يحتفي «معرض أبوظبي الدولي للكتاب»، في دورته الـ 34 لهذا العام بكتاب «ألف ليلة وليلة»، الكتاب الذي ألهم المثقفين والمفكرين والكتّاب وصنّاع الأفلام والفنانين في جميع أنحاء العالم، بقصصه وتفاصيله وفصوله، التي نُقلت وعُرضت عبر وسائط إعلامية متنوعة، مما ترك تأثيراً عميقاً في وجدان القراء وفي الأدب الإنساني العالمي، وهذا الاحتفاء يراه كُتّاب ونقاد تحدثوا لـ«الاتحاد» احتفاء مستحقاً لما يحمله من دلالات ورمزية، كما يعكس النهج الأصيل لـ «معرض أبوظبي للكتاب» في الإضاءات الكبرى التي يقدمها على الشخصيات الأدبية والفكرية والمؤلفات الخالدة.
بدايةً، قالت الشاعرة شيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية بمركز جمعة الماجد: «كتاب ألف ليلة وليلة يعد جزءاً أصيلاً من الذاكرة الإنسانية، ومن يتعمق في القراءة بمضامينه سيدرك تشعبات الحياة ودروب البحث عن الحقيقة الوجدانية المرتبطة بهذا المؤلف. ومن المنطلق التاريخي للكتاب تتأكد لنا معلومة واضحة، وهي أنه وبعد مُضيّ هذه القرون التي حملت الكتاب لنا مازال يفتح صفحاته على امتداد تاريخ القراءة والبحث، ويجدد الحوارات بين المثقفين، ويستند إلى يقين كبير بأهميته التاريخية والأدبية». مؤكدة، أن الحكاية لا تصيبها الشيخوخة، لكنها تعيش مع كل الأزمنة، والاحتفاء بهذا الإرث يأخذنا نحو البحث عن مخطوطاته وطبعاته لسرد حضوره في المكتبة، إضافة إلى أعمال الترجمة وقضايا النقد والأدب، فهنيئاً للقائمين على هذا المحفل الثقافي الدولي الكبير.
عوالم سحرية
تبيّن الكاتبة مريم سلطان المزروعي، باحثة في التراث، أنّ معرض أبوظبي الدولي للكتاب حقق نجاحات عالمية، ويعتبر من المعارض الناجحة على صُعُد مختلفة، من خلال ما يقدمه للكتاب والمثقفين ولجميع أفراد المجتمع من إضافات إبداعية للساحة الثقافية، التي تأتي من خلال تعزيز المهارات وترسيخ الإبداع، وتخصيص كتاب «ألف ليلة وليلة» يعتبر نوعاً من تسليط الضوء على ثراء هذا التراث السردي، الذي حمل في طياته العديد من الأساطير والحكايات الخرافية وقصص الحب والتضحية التي تجاوزت حدود الزمان والمكان، وتضيف: «استُخدمت قصصه عبر القرون الماضية، وكانت سبباً في استلهام الأدباء والفلاسفة لموضوعات عدة مشابهة، وعلاقتي بهذا الكتاب ارتبطت منذ طفولتي، حيث كانت حكايات ألف ليلة وليلة تأسر خيالي بشخصياتها وأبطالها، وفتحت أمامي أبواب عوالم سحرية لا حدود لها. كنت أقرأ وأستمتع بالحكايات كأنني أعيش بين أبطالها. صوت الحكايات شكل لي أجمل لحظات طفولتي، ونقلتني من عالمي الصغير إلى مدن بعيدة وقصور مليئة بالأسرار والعجائب».
ذاكرة كونية
من جهتها، تقول الكاتبة والناقدة سحر الزارعي: «حين يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بـ «ألف ليلة وليلة»، فإنه لا يكرّم كتاباً بقدر ما يوقظ ذاكرةً كونية، ويستدعي أرشيفاً من الحكمة المسافرة في الزمن. هذا العمل ليس أثراً وإرثاً أدبياً فحسب، بل هو طقس من طقوس البقاء، ونموذج لصراع الإنسان مع المجهول، وانتصاره بالحكاية على الفناء. «ألف ليلة وليلة»، هو فضاء تتكاثر فيه العوالم، وتتماهى الأزمنة، ويصبح الخيال أداةً فلسفية لفهم العمق الإنساني، وهو كتاب لا يقرأ فحسب، وإنما يُصغى إليه، كأن الليل نفسه يتحول إلى مسرحٍ للحكمة، تنزل فيه الحكاية من.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الاتحاد الإماراتية




