لتعزيز الوعي المجتمعي بالمرض الجلدي المزمن، والتثقيف بمسبباته وأعراضه وسبل علاجه، والدعوة لتكثيف الجهود الصحية وتمكين المرضى من الحصول على الرعاية الطبية المناسبة، ونشر ثقافة الوقاية والعناية بالجلد بين أفراد المجتمع، يحتفل العالم سنوياً في 29 أكتوبر باليوم العالمي للصدفية، الذي وصفته وزارة الصحة السعودية، بالمرض الجلدي المزمن غير المعدي، ويحدث لزيادة في نشاط الجهاز المناعي للجسم، مسبباً سرعة نمو خلايا للجلد التي يتجدد كل ٣- ٤ أسابيع.
وفي حالة الصدفية ونتيجة الفرط في إنتاج خلايا الجلد تتسرع هذه العملية وتستغرق ٣- ٧ أيام تقريباً، ينتج عنه تراكم طبقات الجلد وظهور أعراضها التي قد تصيب الأطفال والمراهقين، ولكنه غالباً يصيب البالغين، موضحة أنه حتى الآن لا يوجد علاج يشفي تماماً من الصدفية، فيما تستخدم بعض الأدوية للتحكم بأعراضها التي تختلف بحسب مدى تأثر الجلد وشدة الحالة والمنطقة المصابة بالصدفية، ناصحة المرضى بضرورة الالتزام بتناول الأدوية بحسب إرشادات الطبيب، والحرص على ترطيب الجلد على نحو منتظم خاصة عند الشعور بالحكة، والمحافظة على وزن صحي، فالسمنة تؤدي إلى تفاقم أعراض الصدفية مع ضرورة المحافظة على تقليم الأظافر بشكل دوري وتجنب وضع الأظافر الصناعية عند الإصابة بالصدفية، وكذلك تجنب شد الشعر لمنع تهيج فروة الرأس، مع ضرورة التقليل من مدة الاستحمام لمدة 5 دقائق إلى 15 دقيقة أو أقل.
فيما يقيم الاتحاد الدولي للصيدلة (IFPA) الذي تأسس 1971م، ويضم أكثر من 55 جمعية عضواً حول العالم، مؤتمراً عالمياً يقدم فيه أحدث التطورات لأبحاث والتهاب المفاصل الصدفي التي تسبب خللاً في الجهاز المناعي، ويُصيب أكثر من 125 مليون شخصٍ حول العالم. وأن المصابين بالصدفية أكثرُ عُرضةً للإصابة بأمراضٍ مُصاحبة، مثل داء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ناهيك عن تأثيرها الكبير على الصحة النفسية.
وصنّفت جمعية المناعة الذاتية، أن المرض هو جلدي يسبب بقعاً جلدية سميكة حمراء اللون ذات قشور فضية اللون، تسبب حكةً أو ألماً تظهر كبقع على المرفقين والركبتين وفروة الرأس والظهر والوجه والكفين والقدمين، وقد تظهر في أجزاء أخرى من الجسم، وتسبب الصدفية مشكلة في جهاز المناعة في عملية تُسمى «دوران الخلايا»، ومن الصعب تشخيص الصدفية لأنها قد تبدو مثل أمراض الجلد الأخرى، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة وربما تستمر مدى الحياة، تظهر أعراضها وتختفي.
وقالت مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA): إن الصدفية يمكن أن تسبب الحكة وعدم الراحة وأحياناً الألم، وتُصيب ما بين 2 4% من سكان العالم، وأن أكثر فترتين في الظهور هما في سن ٢٠ إلى ٣٠ عاماً، والثانية في سن ٥٠ إلى ٦٠ عاماً، وتُصيب الرجال والنساء على حد سواء، ولكنها أكثر شيوعاً لدى بيض البشرة إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بها، وقد تتفاقم الصدفية لدى بعض المرضى، وتعيق حركتهم إذا لم تعالج.
حرقة وألم في الجلد
أخصائي أول جلدية الدكتور عدنان علي البحبوح، أرجع اسم (الصدفية) إلى اشتقاقها من كلمة الصدف أي القشرة أو الصفائح، لأن المرض يتميز بظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء أو فضية تشبه الصدف البحري، تحدث نتيجة تسارع دورة حياة خلايا الجلد بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تراكم الخلايا الميتة على السطح، وهو مرض مناعي التهابي مزمن، يختلّ تنظيم الجهاز المناعي فتبدأ خلايا مناعية (خصوصاً خلايا T) بإفراز مواد التهابية مثل TNF-وIL-17 وIL-23، مما يؤدي إلى تسارع نمو خلايا الجلد.
كما أن العوامل الوراثية تلعب دوراً مهماً، ويُضاف إلى ذلك تأثير العوامل البيئية مثل العدوى، التدخين، التوتر، البرد، وإصابة الجلد التي تتمثل في ظهور بقع جلدية حمراء أو وردية مغطاة بقشور سميكة، عادة في المرفقين والركبتين وفروة الرأس وأسفل الظهر، وقد يشعر المريض بحكة أو حرقة أو ألم في الجلد، وقد تظهر تشققات تنزف أحياناً، وفي بعض الحالات، تمتد الإصابة إلى الأظافر فتظهر فيها حُفر صغيرة أو تتسمك وتتقوس أو تنفصل عن قاعدة الظفر، وهي ما يُعرف بـ«صدفية الأظافر» التي قد تدل أحياناً على وجود التهاب مفاصل صدفي. وعن أكثر الأنواع شيوعاً قال أخصائي أول جلدية الدكتور بحبوح لـ«عكاظ»: هي اللويحية (Plaque psoriasis): وتشكل نحو 80% من الحالات، الصدفية النقطية (Guttate): تصيب الأطفال والمراهقين غالباً بعد عدوى بالحلق، الصدفية الثنيات (Inverse) في مناطق الاحتكاك مثل الإبطين والأربية، الصدفية البثرية (Pustular) تتميز ببثور بيضاء مليئة بالقيح، الصدفية المحمة للجلد (Erythrodermic) نوع نادر قد يغطي الجسم كاملاً ويحتاج إلى عناية طبية عاجلة.
محفزات تُثير النوبات
أخصائي الجلدية الدكتور البحبوح أشار إلى أن من الأسباب والعوامل المحفزة إلى جانب العوامل المناعية والوراثية، هناك محفزات تُثير نوبات الصدفية مثل العدوى البكتيرية، الجروح أو الحروق، الطقس البارد والجاف، التدخين، التوتر النفسي، وبعض الأدوية أو التوقف المفاجئ عن الكورتيزون، مؤكداً أنها لا تنتقل بالعدوى، فهي غير مُعدية إطلاقاً، وتبدأ الفحوص والتشخيص لهذا المرض غالباً بالتاريخ الطبي والعائلي، والفحص السريري للبقَع وملاحظة شكل اللويحات والقشور، الأظافر، فروة الرأس، المفاصل، واستخدام منظار الجلد (ديرموسكوب)، وفي الحالات غير النموذجية، تُجرى خزعة جلدية لتأكيد التشخيص، ويُقيَّم المريض للبحث عن مضاعفات مثل التهاب المفاصل الصدفي أو الأمراض المصاحبة كالسمنة والسكري.
حفر صغيرة وانفصال للظفر
وفيما يتصل بـ(صدفية الأظافر) ومدى خطورتها، قال الدكتور بحبوح: الصدفية قد تصيب الأظافر وتظهر بتغيّرات مثل الحُفَر الصغيرة (نقرات) بتغير اللون، وانفصال الظفر عن القاعدة (onycholysis) «قد يصبح الظفر المصاب رخواً ومنفصلاً عن قاعدة الظّفر»، وهذه الحالة ليست تجميلية فقط؛ يمكن أن تكون دلالة على مشاركة المفاصل (التهاب المفاصل الصدفي) أو حتى خطر مضاعفات أوسع، لذا لا يُغفل عنها.
وبالنسبة لعلاج الصدفية أوضح الدكتور بحبوح قائلاً: حتى اليوم لا يوجد علاج، لكن يمكن السيطرة على المرض بفعالية بفضل التقدم الطبي، وتشمل الخيارات: العلاجات الموضعية، والعلاج الضوئي (Phototherapy) بأنواعه، والعلاجات البيولوجية الحديثة التي تستهدف المواد الالتهابية في الجهاز المناعي وتُحدث تحسناً كبيراً. وذلك للحالات المتوسطة إلى الشديدة وهي الأكثر فعالية، وتستهدف بدقة.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة عكاظ
