انتهت المباحثات بين وفد أميركي مكوّن من المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وصهر ترمب، جاريرد كوشنر، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون إحراز اتفاق كبير لإنهاء حرب أوكرانيا، وسط خلافات حول ملف الأراضي وانضمام كييف لـ«ناتو». في المقابل، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن نظيره الروسي يريد إنهاء النزاع، بينما تتقدم القوات الروسية ميدانياً، وتطالب كييف بزيادة الضغط الدولي على موسكو لدفعها نحو التسوية.
أظن أنه مع استمرار المفاوضات، واشتعال السعار الكلامي بين الرئيس الروسي والقادة الأوروبيين، ستتنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها وستعطى ضمانات إلى موسكو أن كييف لن تنضم أبداً إلى الحلف الأطلسي. ولكن لماذا هذا التخوف من الحلف الأطلسي؟
على الرغم من بعض الدعم الذي تظهره دول الأطلسي من حيث المبدأ بشأن الطلب الأوكراني المتكرر للانضمام إلى الحلف الأطلسي، فإن ذلك قد يسبّب تصعيداً في النزاع؛ لأن روسيا تعتبر مثل هذا التوسع خطاً أحمر، بخاصة مع ما تتضمنه المادة الخامسة من ميثاق حلف «ناتو» من مواجهة مباشرة للحلف حال تعرض أي دولة لنزاع مُسلّح. وتنص هاته المادة على أن «أي هجوم أو عدوان مُسلّح ضد طرفٍ من أعضاء (ناتو)، يعتبر عدواناً عليهم جميعاً، ومِن حقّهم الردّ باتخاذ الإجراءات التي يراها الحلف ضرورية على الفور، بشكل فردي وبالتوافُق مع الأطراف الأخرى، بما في ذلك استخدام قوة السلاح، لاستعادة والحفاظ على أمن منطقة شمال الأطلسي».
إن الساكنة التي يسهم الحلف في وضع مظلة وقائية لها يقرب عددها من 900 مليون نسمة، أي مجموعة ساكنة دول أعضائه، كما أن عدد التحديات في تطور مستمر: الدفاع عن الحدود، الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل، تحدي الهجومات الصاروخية، الإرهاب، القرصنة، إلى غير ذلك. وهذا يعني مما يعنيه كثرة المشاكل الداخلية بين الدول المكونة للحلف وصعوبة إيجاد توافقات بين دول مختلفة اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وذات تموقع جغرافي مختلف. فأميركا ليست فرنسا، وفرنسا ليست تركيا أو بولونيا. كما أن الأزمات المتتالية التي تعرفها المنطقة (الحرب في أوكرانيا، ضم شبه جزيرة القرم من طرف روسيا) تعقّد السيناريوهات التي تضعها الدول المحورية في الحلف. فروسيا ما زالت دولة نووية يمكن أن تزيل دولاً من الخريطة الجغرافية ولا يمكن مجابهتها عسكرياً.....
لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر "إقرأ على الموقع الرسمي" أدناه
هذا المحتوى مقدم من صحيفة الشرق الأوسط
