بعد صعود ممداني.. نيويورك لم تعد كما كانت

لا يزال المحللون يسعون لفهم فوز زهران ممداني الحاسم في انتخابات رئاسة بلدية نيويورك الشهر الماضي. وكحال العميان في القصة الهندية القديمة «العميان والفيل»، جاءت التفسيرات المطروحة في معظمها صحيحة، لكنها ناقصة.

كان تركيز ممداني على مسألة القدرة على تحمل التكاليف عامل جذب واضح، وكذلك لطفه الذي تجلى في منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي. كما كان تنقله الدائم، ولقاءاته مع الناخبين وتفاعله معهم أينما كانوا، عاملاً مساعداً في ترجيح كفته، إذ عكس رغبته الصادقة في التعرف على الناخبين وأن يتعرفوا عليه.

في ظلّ المناخ السياسي الراكد الذي تهيمن عليه شركات الاستشارات الانتخابية، شكّل ممداني مساراً جديداً. وبينما أنفق خصومه عشرات الملايين على إعلانات هجومية سلبية، كان نهج ممداني جديداً ومثيراً. ورغم خوضه الانتخابات في مواجهة حملة ممولة بسخاء لدعم حاكم سابق، وجزء كبير من مؤسسة الحزب «الديمقراطي» في نيويورك التي رأت فيه تهديداً لهيمنتها، لم يكتفِ بالفوز فحسب، بل حصد أيضاً أصواتاً أكثر من أي مرشح سابق لمنصب رئيس بلدية نيويورك في تاريخ المدينة. وكانت هناك ثلاثة عوامل أخرى حاسمة أسهمت في تحديد نتيجة الانتخابات.

العامل الأول هو التغير الديموغرافي في مدينة نيويورك. ففي عام 1980، كان أكثر من نصف سكان المدينة من البيض. أما اليوم، يشكل البيض أقل من ثلث السكان فقط. وفي عام 1980، كان عدد سكان نيويورك من أصول لاتينية 1400000 نسمة، أما اليوم فقد بلغ 2.5 مليون. وخلال الفترة نفسها، ظل عدد السكان السود مستقراً نسبياً عند نحو 1700000 نسمة، غير أن أكثر من ثلث السود اليوم هم مهاجرون أو أبناء مهاجرين حديثين من دول أفريقية أو كاريبية. ومن أكبر التحولات أيضاً النمو الهائل في عدد سكان نيويورك من أصول آسيوية، إذ ارتفع من بضع مئات الآلاف إلى 1400000 نسمة.

أدت هذه التغيرات الديموغرافية لصالح الجاليات المهاجرة الجديدة إلى تحولات جوهرية في تركيبة الناخبين، وكان لها أثر بالغ في هذه الانتخابات. فقد فاز ممداني بسهولة بين الناخبين الآسيويين واللاتينيين والسود. لكن من المهم الإشارة إلى أنه تقاسم تقريباً أصوات البيض بالتساوي مع منافسه الرئيسي. ويُعدّ هذا الأداء المتميز بين جميع الفئات الديموغرافية أمراً غير معتاد في سياسة نيويورك.

كان من أهم العوامل الحاسمة في فوز ممداني الدور الذي لعبته حركة شعبية قوية. فقد كانت منظمة «الاشتراكيين الديمقراطيين الأميركيين»، هي القوة الدافعة وراء هذا الانتصار. وبفضل آلاف المنظمين المنتشرين في جميع أنحاء مدينة نيويورك، حققوا بالفعل عدداً من الانتصارات غير المتوقعة خلال العقد الماضي. كان أولها في عام 2018، عندما هزمت «ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز»، المرشحة الصاعدة، عضو الكونجرس «جوزيف كراولي». في ذلك الوقت، كان كراولي رئيساً للحزب «الديمقراطي» في مقاطعة كوينز ونائباً لرئيس الكتلة «الديمقراطية» في الكونجرس. وبطرق عديدة، كان فوز أوكاسيو-كورتيز بمثابة نذير لفوز ممداني. فقد كان كراولي يحظى بدعم المؤسسة السياسية وبأموال أكثر بكثير من منافسه المتمرد المجهول، لكن جهاز الحزب الذي كان يرأسه كان قد أصبح متراخياً وراكداً. أما أوكاسيو-كورتيز، فكانت تمتلك حركة.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من صحيفة الاتحاد الإماراتية

منذ 57 دقيقة
منذ ساعتين
منذ 8 ساعات
منذ 9 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 9 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 6 ساعات
موقع 24 الإخباري منذ 5 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ ساعتين
موقع 24 الإخباري منذ 8 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 12 ساعة
برق الإمارات منذ 14 ساعة
برق الإمارات منذ 14 ساعة