خلال لقاء مصور.. حاكم الشارقة: تاريخ عُمان غني ومشرف وأصيل #الشارقة24

الشارقة 24 محمد الحمادي:

تحدث صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في لقاء بُث عبر قناة الشارقة، وحاوره فيه سعادة محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، عن آخر إنجازاته التاريخية الفكرية "البرتغاليون في بحر عُمان"، أحداث في حوليات من 1497م إلى 1757م، ويحتوي على 21 مجلداً يروي فيها سموه تفاصيل أحداث مرتبطة بشكل مباشر بالمنطقة وتاريخها وبحر عُمان بشكل خاص.

شرح مفصل لفكرة مشروع جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية

واستهل صاحب السمو حاكم الشارقة اللقاء التلفزيوني بشرحٍ مفصل لفكرة مشروع جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية الذي يعمل عليه سموه، ذاكراً سموه أنه في عام 1985م وبعد إتمامه لدرجة الدكتوراه وطباعة سموه للأطروحة في كتاب، ذهب سموه إلى مكتبة الهند في بريطانيا مقابلاً مديرها "بلومفيلد"، الذي كان يمتلك خلفية كاملة عن التاريخ في جميع المجالات منها المكتبات والإدارة وغيرها، وهو من حول مكتبة الهند إلى المكتبة البريطانية الكبرى بمقرها الجديد.

وأوضح سموه بأنه سلم مدير المكتبة البريطانية الأطروحة الذي أخذ يقلبها متسائلاً عن مصادر الوثائق، التي جاءت فيها، سارداً سموه تفاصيل جهوده في الحصول على الوثائق البريطانية وانتقال سموه لمدينة "مومباي" الهندية للحصول على نُسخ من الوثائق، وذلك لإتمام دراسة الدكتوراه بعد صعوبة الحصول عليها في بريطانيا، وكانت فكرة الذهاب إلى "مومباي" من سيدة هندية عجوز كانت تجلس في المكتبة، وتعمل على أطروحة، وأوضحت لسموه بأن مومباي تضم نفس الوثائق الموجودة في المكتبة.

وأخذ صاحب السمو حاكم الشارقة يشرح للسيد "بلومفيلد" تفاصيل العقبات التي يواجهها الدارس في مكتبته، مشيداً سموه بمكتبة "مومباي" من حيث تفاصيل الكتب المبوبة للوثائق وسلاسة الحصول على المعلومات والمصادر، قائلاً سموه إن نفس هذه الإشكاليات التي يواجهها اليوم هنا في المكتبة البريطانية، كانت قد حصلت لسموه في البرتغال، موضحاً سموه رغبته في الحصول على الوثائق الشبيهة في المكتبة البريطانية، وقام سموه بتصوير جميع الوثائق والاستعانة بأشخاص مفرغين بعد تقديم التسهيلات من مدير المكتبة، مبيناً سموه بأنه عمل نفس الخطوات في مكتبة في البرتغال للحصول على وثائق تاريخية تساعد سموه في دراسته وإصداراته.

وأشار سموه بأنه استعان بجهود موظفة في المكتبة البريطانية كانت تعمل في قسم الوثائق البرتغالية وتدعى "فيونا ويلكي"، حيث استأذن سموه مدير المكتبة بأن تُحال للتقاعد وتكفل سموه بتكاليف تقاعدها وتوظيفها مع سموه لتساعده في تجميع الوثائق البرتغالية، مشيراً سموه إلى أن المكتبة كانت تحتفظ بالوثائق البرتغالية وذلك بعد استعادة "مومباي" من البرتغاليين، حيث أرادوا معرفة ودراسة المنطقة، كاشفاً سموه أن نقل وترجمة الوثائق البرتغالية للمكتبة البريطانية، استغرق 5 سنوات، عمل عليها شخص يدعى "دنفر" ويتحدث البرتغالية ومعه فريق عمل متمكن.

وبيّن سموه بأن الوثائق البرتغالية تتناول "مومباي" وما وراءها وهي التي تهم الأشخاص هناك، موضحاً سموه اهتمامه بمعرفة الوثائق البرتغالية التي تتحدث عن تاريخ الخليج وبحر عُمان، وكانت "فيونا" حلقة الوصل بين سموه والمكتبة البريطانية للحصول على الوثائق البرتغالية والتي خصص لها سموه مكتباً في "لندن"، واستقطبت 4 أشخاص يتحدثون اللغة البرتغالية القديمة ويترجمونها للغة البرتغالية الحديثة، بالإضافة إلى فريق عمل يتكون من 29 شخصاً، للتعامل مع تحديات الوثائق التي تكون مكتوبة بخط اليد ومر على أوراقها زمن طويل أثرت على جودتها وحروفها وقراءتها.

وأضاف سموه بأن "فيونا" كُلفت بالتعامل مع جميع الوثائق البرتغالية الموجودة في مراكز مختلفة حول العالم مثل البرتغال أو إسبانيا أو منطقة غوا في الهند، حيث تتوزع الوثائق في الأرشيف الوطني البرتغالي، ولها النصيب الأكبر بالإضافة إلى أرشيف الكنائس والجيوش والموانئ.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة، أنه عمل أيضاً مع شخص يدعى "مايكل بيندر"، وكان يعمل في وظيفة مسؤول مالي بشركة نفط الهلال، وخصص له سموه مكتباً قريباً من منزله في منطقة يورك في الشمال البريطاني، وكانت تعمل معه سيدتان تقومان باستلام الوثائق من المكتبة البريطانية عبر نقلها لمنطقة "يورك"، وتقومان بتحويل الوثائق من خطوط الكتابة اليدوية إلى طباعة بالآلة الطابعة، ويقوم سموه بالتأكد من صحتها ومراجعة ما تم طباعته مع "بيندر" عبر الاتصال الهاتفي أو عبر رسائل البريد.

وشرح سموه آلية عمل الفرق التي يأتي بعضها بالوثائق ومن ثم ترجمتها وطباعتها ويتم إدخالها كملف وترتيبها، مستعرضاً سموه وثيقة أرسلها "بريدم" الذي وكلت له مهمة البحث والترجمة والطباعة إلى "مايكل بيندر" تضمنت تقريراً مفصلاً حول الخطوات وتوزيع العمل على الفريق، وكانت "فيونا" تعمل على توزيع النسخ، حيث تبقى نسخة في بريطانيا ونسخة يحتفظ بها سموه معه، ويتم التواصل بعد توفر النسختين للمراجعة وقراءته.

وأوضح صاحب السمو حاكم الشارقة، أنه تتم المراجعة والوقوف على الاختلافات في الأسماء العربية والمناطق المذكورة في الوثائق، لافتاً سموه أنه وفر تعريفات على هامش كل صفحة توضح هذه الاختلافات وهي ستفيد كل من سيبحث في الكتب، مشيراً سموه إلى أن العمل في جمع هذه الوثائق وطباعتها بهذه الصورة حتى صدور هذه السلسلة استغرق 36 عاماً، بداية من عام 1989م ولغاية يومنا هذا.

وكشف سموه أنه في شهر أغسطس من عام 2006م أي بعد 18 عاماً من بدء جمع وترجمة وطباعة الوثائق التاريخية، كان سموه يصلي صلاة المغرب وتلقى سموه مكالمة لم ينتبه لها إلا في صباح اليوم التالي، وتفيد المكالمة بقدوم "فيونا" مساء الأمس لتسليم آخر ملف من الوثائق وتهنئة سموه باكتمال المشروع، حيث تركت نسختين من الملف الأخير، نسخة واحدة لصاحب السمو حاكم الشارقة والنسخة الأخرى لـ "بريدم"، وعندما طلب سموه الاتصال بـ "فيونا" لشكرها، جاء الخبر الصادم بأنها فارقت الحياة بعد تسليمها للملف الأخير وعودتها لمقرها.

وأشار سموه أنه بعد رحيل "فيونا" ذهب "بريدم" لمكتبها وأخذ الأوراق المهمة التي نقلها لمقره وكانت مرتبة لغاية ديسمبر 2006م، وكتب "بريدم" مذكرة باللغة الإنجليزية حول تفاصيل المشروع وتمت ترجمتها للغة العربية، وخط فيها جملة قائلاً: "هذه المجموعة من الوثائق والترجمات لم يقم شخص وحتى البرتغاليون أنفسهم بمثل هذا الجمع، الذي قام به الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، تم البحث في السجلات الأرشيفية في البرتغال وإسبانيا وغوا ودول أخرى عن مواد ذات صلة، وقد تم نسخ كل ما يتعلق بالخليج من الخط البرتغالي القديم وترجمته للغة الإنجليزية الحديثة".

وبيّن صاحب السمو حاكم الشارقة أهمية العمل وجمع الوثائق الذي أُنجز، والذي لا يختص بسلسلة "البرتغاليون في بحر عُمان" ومجلداته الـ 21 فقط، بل يُمكن من خلالها إصدار أكثر من 200 مجلد، والسلسلة الحالية تخص فقط بحر عُمان، مبيناً سموه طلب العديد من الأشخاص والمسؤولين كتابة ما يتصل بتاريخ الهند وشرق إفريقيا لما يمتلكه سموه من معرفة وأدلة ووثائق تعكس تاريخ المناطق المختلفة، موضحاً سموه بأن هذه الوثائق لا تكون للقراءة اليومية والاستمتاع، بل لخدمة الباحثين والاستفادة منها، مشيراً سموه أنه في آخر كل مجلد سيجد الباحث دليل الباحثين، الذي كتب فيه سموه ملخصات الأجزاء وتعليق سموه على الأحداث، بالإضافة إلى ترقيم الوثيقة وكتابة أرقام الصفحات وذلك تسهيلاً على الباحث.

وتناول سموه طرق الاستفادة من مخرجات هذا المشروع الذي يظهر الآن على شكل وثائق وأخرجت في صورة حوليات، مشيراً سموه إلى أن كل ملف من الممكن أن يخدم ما بين 150 200 وثيقة، ويستطيع الباحث من خلال قراءته الوقوف على التفاصيل والوصول لعدد من الوثائق التي تساعده في الحصول على درجة الدكتوراه، فهي منقحة والهوامش واضحة ومتوفرة باللغتين العربية والإنجليزية.

وتحدث سموه عن سبب تسمية الإصدار "البرتغاليون في بحر عُمان"، وتناوله لمنطقة بحر عُمان التي تمتد من باكستان لغاية مضيق هرمز، ومنطقة صلالة في الجنوب، سارداً سموه أحداث هذه المنطقة وطريقة عبور السفن في البحر وإبحارها مع التيارات للتنقل بشكل آمن، إضافة إلى التحديات التي تواجه السفن في تحميل البضائع من الدول المختلفة وتبادلها، وذلك عبر المرور بموانئ و"بنادر"، موجودة في بحر عُمان وليست في عُمان فقط.

وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة، بأن البرتغال لا تمتلك مركزاً على أراضي الخليج، واحتلالها للدول من خلال مراكز مختلفة، ولكنها لا تقود الحروب، بل كانت قوتهم في البحر من خلال استخدام سلاح "البارود"، بينما أهالي المنطقة كانت أسلحتهم السيوف، وهذا ما يرجح كفتهم في الحرب، ويجعل استقرار البرتغاليين في الجزر، ضارباً سموه مثلاً عن "مسقط" وهي جزيرة تحيط بها الجبال.

وكشف سموه بأن سلسلة "البرتغاليون في بحر عُمان" تضم 1138 وثيقة، وتم وضعها في ذاكرة إلكترونية باللغتين العربية والإنجليزية، وسيتم توزيع 10 آلاف ذاكرة إلكترونية في معرض مسقط الدولي للكتاب هدية.....

لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه


هذا المحتوى مقدم من الشارقة 24

إقرأ على الموقع الرسمي


المزيد من الشارقة 24

منذ 7 ساعات
منذ ساعتين
منذ 6 ساعات
منذ 4 ساعات
منذ 6 ساعات
منذ 11 ساعة
برق الإمارات منذ 13 ساعة
برق الإمارات منذ 13 ساعة
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 5 ساعات
صحيفة الخليج الإماراتية منذ ساعة
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ ساعتين
صحيفة الخليج الإماراتية منذ 8 ساعات
صحيفة الاتحاد الإماراتية منذ ساعتين
موقع 24 الإخباري منذ 4 ساعات