ التاريخي للقبلية والعشائرية والطائفية المذهبية والحساسيات العرقية، والكثير من السلوكيات والعادات الاجتماعية البدائية، ومن مفاهيم مغلوطة كإشكاليات مفاهيم.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الخليج الإماراتية
